الكومبس – ستوكهولم: تنطلق في النروج اليوم أضخم مناورات عسكرية لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة، بمشاركة السويد، وذلك لتذكير روسيا بتضامن الدول الاعضاء رغم الشكوك التي أشاعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الحلف.
ويشارك في المناورات التي تحمل اسم “الرمح الثلاثي 18″ (ترايدنت جانكتشير 18) نحو 50 ألف جندي و10 آلاف آلية و65 بارجة و250 طائرة من 31 بلدا، وتهدف لتدريب قوات الحلف الأطلسي على الدفاع عن دولة عضو تتعرض لاعتداء.
وحسب مجلة بيزنس إنسايدر الدولية، فإن المخاوف السويدية من النوايا الروسية دفعها للمشاركة في تلك المناورات، عبر إرسال فرقاطتين عسكريتين وقرابة 1900 جندي، والفرقاطتان العسكريتان من طراز Visby، وهما HMS Karlstad وHMS Nyköping.
ونقلت مجلة بيزنس إنسايدر عن الملازم جيمي آدمسون، مسؤول الشؤون العامة في البحرية السويدية قوله، إنه سيتم دمج الفرقاطتين في المجموعة البحرية الدائمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويواتم تصميم الفرقاطتين بشكل رئيسي الحروب المضادة للغواصات وإجراءات مكافحة الألغام
واكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ ” أن “المناورات ترسل رسالة واضحة الى دولنا والى أي عدو محتمل أن حلف الاطلسي لا يسعى الى أي مواجهة لكننا متأهبين للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد”.
وفيما لم يتم تحديد “العدو المحتمل” رسميا، فان روسيا تتبادر الى ذهن الجميع.
وتباهت روسيا التي تتشارك مع النروج بحدود بطول 198 كيلومترا في الشمال الأقصى بقوتها مرارا في السنوات الأخيرة، فقد ضم الجيش الروسي القرم وساعد على تقويض الاستقرار في أوكرانيا وعزز قدراته العسكرية في منطقة القطب الشمالي وأجرى أكبر مناوراته العسكرية في الشرق الاقصى في أيلول/سبتمبر الماضي.
ومن المتوقع أن يتم تزويد أسطول الشمال، الذي يعد عماد البحرية، بخمس سفن حربية جديدة وخمس سفن دعم وخمسة عشر طائرة ومروحية بحلول نهاية العام، حسبما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
أظهرت روسيا استياءها من تعزيز الغرب لوجوده العسكري في المنطقة. وكثفت الولايات المتحدة وبريطانيا، بمعزل عن المناورات، انتشارهما في هذا البلد الاسكندنافي من أجل تأقلم قواتهما مع البرد.
وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن “الدول الرئيسية في الحلف الاطلسي تعزز وجودها العسكري في المنطقة، على مقربة من الحدود الروسية”.
ورأت “أن مثل هذه الأعمال غير المسؤولة ستؤدي حتما إلى زعزعة استقرار الوضع السياسي والعسكري في الشمال، وإلى زيادة التوتر” متوعدة بـ”اتخاذ التدابير الضرورية للرد”.
وساهم تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين باستئناف سباق التسلح، بزيادة التوتر، بعد يومين من إعلان نيته سحب بلاده من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي أبرمت في عام 1987 مع روسيا.