الكومبس – دولية: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم شاملة على الواردات إلى الولايات المتحدة، بينها 20 بالمئة على واردات دول الاتحاد الأوروبي، بما فيها السويد. وحذر خبراء ومسؤولون من المخاطر الكبيرة لرسوم ترامب على التجارة الدولية، والاقتصاد العالمي، فيما أكدت السويد كما الاتحاد الأوروبي استعدادهما لرسوم ترامب، وللرد عليها، رغم تأثيراتها المتوقعة.
وقال ترامب في خطاب ألقاه في حديقة البيت الأبيض أنّ قراره هذا بمثابة “إعلان استقلال اقتصادي” للولايات المتحدة و”يوم تحرير” لها. كما شنّ هجوماً عنيفاً على سائر شركاء بلاده التجاريين، معتبرا أنّهم استغلوها اقتصادياً على مدى عقود طويلة عبر فرض رسوم جمركية باهظة على صادراتها إليهم.
وقد تكون وطأة الرسوم هائلة على الاقتصاد العالمي. ففي العام 2024 استوردت الولايات المتحدة حوالي 3300 مليار دولار من البضائع. وبعيد بدء ترامب خطابه، تراجع الدولار الأميركي بنسبة 1 بالمئة أمام اليورو.
كريسترشون: مستعدون.. والشكوى لا تنفع
وعلّق رئيس الوزراء أولف كريسترشون على الرسوم الجمركية بالقول إن “الشكوى لا فائدة منها”، مشدداً على أن الحكومة كانت مستعدة لاحتمال تدهور الأوضاع.
وأضاف “سنواصل الدفاع عن التجارة الحرة كل يوم، لكننا نرى أيضاً أن هناك قوى تتحرك قد لا نستطيع التحكم بها، وعلينا التعامل مع تبعاتها”، كما نقلت وكالة TT.
وزير التجارة يحذر من تأثيراتها
ووصف وزير المساعدات والتجارة الخارجية السويدي، بنيامين دوسا، قرار ترامب بأنه “غير مفهوم ومؤسف”، في حديث لـSVT. وقال دوسا إن السويد، بصفتها دولة صغيرة تعتمد بشكل كبير على التصدير، ستتأثر سلباً بهذه الرسوم، مشيراً إلى أن صادرات السيارات السويدية ستكون الأكثر تضرراً.
وكان ترامب قد برر قراره بفرض رسوم بنسبة 20 بالمئة على واردات من الاتحاد الأوروبي، بالقول إن الاتحاد يفرض رسوماً بنسبة 39 بالمئة على السلع الأمريكية، وهو ما نفاه الوزير السويدي.
وأضاف دوسا “الأرقام التي عُرضت لا أفهم من أين جاءت. لدينا تقريباً نفس مستوى الرسوم الجمركية في كلا الاتجاهين اليوم”.

الاتحاد الأوروبي يحذّر
ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين القرار الأمريكي بأنه “انتكاسة كبيرة للاقتصاد العالمي”، وأضافت”أُعرب عن أسفي العميق لهذا القرار. دعونا نكن واضحين بشأن العواقب الهائلة. الاقتصاد العالمي سيعاني بشدة. ملايين المواطنين سيواجهون ارتفاعاً في أسعار الغذاء والدواء والنقل. التضخم سيرتفع”.
وقالت إن الاتحاد مستعد للتفاوض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنه أيضاً يحضّر لإجراءات رد فعل قوية إذا فشلت المفاوضات.
وأكدت فون دير لاين أن الرسوم قد تؤدي إلى تأثيرات غير مباشرة على السوق الأوروبية، قائلة: “سنتابع عن كثب هذه التأثيرات، فنحن لا نستطيع امتصاص فائض الإنتاج العالمي، ولا نقبل بالإغراق في أسواقنا”.
وأشارت إلى أن الاتحاد قيّد بالفعل كميات الفولاذ المستوردة بدون رسوم، وستتم دعوة ممثلي قطاعات الصناعات الاستراتيجية مثل الفولاذ والسيارات والأدوية لمشاورات عاجلة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت “إن تكاليف الحرب التجارية لا يتحملها طرف واحد، بل قد تصبح تكلفتها باهظة على الجانبين”.
الرسوم الجديدة ستدخل حيز التنفيذ في 5 و9 الجاري
وأعلن البيت الأبيض الأربعاء أنّ الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على واردات بلاده من دول العالم أجمع ستدخل حيّز التنفيذ على مرحلتين يوم 5 أبريل للتعرفات البالغة نسبتها 10 بالمئة، وهو الحدّ الأدنى الذي فرضه ترامب على كلّ واردات بلاده، و9 أبريل لتلك التي تزيد عن هذا الحدّ وتستهدف خصوصا عمالقة تجاريين مثل الصين والاتحاد الأوروبي.
ع.ش/ ف.ي (أ ف ب، د ب أ)
ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW