الكومبس ـ خاص: بعد حوالي 20 عاماً في السويد قررت مصلحة الهجرة إلغاء تصريح الإقامة الدائمة في السويد لعدنان دقدوق (64 عاماً) وزوجته نجاة لكلوك (61 عاماً).
مذاق الطعام الذي كان يقدمه الشيف عدنان الدقوق عندما كان يعمل في أحد مطاعم لبنان كان كفيلاً أن يقوم أحد الزبائن القادمين من السويد بترتيب إقامة عمل له العام 2005 ليعمل في مطعمه في أوسترمالم. وبعد عام فقط انتهت إقامة العمل وفضّل عدنان عدم العودة إلى لبنان بل البقاء عند أخيه شمال السويد.
كان عدنان متزوجاً سابقاً من السيدة نجاة وأنجبا خمسة أطفال لكنهما طُلقا في يوليو 2006 غيابياً، حيث قام عدنان بمنح الإمام تفويضاً، تم إصداره في السفارة اللبنانية في ستوكهولم، لتمكينه من إتمام إجراءات الطلاق مع الاحتفاظ بمسؤولية عدنان عن أولاده مادياً.
تزوج عدنان في سبتمبر من هالة (اسم مستعار) في السويد وعاد إلى لبنان لاستكمال إجراءات لم الشمل وليعود بشكل قانوني إلى السويد. بقي عدنان مع زوجته الجديدة حتى العام 2013 حيث حصل على الإقامة الدائمة في يونيو 2011 واستطاع أن يستقدم أحد أطفاله فقط إلى السويد لأنه كان دون 18 عاماً عن طريق معاملة لم الشمل.
اضطر عدنان للسفر عدة مرات إلى لبنان خلال تلك الفترة ولأسباب مختلفة منها وفاة أحد أبنائه ووفاة والده إضافة لتحمله المسؤولية اتجاه أطفاله وممارسة دوره كأب. وفق ما قال للكومبس.
تقدّم عدنان وهالة بطلب الطلاق العام 2013 ثم عاد وتزوج بزوجته السابقة نجاة في يوليو 2014 واستقدمها إلى السويد لاحقاً، فحصلت كذلك على الإقامة الدائمة. واستمر عدنان ونجاة في حياتهما بشكل طبيعي وكانا يزوران أبنائهما وأحفادهما في السويد حيث يقيم جميع أبنائهما في السويد باستثناء واحد يعيش في لبنان.

طلب الجنسية السويدية
تقدّم عدنان في 2020 بطلب للحصول على الجنسية السويدية. وفي العام 2021 وبعد اطلاع مصلحة الهجرة على ملف عدنان، بدأ التحقيق معه ومع زوجته بخصوص سفره المتكرر خلال السنوات السابقة من السويد. وبدأت مصلحة الهجرة بتدقيق الملف أكثر ومقارنة تواريخ السفر والفترات التي قضاها عدنان في السويد خلال سنوات إقامته. إضافة للتدقيق على عنوان مسكنه في السويد وخصوصاً في فترة زواجه من هالة وبناءً على ذلك توصلت مصلحة الهجرة للتقييم التالي وفق ما كتبت في قرارها:
- تم تقييم أن علاقة عدنان بهالة كانت على الأرجح زواجاً صورياً كما تم التأكيد على أنه لم يكن هناك سكن دائم بينهما رغم أنهما كانا متزوجين لعدة أشهر.
- المعلومات التي تم تقديمها بخصوص العلاقة مع نجاة متباينة وقدّرت مصلحة الهجرة أن عدنان كان متزوجاً من نجاة وهالة في الوقت نفسه.
- قيّمت مصلحة الهجرة أنه ليس لدى عدنان ارتباط قوي بالمجتمع السويدي يمنع سحب تصريح الإقامة منه بناءً على تكيفه مع السويد وظروفه المعيشية بشكل عام. ولا يتعارض مع التزامات السويد الدولية بموجب الاتفاقيات أن يتم ترحيله.
قرار مصلحة الهجرة
قررت مصلحة الهجرة في يونيو 2024 بناء على الوثائق والمستندات مايلي:
- إلغاء تصريح الإقامة الدائمة بناءً على المادة 7 من الفقرة 1 من قانون الأجانب.
- ترحيل عدنان من البلاد بناءً على أحكام المادة 8 من الفقرة 6 من قانون الأجانب.
- يجب أن يتم الترحيل إلى لبنان. وإذا كان يستطيع أن يثبت أن هناك دولة أخرى يمكنها استقباله، يمكنه السفر إلى تلك الدولة بدلاً من لبنان.
- عدم منح عدنان مهلة للمغادرة الطوعية بناءً على المادة 8 من الفقرة 21 من قانون الأجانب.
- منع عدنان من العودة إلى السويد لمدة سنتين بناءً على المادة 8 من الفقرة 23 من قانون الأجانب. يبدأ حظر العودة من تاريخ مغادرته أراضي الدول الأعضاء.
أدلة المحامين
قدم المحامون المدافعون عن عدنان وزوجته لإبقائهم في السويد عدة حجج وإثباتات لمحكمة الهجرة مرفقة بالأدلة والمستندات التي توثق تاريخ حدوث الزواج والطلاق وكان تقييم المحامين كالتالي: “بعد مراجعة التحقيق والمستندات التي تم تبادلها، يمكن التأكيد على أن عدنان، عند تقديم طلبه للحصول على تصريح الإقامة الدائمة، لم يقدم معلومات غير صحيحة عن قصد، ولم يتعمد إخفاء أي معلومات ذات صلة. وبالتالي، فإن الشروط اللازمة لإلغاء تصريح الإقامة الدائمة غير مستوفاة، حيث يقتصر ذلك على الحالات التي يكون فيها المتقدم قد قدم عن قصد معلومات غير صحيحة، أو تعمد إخفاء ظروف كانت ذات أهمية للحصول على التصريح. فقط في هذه الحالات يمكن إلغاء تصريح الإقامة الدائمة. لم يقم عدنان بتقديم معلومات غير صحيحة عن قصد، ولم يخفِ أي ظروف ذات صلة بمنحه تصريح الإقامة الدائمة”. وأضاف المحامون “في الوقت الحالي، يمتلك عدنان وظيفة منذ ثلاث سنوات، ويعيش مع زوجته في مسكن مستقر، كما أن أطفاله وأحفاده يقيمون بالقرب منه. لقد أسس حياة مستقرة في السويد. ومن خلال الرسالة المرفقة من ابن عدنان، يتضح بوضوح المعاناة الإنسانية التي قد تترتب على ترحيله”.
ولكن محكمة الهجرة لم تأخذ بأقوال المحامين وبقيت على قرارها في إلغاء تصريح الإقامة وترحيل عدنان وزوجته.
صدمة عدنان
يعرب عدنان عن حزنه ويعتبر أن ما صدر بحقه من قرارات هو “نوع من الظلم والتدمير” لحياته خصوصاً أنه رجل على مشارف السبعين من عمره. ويقول إنه عانى سنوات طويلة وبدأ بالاستقرار أخيراً ثم صدم بحكم يعيده إلى بلده لبنان الذي أنهكته الحروب بحسب وصفه، متسائلاً عمن سيعوضه عن سنوات عمره.
ويضيف “قرار الترحيل كان بمثابة زلزال دمّر حياتي. لقد حكم عليّ بالموت، فإلى أين أذهب؟”.
ريم لحدو