الكومبس – دولية: أعادت ألمانيا رسمياً فتح سفارتها في دمشق، وفق ما أفاد مصدر في وزارة الخارجية الألمانية تزامناً مع زيارة تقوم بها الوزيرة أنالينا بيربوك إلى دمشق. وكانت برلين أغلقت سفارتها العام 2012 بعد أشهر من اندلاع الاحتجاجات ضد الأسد.
بعد مرور ثلاثة أشهر على الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، أعادت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك افتتاح سفارة بلادها في العاصمة السورية دمشق اليوم الخميس، بعد أن أغلقت العام 2012 في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية. ومن المخطط أن يعمل الآن عدد قليل من الدبلوماسيين الألمان في الموقع للمساهمة في تحقيق الاستقرار وإعادة بناء البلد الذي دمر بشدة.
وأوضحت بيربوك أنه سيجري العمل أيضاً من مواقع أخرى في ضوء عدم اكتمال الإجراءات الأمنية بعد. وتم تعيين الدبلوماسي شتيفان شنيك قائماً بأعمال السفارة لحين تعيين سفير لاحقاً. وكانت السفارة الألمانية في دمشق توظف من قبل ما بين 25 و30 دبلوماسياً وحوالي 20 موظفاً محلياً. وكان هذا بمثابة تمثيل أجنبي متوسط الحجم.
إغلاق السفارة لأسباب أمنية مع انطلاق الاحتجاجات
وفي العام 2012 تم إغلاق السفارة لأسباب أمنية، وظلت خاوية منذ ذلك الحين. وعندما زارت بيربوك مبنى السفارة خلال زيارتها الأولى إلى دمشق في يناير الماضي بعد سقوط نظام الأسد، كانت صورة الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف (الذي تولى منصبه من 2010 حتى 2012) لا تزال معلقة على الحائط. وفي السنوات الأخيرة تمت رعاية المبنى من قبل موظف محلي يعمل في السفارة منذ 26 عاماً.
وأكد مصدر من وزارة الخارجية، أن فريقاً صغيراً من الدبلوماسيين يتولى إدارة البعثة في دمشق، على أن تبقى الشؤون القنصلية وطلبات التأشيرات في عهدة السفارة في بيروت، نظراً إلى عدم استقرار الوضع الأمني بشكل كامل عقب إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.
وقال المصدر “عقب الإطاحة بالديكتاتور الأسد، تعهدت ألمانيا دعم الشعب السوري وهو يمضي نحو مستقبل أكثر استقراراً”، مضيفاً “لألمانيا مصلحة كبيرة في أن تكون سوريا مستقرة. على الأرض يمكننا أن نسهم بشكل أفضل بالمهمة الصحيحة لتحقيق الاستقرار”.
وأوضح أنه من خلال الحضور في سوريا “يمكننا بناء شبكة (علاقات) دبلوماسية وبالتالي، من ضمن أمور أخرى، الدفع نحو عملية انتقال سياسي أكثر شمولاً تأخذ في الاعتبار مصالح كل المجموعات السكانية” في البلاد. وشدد المصدر على أنه “بوجود دبلوماسيينا على الأرض، يمكننا أن نعاود الانخراط مجدداً في العمل المهم مع المجتمع المدني. ويمكننا أن نتعامل بشكل مباشر وفوري مع أي تطورات سلبية جدية”.
بيربوك تطالب دمشق بضمان أمن “جميع السوريين”
وجددت وزيرة الخارجية الألمانية دعوتها السلطات السورية الجديدة بضمان السلام والأمن لجميع السوريين، بعد أسبوعين على مواجهات عنيفة أودت بحياة 1500 شخص على الأقل، وفق مصادر غير رسمية. وقالت بيربوك قبيل زيارة مرتقبة إلى دمشق إن أعمال العنف هزت الثقة في السلطات السورية.
وأفادت في بيان “يخشى العديد منهم (السوريون) من أن الحياة في سوريا المستقبلية لن تكون آمنة بالنسبة إلى جميع السوريين”. وأضافت أن “موجات العنف المروعة قبل أسبوعين كلّفت قدراً هائلاً من الثقة”. ودعت بيربوك الحكومة السورية الانتقالية إلى ضمان سيطرتها على “المجموعات ضمن صفوفها”.
وأضافت أن عليها محاكمة المسؤولين عن العنف وضمان السلام والازدهار في كل أنحاء سوريا التي شهدت حرباً أهلية استمرت 14 عاماً. وقالت “هذه هي المهمة الضخمة التي تواجه الحكومة الانتقالية السورية في عهد أحمد الشرع”. وفي الأيام التي تلت السادس من مارس، شهدت منطقة الساحل السوري أسوأ موجة عنف منذ سقوط الأسد.
(د ب أ، أ ف ب)
ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW