ثقافة

ترجمة كتاب “السفينة دجلة” للكاتب النرويجي ثور هيردال إلى العربية

: 12/3/23, 7:43 AM
Updated: 12/3/23, 7:43 AM
ترجمة كتاب “السفينة دجلة” للكاتب النرويجي ثور هيردال إلى العربية

الكومبس – ثقافة: صدر هذا العام كتاب العالم النرويجي ثور هيردال (1914 – 2002) المعنون “السفينة دجلة. في البحث عن بداياتنا” بترجمة عربية لخالد طاهر المترجم العراقي المقيم في النرويج وقام بمراجعة النص سمير طاهر.
ويقع الكتاب في 550 صفحة بما فيها ملحق الصور.

موضوع الكتاب هو المشروع العلمي، الذي حققه العالم هيردال سنة 1977 حيث انتقى خبراء ومساعدين من بلدان مختلفة ليكوّن فريقاً علمياً أممياً، وبنى بمساعدة السكان الأصليين (سكان الأهوار في العراق) سفينة من القصب والمواد التقليدية وحسسب الصنعة المتوارثة عبر القرون وأسماها “دجلة”، سفينة شبيهة بتلك التي استخدمت في وادي الرافدين والخليج منذ آلاف السنين.

أبحرت السفينة دجلة من شط العرب جنوب العراق ودخلت مياه الخليج مارة ببلدانه، متتبعة الطريق البحري القديم، واقتفت آثار الحضارات القديمة وتتبّعَت الطرق البحرية التي سلكتها. ودوّن هيردال تفاصيل هذه الرحلة بأسلوب أدبي أخاذ يعطي القارئ إحساساً بمعايشة تلك التجربة الفريدة، تجربة البقاء على ظهر كتلة من القصب وسط محيط بلا حدود برفقة أنواع لا حصر لها من الأسماك والحيوانات البحرية بما في ذلك مواجهاتهم لأسماك القرش الخطرة.

اكتشفت الرحلة أدلة قاطعة على أن هذا الخليج كان قبل آلاف السنين يعج بالسفن التجارية، وأن العلاقات الاقتصادية كانت نشطة بين حضارات تلك الحقب انطلاقاً من وادي الرافدين مروراً بدلمون (البحرين الحالية) وعُمان والصومال وصولاً الى مصر، بل إن هذه السفن البدائية الصنع كانت تعبر المحيط الهندي لتصل حتى باكستان وموانئ الحضارة الهندوسية وهو ما فعلته السفينة دجلة ذهاباً وإياباً، وعند عودتها من هناك ودخولها الى بحر العرب قرر فريق السفينة التوجه الى مصر وذلك بدفع من الدلائل العديدة على تواصل الحضارتين السومرية والمصرية، لكن عند دخول السفينة الى مضيق باب المندب تم منعها من مواصلة الإبحار بسبب الصراعات السياسية آنذاك بين الدول المطلة على المضيق، فكان أن قرر هيردال وفريقه أن ينهي الرحلة هناك وأن يحرق السفينة احتجاجاً على التوتر العالمي والعنف بين الدول وعلى حضارة تسمي نفسها “حديثة” بينما هي عاجزة عن تحقيق تواصل سلمي بين الشعوب حققته حضارات “بدائية” سبقتنا بآلاف السنين!

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.