الكومبس – أخبار السويد: دعا وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، ولم يستبعد في مقابلة صحفية، إمكانية أن يشارك بمسيرة من أجل فلسطين.
وفي نهاية شهر مايو الماضي، قام بيلستروم بجولة إلى الشرق الأوسط شملت الأردن وإسرائيل وفلسطين. وفي مقابلة مع صحيفة Sydsvenskan في مقر وزارة الخارجية في ستوكهولم، تحدث عن انطباعاته عن تلك الزيارة، وكيف يفكر حول مستقبل الوضع في إسرائيل وفلسطين.
وقال: ” كانت رحلة مهمة للغاية إلى المنطقة. لقد كنت حريصًا على زيارة السلطة الفلسطينية في رام الله والتحدث مع الحكومة الإسرائيلية. ولكن أيضًا أتيحت لي الفرصة لزيارة بعض الأماكن المهمة، مثل المعبر الحدودي مع غزة وغيرها”.
وفي رام الله التقى بيلستروم برئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، لمناقشة العمل الإصلاحي الذي بدأته السلطة الفلسطينية. ومدى استعداد السلطة لحكم الضفة الغربية وقطاع غزة بعد وقف إطلاق النار.
وعن ذلك قال بيلستروم: “لقد تأثرت كثيرًا في الواقع. فقد أعطى محمد مصطفى تعليمات واضحة لحكومته بضرورة تقديم جميع الوزراء وصفًا دقيقا لكيفية القيام بذلك”.
وأكد وزير الخارجية في هذا الإطار، أن السويد والاتحاد الأوروبي سيدعمان السلطة الفلسطينية إذا حان الوقت لتولي السلطة في غزة.
وخلال رحلته، التقى بيلستروم أيضًا بممثلي العائلات الإسرائيلية التي يُحتجز أقاربها كرهائن لدى حماس.
ويقول في هذا الإطار: “لقد كانت اجتماعات عاطفية للغاية ومؤثرة للغاية”.
وزار بيلستروم “الكيبوتس” الأكثر تضرراً من هجوم حماس في 7 أكتوبر ، ثم توجه بعدها إلى معبر إيريز الحدودي مع غزة.
“وقال معلقاً: عندما سافرنا بالسيارة على طول الحدود، كان بإمكاننا رؤية الحرائق داخل غزة، وأعمدة الدخان تتصاعد إلى السماء. ورأينا الدبابات في الأرض. كانت الحرب قريبة جدًا”.
وفي الأردن، التقى بيلستروم بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والملك عبد الله.
وحول ذلك، ذكر الوزير: لقد اتفقنا على الكثير. هناك حاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وبطبيعة الحال، زيادة كبيرة في تدفق المساعدات الإنسانية إلى أولئك الذين يعانون حاليا ويجوعون في غزة”.
وأكد بيلستروم أيضًا إنه شدد في محادثاته مع جميع الأطراف على مدى جدية الحكومة السويدية في التعامل مع عنف المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين ضد الفلسطينيين.
ومؤخراً، قرر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على المستوطنين المتطرفين الأفراد في الضفة الغربية، من أجل الوقوف في وجه سياسة الاستيطان الإسرائيلية، التي تتعارض مع القانون الدولي. وتعني تلك العقوبات حظر الدخول لمن تشملهم العقوبات إلى الاتحاد الأوروبي وتجميد أصول المستوطنين.
وهذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الاتحاد الأوروبي مثل هذا القرار. وقد رحبت حينها الحكومة السويدية بذلك.
وفي هذا الصعيد، يقول توبياس بيلستروم: “إن الفلسطينيين الأبرياء الذين يتعرضون اليوم للعنف، وتدمر ممتلكاتهم، ويتعرضون للاعتداء، وفي بعض الحالات للقتل، يجب بالطبع حمايتهم”.
