الكومبس – دولية: جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمسكه بمقترح إعادة بناء قطاع غزة بدون حماس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تدعم أي خطة “لا تعالج الوضع الإنساني المتدهور في القطاع”. كما جدد الحديث عن عزم بلاده السيطرة على غرينلاند، وتطرق إلى مواضيع متعددة بينها الرسوم الجمركية واستعادة قناة باناما، في أطول خطاب اتحاد يلقيه رئيس أمريكي أمام الكونغرس.
ترامب متمسك بخطته لتهجير سكان غزة
وأكد ترامب في خطاب الاتحاد أنه “لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة”، فيما قال البيت الأبيض في بيان إن “خطة إعادة إعمار غزة التي تبنتها الدول العربية لا تعالج حقيقة أن القطاع غير صالح للسكن في الوقت الحالي”.
وكانت القمة العربية تبنّت الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، فيما انتشرت مسودة الخطة التي تنص على إعادة الأعمار تحت قيادة فلسطينية لضمان بقاء السكان في أراضيهم، وترفض أي تهجير لسكان القطاع.
وأظهرت المسودة تقديرات حول إجمالي الخسائر والأضرار التي لحقت بقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تجاوزت 53 مليار دولار.
ووفقاً للتقييمات، فإن إجمالي الأضرار المادية بلغ 29.9 مليار دولار، في حين وصلت الخسائر الاقتصادية والاجتماعية إلى 19.1 مليار دولار.
ترامب: سنحصل على غرينلاند بطريقة أو بأخرى
وفي سياق آخر، أكد ترامب مجددًا رغبته في ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، مشددًا على أن واشنطن ستتخذ الخطوات اللازمة للسيطرة على الجزيرة الدنماركية “بأي وسيلة”.
وخلال خطابه ، قال ترامب إنه يحمل “رسالة إلى شعب غرينلاند”، مضيفًا “نحن ندعم حقكم في تقرير مصيركم، وإذا اخترتم ذلك، فنحن نرحب بانضمامكم إلى الولايات المتحدة”.
وشدد على أن أمريكا قادرة على حماية غرينلاند وجعلها أكثر ازدهارًا، لكنه سرعان ما غيّر لهجته، مشيرًا إلى أن “غرينلاند ضرورية للأمن القومي والدولي”، وأضاف “نحن نعمل مع جميع الأطراف المعنية للحصول عليها، وأعتقد أننا سنحصل عليها. بطريقة أو بأخرى، سنحقق ذلك.”
في المقابل، رفض وزير الدفاع الدنماركي ترولس لوند بولسن تصريحات ترامب، وقال “لا يمكن لأحد أن يأخذ جزءًا من مملكتنا. هذا لن يحدث”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد فيه غرينلاند لإجراء انتخابات في 11 مارس، حيث يتوقع أن يكون الاستقلال عن الدنمارك أحد أبرز القضايا المطروحة على الطاولة.
التعريفات الجمركية والحرب التجارية
وقال ترامب إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ستجعل أمريكا “غنية وعظيمة مجددًا”، مشددًا على أن هذه السياسة ستنفذ بسرعة كبيرة.
وأوضح أنه فرض رسومًا جمركية بنسبة 25 بالمئة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك، في حين ضاعف الرسوم على المنتجات الصينية إلى 20 بالمئة.
وأكد أن الدول المتضررة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والهند والمكسيك والبرازيل، ستواجه معاملة بالمثل، منتقدًا سياساتها التجارية التي وصفها بأنها “غير عادلة” تجاه الولايات المتحدة.
وقال ترامب “مهما فرضوا علينا من ضرائب، فسوف نفرض عليهم ضرائب مماثلة”، معلنًا أن “التعريفات الجمركية المتبادلة” ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل المقبل.
كما استعرض سلسلة من القرارات التي اتخذها، من بينها انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية، ومجلس حقوق الإنسان، الذي وصفه بـ”المعادي لأمريكا”.
وأشار إلى سياسات جديدة تحد من الاعتماد على السيارات الكهربائية، معتبرًا أن ذلك سيطلق العنان لنمو الاقتصاد الأمريكي.
وكان عدد من البرلمانيين الديمقراطيين قاطعوا ترامب بالهتافات الاستهجانية، مما أدى إلى طرد النائب آل غرين من ولاية تكساس، الذي وقف رافعًا عصاه وصاح في وجه الرئيس.