الكومبس – أخبار السويد: وصف رئيس حزب ديمقراطيي السويد SD، جيمي أوكيسون، استقالة القيادي في الحزب ريكارد يومسهوف من رئاسة لجنة العدل بـ”القرار الطبيعي”، بعد معارضته مقترحاً حكومياً تبنّته قيادة SD لتشديد رخص السلاح وحظر أسلحة نصف آلية. ورغم الانتقادات العلنية من عدة قادة آخرين، وتقارير عن استياء واسع في صفوف الحزب وخلافات متصاعدة، نفى أوكيسون وجود أي انقسام داخل حزبه.

وقال أوكيسون في تصريح لوكالة TT تعليقاً على استقالة يومسهوف “أعتقد أنه من المنطقي أن يتحمل الشخص تبعات عدم رغبته في تمثيل سياسة الحزب في المجال الذي يتولى مسؤوليته، كما هو الحال مع لجنة العدل.”

ولفت إلى أن القرار تم بالتوافق التام بين يومسهوف وقيادة الحزب، وأنه أجرى معه محادثة جيدة قبل اتخاذ القرار، ووصف قرار استقالته بـ”الجيد”.

رئيس SD: لا انقسام وعلى الجميع الالتزام

وأشار أوكيسون إلى أن الحزب “ليس منقسمًا كما يعتقد البعض”، مؤكدًا أن النقاشات الداخلية “أمر صحي، ودليل على نضج سياسي”. وأضاف “نحن حزب يضم 20 بالمئة من الناخبين، ومن الطبيعي أن تكون هناك آراء مختلفة داخله أكثر من الأحزاب الصغيرة.”

وأكد أن الاتفاق مع الحكومة بشأن الأسلحة تمت مناقشته داخليًا أكثر من المعتاد، وحظي بدعم من اللجنة التنفيذية للحزب، كما أكد أنه يحظى شخصياً بثقة قيادات الحزب رغم بعض الانتقادات.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القرارات السياسية للحزب تُحسم بمجرد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة. وقال
“عندما أصافح زعماء الأحزاب الأخرى في الحكومة على اتفاق، فهذا هو قرار الحزب، وعلى الجميع الالتزام به.”

قيادات حزب SD بينهم يومسهوف يحتفلون بنتائج الانتخابات – أرشيفية Foto: Maja Suslin / TT

خلاف داخلي حول قانون الأسلحة

وجاءت استقالة يومسهوف في أعقاب إعلان الحكومة وحزب SD عن تعديل قانون الأسلحة يوم الجمعة، والذي يشمل حظر الأسلحة نصف الآلية وبينها سلاح AR-15، بعد هجوم أوربرو الأسبوع الماضي.

وكان الحزب قد رفض اقتراحًا مماثلًا العام الماضي، لكنه وافق على الحظر الجديد بعد الهجوم، وهو ما أثار استياء العديد من قادته ودفعهم إلى انتقاد المقترح علنياً.

وقال يومسهوف إن استقالته جاءت باتفاق مع قيادة الحزب، حيث اعتُبر أنه لا يمكن الجمع بين موقفه الرافض للحظر وبين منصبه الرسمي في لجنة العدل.

رئيس حزب ديمقراطيي السويد ورئيس لجنة العدل البرلمانية (أرشيفية) Jonas Ekströmer / TT

تقارير عن اجتماع عاصف ونقاش حول تغيير أوكيسون

ولكن صحيفة إكسبريسن كشفت أن اجتماع قيادة الحزب كان عاصفًا، حيث أبدى العديد من الأعضاء استياءهم من الطريقة التي تم بها تمرير تعديل قانون الأسلحة دون تشاور كافٍ، كما تحدثت تقارير أخرى عن توتّر أوكيسون خلاله.

وذكرت مصادر أن العديد من أعضاء الحزب يشعرون بأن القيادة، ولا سيما المسؤول عن التنسيق مع المكتب الحكومي، غوستاف غيليربرانت، ونائب رئيس الحزب، وهينريك فينغي، تجاوزا الهيئات الداخلية في اتخاذ القرار، مما أثار قلقًا من احتمال تكرار ذلك في قضايا أخرى أكثر حساسية.

ومن جهتها أفادت أفتونبلادت بأن الحزب يشهد أزمة داخلية وصفت بأنها “الأخطر منذ عقود”، بسبب مقترح الأسلحة.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن هناك غضبًا واسعًا داخل الحزب، حيث يناقش البعض إمكانية إعادة تشكيل القيادة الحزبية وتغيير هيكل السلطة داخله في مؤتمره القادم.

وقال مصدر من SD للصحيفة “الناس غاضبون بشدة، وهناك نقاشات داخلية حول ما إذا كان أوكيسون قد استنفد دوره.”

خليفة يومسهوف في رئاسة لجنة العدل

وأعلن SD أن نائب رئيس الحزب، هينريك فينغي، سيتولى منصب رئيس لجنة العدل في البرلمان خلفًا لريكارد يومشوف، في خطوة تؤكد استمرار الحزب في التزامه بالاتفاق مع الحكومة حول اقتراح الأسلحة.