تحليل إخباري.. اتفاق يناير على المحك فهل ينجو لوفين؟

: 6/1/20, 7:36 PM
Updated: 6/1/20, 8:44 PM
(أرشيفية)
Foto Jonas Ekströmer / TT / kod 10030
(أرشيفية) Foto Jonas Ekströmer / TT / kod 10030

الكومبس – خاص: لطالما شكّل قانون العمل في السويد مكسر عصا بين سياسات اليمين واليسار. وتاريخياً انحاز حزب الاشتراكيين الديمقراطيين إلى العمال باعتبارهم نواة كتلته الناخبة وهدف أيديولوجيته.

في كانون الثاني/يناير العام الماضي، وأمام ضغط نتائج الانتخابات المتوازنة بين الكتلتين الرئيستين في البرلمان، اضطر ستيفان لوفين إلى ابتلاع السكين. ووافق على شروط فرضها حزبا الوسط والليبراليين لينجو بتشكيل الحكومة.

حصل الوسط والليبراليون على موافقة تاريخية لتغيير قانون العمل ليحقق ما أسموه “توازناً أفضل” بين العمال وأرباب العمل. نجح الأمر وانعقد الاتفاق الرباعي بمشاركة حزب البيئة. تشكلت الحكومة وعينت محققاً لتقديم مقترحات تغيير قانون العمل.

اليوم أعلن المحقق غودموند تايجر نتائج عمله، فيما استبقت وزيرة العمل إيفا نوردمارك الإعلان برفض نتائج التحقيق. وكان التلفزيون السويدي كشف قبل أيام أهم نقطة في الاقتراح؛ رفع الحماية عن العمال في حال النزاع مع صاحب العمل. حيث كان العامل يحتفظ براتبه ووظيفته طيلة فترة النزاع. فيما يلغي الاقتراح هذه الفرصة في الشركات التي لديها أقل من 15 موظفاً. ما يعطي صاحب العمل الحق في فصل الموظف فوراً.

إعلان التلفزيون السويدي فحوى الاقتراح حشد نقابات العمال بشكل قوي ضده، حتى قبل إعلانه رسمياً. حيث وصفه اتحاد نقابات العمال بأنه اقتراح “قذر”. فيما هدد حزب اليسار بمحاولة الإطاحة بالحكومة بمجرد تقديم الاقتراح. ووعد حزب المحافظين، الخصم التاريخي لليسار والاشتراكيين معاً، بمساندة اليسار في مسعاه.

الليبراليون والوسط أعلنوا اليوم تمسكهم بتغيير القانون رداً على رفض نوردمارك. ما يطلق شارة البدء لمعركة سياسية قادمة عنوانها “قانون العمل”.

وفي حين تبدو الخيارات ضيقة أمام الليبراليين، قد يلعب الوسط دور الصقور في المعركة.

بالنسبة لليبراليين، قد يعني الذهاب في المعركة إلى نهايتها انهيار اتفاق يناير، والاستعداد لخوض انتخابات مبكرة أظهرت استطلاعات الرأي أن الحزب قد لا يحصل فيها على نسبة الـ4 بالمئة المطلوبة لدخول البرلمان.

غير أن الوقت ما زال مبكراً، وفرصة نجاح مفاوضات شاقة قد تفرض في النهاية حلاً وسطاً ما زالت قائمة.

تبدو المهمة صعبة أمام تمسك الوسط بفرصته التاريخية من جهة، وضغط النقابات الذي بدأ يتصاعد بشدة من جهة أخرى. ويقف لوفين بين حجري الرحى بخيارين أحلاهما مر. إنه السؤال نفسه المطروح دائماً على الاشتراكيين في العقود الأخيرة: البراغماتية السياسية أم المبادئ الأيديولوجية؟ وكان الحزب دائماً ينجو، فهل ينجو لوفين الآن؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.