تحذير طبي: مضاعفات خطيرة لعمليات السمنة في تركيا

: 7/28/23, 4:18 PM
Updated: 7/28/23, 4:18 PM
(أرشيفية)
 (AP Photo/Francois Mori)  TT
(أرشيفية) (AP Photo/Francois Mori) TT

الكومبس – ستوكهولم: دفعت طوابير الانتظار الطويلة على جراحات التخلص من السمنة في السويد عدداً كبيراً من الأشخاص إلى التوجه نحو تركيا لإجراء العمليات، في خطوة حذر منها أطباء سويديون نظراً لـ”مضاعفات خطرة” أصابت المرضى عند عودتهم.

في كل ليلة تقريباً، تستيقظ صوفيا وهي تعاني من ارتداد الحمض الذي يخترق حلقها وأنفها، كما تواجه صعوبة في بلع الطعام وتزايد الغازات في معدتها، إذ أدت جراحة المعدة التي أجرتها في تركيا قبل عام ونصف لإنقاص وزنها والتخلص من مرض السكري من النوع الثاني، إلى مشاكل صحية عديدة وصعبة.

معاناة من الوزن

تقول صوفيا لصحيفة داغينز نيهيتر “لا أستطيع بلع اللحوم والأرز والبرغل، أنا جائعة طوال الوقت، أتناول بعض الطعام كل ساعتين، أشعر بالندم لما فعلته بصحتي”.

قبل عامين، كان وزن صوفيا 20 كيلوغراماً أكثر من اليوم وكان مؤشر كتلة الجسم لديها يزيد قليلاً عن 30، وهو ما يعتبر سمنة أدت لإصابتها بمرض السكري من النوع الثاني واضطرت إلى تناول حقن الأنسولين وأقراص العلاج. وعن ذلك، قالت “جعلني الأنسولين متعبة وجائعة دائماً، أستيقظ في منتصف الليل وآكل الهامبرغر، كنت قلقة حقاً عندما قال طبيبي إنني معرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وفي نوفمبر 2021 سافرت صوفيا إلى اسطنبول وأجرت عملية السمنة في عيادة خاصة. “بدا كل شيء على ما يرام ، واعتقدت أن تركيا دولة تتمتع برعاية صحية جيدة، لم يكن لدي سبب للاعتقاد باحتمال وجود مشكلة ولا أعرف كيف يمكنني اكتشاف ذلك”.

صوفيا هي واحدة من عدد متزايد من النساء والرجال في السويد الذين اختاروا في العامين الماضيين إجراء جراحة للتخلص من السمنة في تركيا.

وذكرت صحيفة DN، أن جراحين من مختلف محافظات السويد أدلوا بشهاداتهم في اجتماع للجمعية السويدية لجراحة السمنة والتمثيل الغذائي (SFOK) حول كيفية مقابلة المرضى الذين يطلبون المساعدة بعد إجراء جراحة للتخلص من السمنة في تركيا.

أعراض مشتركة

وحدد الأطباء أعراضاً مشتركة، ظهرت على معظم المرضى وهي صعوبة في الأكل الطعام بسبب ضيق في المعدة أو الأمعاء، وارتجاع وقيء مصحوب بإسهال وإمساك.

ولفت الأطباء إلى مضاعفات أكثر خطورة قد تهدد حياة المرضى حين تتسرب محتويات الجهاز الهضمي والمعدة والأمعاء إلى تجويف البطن. وقال الطبيب وأستاذ الجراحة المساعد في مستشفى سالغرينسكا الجامعي فيل فالينيوس “بعض العيادات في تركيا توظف أطباء غير متمرسين”.

وأضاف “استقبلنا حوالي 20 مريضاً في يوتيبوري وحدها، ويبدو أن هناك المزيد، معظم النساء من أصول تركية وإيرانية ولبنانية، واللافت أن العديد منهم لم يكن معه سجلات طبية وتقارير العمليات عندما وصل إلى السويد”.

