الكومبس – خاص: أصبحت الأختان عبير وعلا الشعشاع من المشاهير في السويد على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي فترة لا تتجاوز السنتين وصل الثنائي سوياً الى ما يقارب خمسة ملايين متابع. ما تقدمه الأختان هو مشاركة لحياتهم اليومية بطريقة فكاهية، الأمر الذي يبدو أنه يعجب كثيرين.

تقول علا (26 عاماً) تعقيباً على الهدف من نشاطهما على وسائل التواصل الاجتماعي “نحن لا نقدم أي شيء استثنائي. حياة طبيعية كأي اختين، لكن ربما سبب نجاحنا ومتابعة الناس لنا هو قربنا منهم وأنهم يجدون اوجه التشابه بين حياتهم وحياتنا”.

إلى هنا تبدو قصة الأختين وردية، لكن قبل أسبوعين تقريباً وصل إلى الأخت الصغرى علا بريد من شأنه أن يغيّر مسار حياتها وقد يؤثر على مشروعها مع أختها، فضلا عن فراقها. تسلمت علا قرار رفض من مصلحة الهجرة. الرفض الذي جعل علا تقرر ترك البلاد.

كيف فسرت مصلحة الهجرة قرار الرفض؟
تجيب علا: من وجهة نظر مصلحة الهجرة فإن مدينتي، مدينة السويداء في سوريا، هي مدينة آمنة، لذلك كانت أسباب طلبي للجوء أسباب حماية شخصية حيث ذكرت أن الوضع في السويداء غير آمن. مع الأسف قام عدد من المعارف، الذين لا يكنون لي أي مشاعر طيبة، بالتواصل مع مصلحة الهجرة واخبارها أن حياتي في السويداء كانت جيدة وأنني لا أتعرض لأي خطر.

هل السويداء خطرة بالفعل؟
كثيرون يربطون عدم الأمان بالقذائف فقط، لكن الآن هناك شعور بعدم الأمان من نوع آخر. هناك عصابات وخطف وغيره. في نظري الوضع غير مستقر.

وعندما سؤلت علا عن سبب فعل معارفها هذا الشيء قالت إنه بسبب “مشاكل سخيفة”، فهي لم تتوقع أبداً أن “تصل مشاعر الكراهية ببعض الناس إلى هذه الدرجة”.

وتشكل علا وعبير العائلة الوحيدة لبعضهما في السويد، فالعائلة المكونة من ست اشخاص تشتت بسبب الحرب، والداها في سوريا، أخ في المانيا و أخٌّ آخر في الإمارات.

جاءت الأخت الكبرى عبير الى السويد عن طريق لمٍ للشمل مع زوجها آنذاك، أما علا فقدمت الى السويد عن طريق التهريب وحصلت علا على أول رفض لها بعد سنتين من طلبها للجوء، فاستأنفت لكن الرفض الأخير كان القشة التي قسمت ظهر البعير. فقررت ترك السويد. تقول “احتمالات حصولي على الإقامة صئيلة جداً بعد حصولي على الرفض الثاني فلا فائدة من الاستئناف. لن أعترض على قرار مصلحة الهجرة وسأرحل. لن أنكسر وستستمر الحياة. لن اعطي من كانوا يريدون تحطيمي غرضهم”.

قوة علا الحالية سبقتها عاصفة من الحزن حين قامت ببث قراءتها لقرار الرفض بشكل مباشر على منصاتها الإلكترونية، مشاركة متابعيها الخبر المحزن.

إلى أين الرحيل؟
تجيب علا: في نهاية هذا الشهر تنظم لي أختي حفلة وداع وبعدها مباشرة أنوي السفر إلى الإمارات والعيش مع أخي هناك. من الصعب أن تستقر في بلد لمدة ثلاثة سنوات متأملاً أن يكون لك فيه مستقبل، لكن الحياة تستمر.

وعن نشاط الاختان على وسائل التواصل الاجتماعي قالت علا إنه سيتأثر طبعاً بفراق الاختين. غير أنها تعد متابعيها بانها لن تنقطع عنهم، وستقدم محتوى اكثر بعد انتقالها.

هديل إبراهيم