الكومبس – ستوكهولم: تسلمت الحكومة اليوم نتائج التحقيق الذي أطلقته حول مستقبل خدمة البث العامة في السويد، أي وسائل الإعلام العامة الممولة من ضرائب السويديين، وهي التلفزيون السويدي SVT، وراديو السويد SR، وراديو UR التعليمية. وبرزت مواقف متناقضة حول مستقبل هذه الوسائل بين أحزاب تيدو اليمينية وأحزاب المعارضة.
وقدّم المحقق والرئيس السابق لحزب المسيحيين الديمقراطيين KD، يوران هاغلوند، التحقيق إلى وزيرة الثقافة باريسا ليليستراند.
وقال هاغولند إن التوافق داخل اللجنة التي ضمت ممثلين عن مختلف الأحزاب كان “أكبر مما يمكن تخيله” وشمل معظم القضايا، غير أنه اعترف في الوقت نفسه بوجود تبيانات حول عدد من المواضيع.
وأكد على الدور الهام الذي تلعبه وسائل الخدمة العامة في السويد، ولكنه أشار أيضاً إلى أن النقاش حول هذه الوسائل ودورها بات أكثر انتشاراً في المجتمع.
من جانبها قالت الوزيرة إن “الهدف من التحقيق هو التوصل إلى حلول تحمي خدمة عامة مستقلة على المدى الطويل”.
وتناول التحقيق انتشار هذه الوسائل على منصات التواصل، مع توجه نحو التحفظ في استخدام هذه المنصات، وأن ينطبق شرط الحيادية على محتوى ما يتم نشره عبر هذه المنصات. واقترح توسيع مهام هيئة الرقابة على الإذاعة والتلفزيون لتغطية المحتوى الذي تنشره وسائل الخدمة العامة عبر كافة المنصات.
واقترح التحقيق زيادة متوسط مخصصات الشركات لعام 2026 بنسبة ثلاثة بالمئة، مقارنة بالعام 2025، ثم تقليصه بعد ذلك إلى 2 بالمئة سنوياً من عام 2027 إلى عام 2030، و1 بالمئة سنوياً بين عامي 2031 و2033.
أحزاب المعارضة تنتقد التحقيق
وانتقدت أحزاب المعارضة من جهتها التحقيق، وشددت على الأهمية الحيوية للخدمات العامة في الحفاظ على مجتمع ديمقراطي سليم، مُؤكّدة على دورها في مكافحة التضليل الإعلامي وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وأعرب ممثلو أحزاب المعارضة في مقال كتبوه في صحيفة DN عن خيبة أمل من عدم التوصل إلى حلول توافقية بشأن مستقبل الخدمات العامة، وأكدوا على استمرار السعي لبناء توافق سياسي واسع قبل تقديم مشروع قانون إلى البرلمان.
وتريد المعارضة زيادة ميزانية الخدمة العامة بشكل أكبر، كما تؤكد أهمية وجودها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وركزت المعارضة أيضاً على مهمة الخدمة العامة في تمثيل كافة أطياف المجتمع، رافضة التعديل الذي طرحته أحزاب تيدو، لإزالة شرط مراعاة المساواة والتنوع.
أفتونبلادت: اليوم يحقق أوكيسون أبرز انتصاراته
ونشرت صحيفة أفتونبلادت مقالة افتتاحية حول التحقيق، اعتبرت فيه أن التحقيق يوصي بجعل SVT أكثر ملاءمة مع سياسات حزب ديمقراطيي السويد SD، مع التركيز على الثقافة السويدية بدلاً من المساواة والتنوع.
وقال أندرش ليندبري كاتب المقالة إن رئيس SD جيمي أوكيسون حقق اليوم أبرز انتصاراته حتى الآن عبر توصيات التحقيق.
ولفت إلى أن التحقيق يطرح تخفيضات مالية وتغييرات في مهمة SVT، مع الأخذ بعين الاعتبار انعدام الثقة بين ناخبي المحافظين وناخبي SD بالخدمة العامة. وقال إن SD استخدم مصنع الأخبار المزيفة الذي أنشأه للتشكيك بمصادقة الخدمة العامة بداية، ثم الترويج للتعديلات الجديدة.
واعتبر أن توصيات التحقيق هذه، إضافة إلى تخفيض ميزانية الخدمة العامة، سيؤثر على المحتوى المقدم، ويهدد استقلالية التلفزيون السويدي. وتحدث عن خشيته من أن تؤدي هذه التعديلات إلى مزيد من الرقابة، وتقليل الحرية والتنوع في محتوى SVT.