الكومبس – ستوكهولم: تأكيداً لما نشرته الكومبس أمس، قرر مجلس التعليم الشعبي (Folkbildningsrådet) وقف الدعم للاتحاد الدراسي “ابن رشد” اعتباراً من العام 2025.

وفي أول تعليق على قرار وقف الدعم، اعتبرت رئيسة اتحاد ابن رشد، آنا وارا، القرار “سياسياً”. وقالت في بيان صدر اليوم “إن قرار وقف تمويل ابن رشد هو خطوة أخرى في التفكيك المستمر للتعليم الشعبي والمجتمع المدني السويدي الإسلامي”.

ويعتبر اتحاد ابن رشد من أكبر المنظمات ذات الطابع الإسلامي التي تقدم خدمات تعليمية في أنحاء السويد وتربطها روابط مع عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية.

وكانت الكومبس نشرت أمس أن مجلس التعليم الشعبي يتجه إلى وقف الدعم لـ”ابن رشد”، وقال مصدر من داخل ابن رشد للكومبس إن الاتحاد في طريقه إلى الإغلاق بشكل نهائي في حال وقف الدعم، حيث يبلغ 60 بالمئة من حجم ميزانية ابن رشد السنوية المقدرة بين 70 و80 مليون كرون سنوياً.

ويعني القرار، حسب البيان الصادر اليوم، أن الأنشطة التعليمية التي يقوم بها ابن رشد كما كانت على مدى السنوات الـ15 الماضية “أصبحت مستحيلة”.

وذكر بيان الاتحاد أن قرار مجلس التعليم الشعبي استند إلى تقييم مفاده أن ابن رشد في ظل الظروف الحالية يفتقر إلى القدرة على التعليم الشعبي. بينما اعتبر البيان أسباب القرار “ضعيفة وفي عدة حالات غير صحيحة”.

واعتبر البيان أن المنظمة منذ إنشائها في العام 2009 “خضعت للتدقيق بشكل غير متناسب عدة مرات وتعرضت للتمييز السلبي، محلياً ووطنياً”. وأضاف “انحرف السياسيون والمسؤولون في جميع أنحاء البلاد عن المبادئ الديمقراطية والقانونية في معاملة ابن رشد. ورغم ذلك، استمر الاتحاد الدراسي في إجراء أنشطة تعليمية شعبية ذات نوعية جيدة لآلاف المشاركين”.

وعلمت الكومبس أن اجتماعاً يجري اليوم بين آنا وارا ومجلس التعليم الشعبي بخصوص القرار.

مبررات المجلس

وشمل قرار مجلس التعليم الشعبي توزيع الدعم على 8 اتحادات دراسية في السويد، مع استثناء ابن رشد من الدعم. وقال المجلس في بيان على موقعه الإلكتروني اليوم إن “أربع اتحادات دراسية ستحصل على حصة أعلى، بينما تحصل أربع اتحادات على حصة أقل من منحة الدولة على مدى السنوات الثلاث المقبلة. ويعني القرار أيضا أن اتحاد ابن رشد لن يتلقى منحاً حكومية للأعوام 2025-2027”.

إنغر أسينغ رئيسة مجلس التعليم الشعبي Foto: Folkbildningsrådet

وقالت رئيسة المجلس إنغر أسينغ في البيان “تقديرنا أن ابن رشد ليس لديه الظروف المناسبة لإدارة وتطوير الأعمال وفقا لأغراض الدولة من المنحة وشروط الجودة التي يحددها النظام الجديد”.

وهي المرة الأولى التي يتخذ فيها المجلس قراراً بشأن كيفية توزيع المنح على الاتحادات الدراسية التسع استناداً إلى نموذج قائم على الجودة.

وذكر المجلس أن ابن رشد هو اليوم أصغر اتحاد دراسي مع ما يزيد قليلاً على 6000 مشارك في أنشطته. وهم يتلقون أقل من 2 بالمئة من إجمالي الدعم الحكومي للاتحادات الدراسية”.

وقال المسؤول في المجلس مورغان أوبيري “هناك مطالب كبيرة على الاتحادات الدراسية ومن الصعب إدارة العمليات بجودة عالية في جميع أنحاء البلاد إذا كانت المنظمة صغيرة جداً”.

بينما اعتبر اتحاد ابن رشد في بيانه أن “تقييد فرص التعليم المجاني والطوعي يؤدي إلى تفكيك المجتمع المدني بوتيرة سريعة”، معتبراً أن ابن رشد “منظمة أخرى في سلسلة من المنظمات الإسلامية السويدية التي يتم إلغاء تمويلها أو إغلاقها. هذا القرار هو ضربة قاتلة للتعليم الشعبي السويدي الإسلامي وللديمقراطية السويدية”.

وقالت رئيسة الاتحاد آنا وارا لا تزال الحاجة إلى التعليم الشعبي لابن رشد بين الفئات المستهدفة قائمة. إنه قرار تاريخي سيتردد صداه في التعليم الشعبي والمجتمع المدني. إنها خسارة للتعليم الشعبي السويدي بأكمله وللديمقراطية”.

وبحسب مصدر من اتحاد ابن رشد (فضّل عدم الكشف عن هويته) فإن حوالي 80 جمعية وعدداً كبيراً من المؤسسات الإسلامية من شمال السويد إلى جنوبها ستتأثر بشكل مباشر بوقف الدعم. وأضاف المصدر “هذه الجمعيات والمؤسسات تدفع إيجارات المباني وتغطي نفقات نشاطاتها من خلال الدعم المادي الذي تتلقاه من ابن رشد، وسيُحرم كل الطلاب المسجلين في هذه الجمعيات من تلقي دروس اللغة الأم ودروس تحفيظ القرآن”.

ويعتبر مجلس التعليم الشعبي جمعية غير ربحية مخولة من البرلمان والحكومة بتوزيع الدعم للاتحادات الدراسية الشعبية في السويد.