الكومبس – أخبار السويد: كشف تحقيق نشرته صحيفة Dagens ETC عن قيام حزب ديمقراطيي السويد (SD) بوضع “قائمة سوداء” تضم أسماء موظفين إداريين داخل المكتب الحكومي (Regeringskansliet)، يشتبه بتعاطفهم مع أحزاب المعارضة، خصوصاً حزب الاشتراكيين الديمقراطيين. ووفقاً للتحقيق، يمارس الحزب ضغوطاً على الحكومة لاستبعاد هؤلاء الموظفين من التعيينات والمناصب الحساسة داخل الوزارات.
وتحدّث أكثر من عشرة موظفين وممثلين نقابيين للصحيفة عن ممارسات وصفوها بالتمييزية، شملت التدقيق في الآراء السياسية والانتماءات الحزبية وحتى المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. وتضمنت الحالات موظفين جرى تجاهلهم في الترقيات أو وُضعوا في ما يُعرف بـ”الثلاجة المهنية”، حيث لا تُسند إليهم مهام ذات أهمية.
واستندت بعض هذه الممارسات إلى ما يُعرف بـ”قائمة الـ261″، وهي قائمة بأسماء موظفين وقّعوا عام 2018 على رسالة داخلية عبّروا فيها عن قلقهم من تعاون محتمل بين الأحزاب اليمينية وSD.
استبعاد من لا يظهر ولاءً لخط اتفاق تيدو
وأفاد موظفون بأن من لا يُظهر ولاءً لخط اتفاق تيدو يتم استبعاده من مهام حساسة، خاصة في مجالات مثل حقوق الإنسان، المناخ، والهجرة. ويُعتقد أن بعض التعيينات تخضع لرقابة غير رسمية من SD حتى عندما لا تتطلب موافقة حكومية رسمية.
ولفت التحقيق إلى تحوّل في مركز اتخاذ القرار من الوزارات إلى مكاتب التنسيق التابعة لأحزاب اتفاق تيدو، ما يعني رقابة مشددة على تعيينات وتحضيرات الملفات الحكومية، وتدخل في التفاصيل الدقيقة للنصوص والتوصيات.
خبير: تحوّل خطير نحو الحكم السلطوي
وحذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم، يوران سوندستروم، من خطورة المعلومات التي أوردها التحقيق. وقال إنه “يمكن أن يقود إلى تفريغ الدولة من الخبرات، وتعزيز التوجه نحو الحكم السلطوي.”
واضاف “إذا استمر استبعاد أصحاب الكفاءة والاستقلالية، فسيبقى فقط من يقولون نعم”.
نائب عن حزب SD: أحمل القائمة معي دائماً
وقد أكد النائب البارز عن حزب SD، بيورن سودر، في تصريح للصحيفة أنه يحتفظ بـ”قائمة الـ261″ دائماً. وقال “أحمل دائماً القائمة معي. ذلك لأنني أريد أن أعرف إن كان هؤلاء الأشخاص يمكن الوثوق بهم، وإن كانوا قادرين على إعطائي صورة موضوعية أحتاجها بصفتي سياسياً. وإذا علمت أن لديهم أجندة سياسية، يمكنني أن أُقيّم تصريحاتهم بناءً على ذلك”.
وأضاف “الذين وقّعوا على قائمة 261، انتماءاتهم السياسية معروفة. وكثير منهم جرى توظيفهم مباشرة من قبل الاشتراكيين”.
وSD ينفي وجود قائمة سوداء
غير أن حزب SD من جانبه ينفي وجود “قائمة سوداء رسمية” لاستبعاد موظفين. وقال مسؤوله في مكتب التنسيق البرلماني، غوستاف يليربراند، إن حزبه يقيّم كل حالة على حدة.
وأضاف إنه من الطبيعي لحزبه كما غيره من أحزاب تيدو أن يبدي رأيه في بعض التعيينات، مشيراً إلى أن ” المكتب الحكومي (Regeringskansliet) هو في الأساس جهاز دعم للسياسة الحكومية”.
يذكر أن تقارير صحفية سابقة كشفت أن الحكومة اقترحت منح زيادات خاصة في الرواتب للموظفين الذين يعملون على تنفيذ اتفاق تيدو، وهو ما دفع المعارضة حينها إلى تقديم بلاغ ضد رئيس الحكومة أولف كريسترشون للجنة الدستورية في البرلمان، فيما تبرأ كريسترشون من الفضيحة.