طريقة العملية

وقال فالينيوس “الإشكالية الأكبر التي تواجهنا في متابعة المضاعفات هي صعوبة تحديد طريقة إجراء العملية، إلى جانب عدم إبلاغ الكثيرين بضرورة تناول الفيتامينات والمعادن لبقية حياتهم”.

عندما طلبت صوفيا المساعدة أخيراً في عيادة الجراحة في Vrinnevisjukhuset في نورشوبينغ، تلقت مفاجأة وصفتها بالصعبة، فقد وقعت اتفاقية مع العيادة التركية لإجراء جراحة تكميم المعدة، لكن في تقرير العملية الفعلي في السجل الطبي الذي أحضرته معها للسويد، تم وصف العملية بأنها تحويل مسار للمعدة (مجازة المعدة) على شكل حرف (Y).

الإشكالية الأكبر تقول صوفيا أنه “عند التصوير بالأشعة السينية وتنظير المعدة، اكتشفت أني أجريت طريقة ثالثة بدلاً من ذلك، وهي تسمى بـ “مجازة المعدة البسيطة” (تقسيم المعدة إلى جزئين ووصل كل منهما بالأمعاء)، والتي سرعان ما أصبحت شائعة في جنوب أوروبا والعالم العربي، كما تقول الطبيبة والمحاضرة في عيادة الجراحة في Vrinnevisikhuset إيلين أندرشون.

الطريقة، بحسب أندرشون، أبسط وأسرع في الأداء من المجازة المعدية العادية، لكن هناك نقص في البيانات طويلة المدى حول مدى فعاليتها وأمانها.

إعادة إجراء العملية

وفي حالة صوفيا، هناك كثير من الأدلة تشير إلى ضرورة إعادة إجراء العملية كما تقول أندرشون، التي اعتنت مع زملائها حتى الآن بحوالي عشرة مرضى عانوا من مشكلات بعد الجراحة في تركيا، وأضافت “أنصح الجميع بعدم إجراء هذا النوع من الجراحة في الخارج”.

من غير المعتاد في السويد حدوث مضاعفات خطيرة بعد جراحة علاج البدانة وفقاً لفيل فالينيوس، لكن يبدو أن معدل المضاعفات أعلى في تركيا. وبرأيه أن “الأطباء الأتراك يتمتعون بالمهارة بالتأكيد، لكن الواقع يشير أيضاً لوجود أخطاء مبتدئين، ونحن نضع احتمال أن يكون عدد المرضى كبير لدرجة تجبرهم على توظيف أطباء عديمي الخبرة”.

أحد التفسيرات لأسباب اختيار العديد من النساء السويديات إجراء عمليات السمنة في الخارج، هو أن وقت الانتظار لإجراء جراحة السمنة طويل في أجزاء عدة من البلاد.

في فيسترا يوتالاند، على سبيل المثال، ينتظر 500 شخص في طابور الجراحة، ووقت الانتظار هو 15 شهراً، ويرجع ذلك أساساً إلى إلغاء كثير من العمليات خلال فترة كورونا.

تحذير من الوقوع بالخطأ

صوفيا دفعت 4000 يورو (حوالي 47000 كرون سويدي) تكلفة العملية، وتؤكد أن المستشفى كان يضم مرضى من كل أوروبا وشبه الجزيرة العربية. وتضيف “عانيت من نزيف بعد العملية، وبقيت في المستشفى التركي أسبوعاً، اهتموا بي جيداً، وأنا على وشك التخلص من مرض السكري، لكن الآن لا أريد أن أفعل شيئاً آخر معهم، أشعر بأني تعرضت للخداع”.

صوفيا في الستينات من عمرها، وتريد عدم الكشف عن هويتها لأنها تخشى أن يكتشف الأصدقاء والأقارب ما فعلته “سوف يغضبون ويلومونني”، كما تقول، لكنها في الوقت نفسه تريد تحذير الآخرين من ارتكاب الخطأ ذاته.

Source: www.dn.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.