ولدى سؤال الصحيفة له حول لماذا لا يتم فرض عقوبات على إسرائيل للحد من سياستها الاستيطانية؟ أجاب:
“بادئ ذي بدء، عليك أن تتذكر أنه ليس كل المستوطنين متطرفين. وليس كل المستوطنين يلجأون إلى العنف ضد الفلسطينيين الأبرياء.”
وتابع:
“لا يشكك أحد في أن المستوطنات غير قانونية. لقد كانت السياسة السويدية من خلال عدة حكومات مختلفة ولعدة عقود تدين المستوطنات غير القانونية على الأراضي المحتلة. وتتمثل وجهة نظر الحكومة السويدية في أنه يجب التخلص التدريجي منها”.
لكن وزير الخارجية لا يعتقد أن ذلك سيكون ممكنا من خلال العقوبات. ويؤكد أنه من أجل حل المشاكل، يجب أن تبدأ المفاوضات حول حل الدولتين.
وقال بيلستروم: “رأيي الراسخ هو أن هناك أيضًا أمثلة تاريخية من مناطق أخرى تظهر أنه حتى لو كانت الصراعات عميقة جدًا وواسعة النطاق، فمن الممكن إيجاد حلول”.
وفيما إذا حل الدولتين ممكن برأيه؟ قال:
“الظروف أفضل مما قد تتخيل. علاوة على ذلك، هذا زخم. الآن هو الوقت المناسب لاغتنام هذه الفرصة على محمل الجد ومحاولة البدء في العمل على حل الدوليتن”.
واعتبر أن ذلك لن يحدث إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.
ولدى سؤاله عن وجهة نظره كيف أن السويد تبيع لإسرائيل مواد يمكن استخدامها لإنتاج الأسلحة. وفي الوقت نفسه، ووفقاً للأمم المتحدة، ترتكب إسرائيل جرائم حرب؟
قال بيلستروم: “لدى السويد وجهة نظر تقييدية فيما يتعلق بتصدير المعدات العسكرية إلى إسرائيل. ومن الناحية العملية، لم يتم منح أي تصاريح منذ الخمسينيات من القرن الماضي. وما نقوم بتصديره هو عبارة عن عمليات تسليم لاحقة لأشياء لم يتم احتسابها كمعدات عسكرية أو مواد دفاعية. هذه هي عمليات تسليم لم تكن تُعتبر عند حدوثها لأول مرة بمثابة معدات عسكرية، وبخلاف ذلك، لا تقوم السويد بتصدير مواد حربية إلى إسرائيل”.
وسواء أثناء المظاهرات الداعمة لفلسطين أو في المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، يتم انتقاد الحكومة السويدية ووزير الخارجية لعدم اتخاذ موقف واضح وإدانة الحرب الإسرائيلية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر أبدت الحكومة دعمها القوي لإسرائيل، فأدانت هجوم حماس وجرائم الحرب المشتبه بها، لكنها لم تدين جرائم الحرب الإسرائيلية المشتبه بها في غزة. وأشارت الصحيفة كيف أن توبياس بيلستروم تحدث في مظاهرة في Davidshalls torg بمدينة مالمو وأعرب عن دعمه وتضامنه مع السكان اليهود في السويد بعد الهجوم على إسرائيل ولكنه لم يشارك في أي مظاهرة داعمة لفلسطين وعلى هذا الأمر يجيب الوزير:
“نعم، أثناء المظاهرة اليهودية التي أقيمت في مالمو، ذهبت وتحدثت مع أولئك الذين أقاموا مظاهرة فلسطينية في الجوار. وكانت لديهم لافتاتهم المؤيدة لوقف الحرب واستمعت إلى ما قالوا”.
لكن الصحيفة أوضحت أنه تصادف وجود بيلستروم هناك حين قامت مسيرة مؤيدة لفلسطين ولم يذهب بنفسه للمشاركة. فاستدرك بيلستروم قائلا:
“لم أفعل ذلك.. يمكنني الإجابة على ذلك بأمانة. لكن ليس لدي مشكلة على الإطلاق في الذهاب إلى مسيرة من أجل فلسطين”.
المصدر: www.sydsvenskan.se