الكومبس – ستوكهولم: اتهم تحقيق أجرته صحيفة داغينز نيهيتر حزب الاشتراكيين الديمقراطيين المعارض بالمسؤولية عن استهداف المسنين غير القادرين على اتخاذ قرار في بيع تذاكر اليانصيب (اللوتري) الذي تجريه شركة لصالح الحزب.
وبحسب التحقيق فإن مندوبي مبيعات شباب يسوقون من مركز اتصال في برشلونة تذاكر يانصيب لصالح الاشتراكيين الديمقراطيين. ويستهدفون كبار السن مستخدمين أساليب مضللة كأن يخفوا حقيقة أن العميل يقع في فخ الاشتراك المستمر دون أن يدري، وفق ما قال عدد من الموظفين السابقين في الشركة.
وفي كل عام، يحصل حزب الاشتراكيين على ملايين الكرونات من بيع تذاكر اليانصيب. ويتم تشغيل عمليات بيع اليانصيب من خلال شركة Kombispel التي قامت بدورها بتأجير المبيعات لشركة الاتصالات Effective Communication، التي لها مكاتب في برشلونة. ويبيع المندوبون عبر الهاتف تذاكر اليانصيب نيابة عن Kombispel منذ مايو 2022.
وتحولت قضية اليانصيب الحزبي إلى قضية سياسية ساحنة في السويد. وكان هناك غضب كبير عندما أعلنت أحزاب تيدو أنها تريد مراجعة اللوائح الخاصة بذلك في تحقيق حكومي. ورغم عدم اقتراح أي حظر في التحقيق الذي اكتمل في وقت سابق من هذا العام، فإن حزبي المحافظين وديمقرطيي السويد لم يستبعدا الحظر. وقال SD إنه يريد “إغلاق صنبور التمويل” للاشتراكيين الديمقراطيين.
وقالت موظفة سابقة في شركة الاتصالات “لا يسمح لنا بإنهاء المكالمة، علينا كموظفين أن نستمر بالضغط حتى يشتري العميل أو ينقر زر الاشتراك”.
وأشارت الموظفة إلى استثناءات قليلة، فقط إذا ذكر العميل صراحة أنه مصاب بالخرف أو أن لديه وصي على أمواله، حينها قد يتم إيقاف المكالمة.
وبحسب الموظفة فإن 98 بالمئة من مبيعات اليانصيب ذهبت لكبار السن، حيث يعتبرهم الموظفون أسهل في البيع.
بيع تذاكر لمرضى مصابين بالخرف
ونقلت الصحيفة شهادات عدة موظفين سابقين قالوا إنهم باعوا تذاكر اليانصيب لأشخاص ربما لم يفهموا شروط وأحكام الشراء، مثل أن على المرء أن يلغي اشتراكات تذاكر اليانصيب إذا لم يرغب في الاستمرار. ووصف الموظفون أساليب البيع بأنها “إزعاج مستمر”، حيث يتصل الموظفون بالأشخاص أنفسهم مراراً وتكراراً. وأحد الذين تأثروا بذلك ماتياس ليونغرين الذي يصف طريقة البيع بأنها “عدوانية جداً”. مضيفاً “يصرخ مندوبو المبيعات في وجهي حتى النهاية لأستمع إليهم”.
والاشتراك في اليانصيب هو عبارة عن اشتراك يتلقى فيه المشترك تذاكر جديدة رقمياً أو في صندوق البريد كل شهر. وقال عدد من مندوبي المبيعات السابقين إنهم يحاولون إخفاء حقيقة أن العميل يجب أن يلغي الاشتراك بنفسه.
وتباع تذاكر الشهر الأول بسعر مخفض، لكن إذا لم يتم إلغاء الاشتراك، فإن التكلفة تصبح أعلى بسرعة. ويغري مندوبو المبيعات عبر الهاتف كبار السن بالسعر الرخيص عندما يقول العملاء إنهم لا يستطيعون تحمل التكلفة.
ومنذ مايو 2022، جرى تقديم 28 بلاغاً ضد Kombispel إلى مصلحة حماية المستهلك، 18 منها تتعلق بالبيع عبر الهاتف. ويتعلق عدد من الحالات بمرضى مصابين بالخرف يذكرون أنهم لم يفهموا ما اشتروه.
وفي بلاغ قدمه أحد الأقارب يقول “الآن اتصلوا بها مرة أخرى وباعوها تذكرة يانصيب”.
“لا يمكن الدفاع عن ذلك”
وعبّرت وزيرة المسنين والضمان الاجتماعي آنا تيني عن اعتقادها بأن أنشطة اليانصيب التي يقوم بها الاشتراكيون الديمقراطيون هي “محض احتيال على المسنين”.
وقالت الوزيرة لوكالة الأنباء السويدية “حقيقة أن هناك أشخاصاً متورطين في الاحتيال على كبار السن أمر مؤسف جداً، لكن أن يكون الاشتراكيون الديمقراطيون جزءاً من ذلك فهو أمر لا يمكن الدفاع عنه إطلاقاً”، مطالبة رئيسة الحزب مجدلينا أندرشون بـ”تنظيف حزبها”.
الاشتراكيون: نطالب بإجراءات
ولم يرغب الاشتراكيون الديمقراطيون في إجراء مقابلات حول الموضوع، لكن أمين صندوق الحزب يواكيم جونسون كتب في تعليق “إنها معلومات خطيرة جداً تظهر في تحقيق داغينز نيتهتر عن البلاغات المقدمة لمصلحة حماية المستهلك، وهي معلومات جديدة تماماً بالنسبة لنا. أطالب وأتوقع أن تتصرف شركة Kombispel الآن وتتخذ إجراءات قوية للتعامل مع هذا الأمر”.
فيما كتب يوناس ليندهولم، الرئيس التنفيذي لشركة A-lotteries وKombispel للصحيفة أنه مستاء من المعلومات، مضيفاً “سنحقق بالطبع في عمق المشكلة”.
في العام 2023 منحت عمليات بيع اليانصيب 9.8 مليون كرون لخزانة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين و6.3 مليون كرون لاتحاد الشباب الديمقراطي.