تصويت الليبراليين.. انقلاب في المزاج يتجاهل المهاجرين

: 3/29/21, 5:30 PM
Updated: 3/29/21, 5:30 PM
Foto: Amir Nabizadeh / TT
Foto: Amir Nabizadeh / TT

الكومبس – تقارير: صوّت الليبراليون للتعاون مع ديمقراطيي السويد (SD) إذاً. كان الجدل حاداً داخل الحزب قبل تصويت قمة هرمه، ويُتوقع أن يستمر كذلك بعده.

أسماء الليبراليين الذين انشقوا حتى الآن قد لا تكون وازنة سياسياً، باستثناء كريستر نيلاندر النائب الثاني لرئيسة الحزب. ومع ذلك، فقد تكون هذه البداية فقط.

فما أهمية تصويت الليبراليين وما الوزن الذي يشكله حزب يصارع من أجل البقاء في البرلمان أصلاً؟

صار واضحاً أن فتح باب التعاون مع SD لم يكن فلتة تقترحها نيامكو سابوني لخروج حزبها من مأزقه الشعبي، بل صار واضحاً أنه مزاج عام يحوز أغلبية 59 صوتاً مقابل 31 في مجلس الحزب، وهي أغلبية مقاربة لنسبة تصويت الحزب لصالح التعاون مع الاشتراكيين الديمقراطيين في الحكومة الحالية (62 صوتاً مقابل 30). إنه انقلاب في المزاج وتحول من النقيض إلى النقيض لا يكتسب أهميته من وزن الحزب الشعبي والسياسي بل من الصورة التي تشكل مجمل الحراك السياسي الدائر في السويد هذه الأيام.

الاقتراب من SD يحوله إلى حزب أكثر فاعلية في الحياة السويدية. كل الأحزاب التي أعلنت إمكانية التعاون معه (المحافظون والمسيحيون الديمقراطيون والليبرالييون) تعلن أن التفاوض مع SD سيكون على أمور محددة في الميزانية وأن الاقتراب من SD لا يعني الاقتراب من أيديولوجيته. ومع ذلك، فإن هذا يعني في النهاية إعطاء الحزب مجالاً أوسع للتأثير على قرار الحكومة، وستكون أيديولوجية الحزب عاملاً مؤثراً في كثير من نقاط ميزانية الدولة بطبيعة الحال.

لا يخفي SD هذا الطموح كما لا يخفي عداءه للأجانب في مناسبات كثيرة.

إنه الحزب الثالث من حيث الشعبية، وهو حزب منتخب ولا يمكن تجاهله، هكذا يصوغ الليبراليون مبرراتهم متمترسين بـ”الديمقراطية”. فيما يعتبر الاشتراكيين الديمقراطيين أن التعاون مع SD يمثل “تهديداً” للديمقراطية في السويد.

وربما من الجيد هنا التذكير أن أدولف هتلر وصل إلى السلطة في ألمانيا عبر الانتخابات أيضاً.

كثير من الليبراليين الرافضين للتعاون أشاروا بوضوح إلى اختلافهم الثقافي مع الحزب الذي اعتبروه “معادياً للأجانب ويستند على أفكار نازية”.

والسؤال المطروح الآن كيف يقترب حزب كالليبراليين من SD مغامراً بأصوات الناس الذين يعاديهم من أصول مهاجرة؟

لا تشكل أصوات المهاجرين، على كثرتها، كتلة انتخابية، بحكم اختلاف انتماءاتهم الأيديولوجية والغياب السياسي لبعضهم. في حين يشكل أنصار اليمين المتطرف كتلة واضحة بخطاب واضح.

عين الليبراليين ليست على هؤلاء، بحكم الخلاف الأيديولوجي، بل على أصوات اليمين ويمين الوسط، وهم باعتقادهم يعودون إلى قاعدتهم الشعبية التقليدية بالتحالف مع البرجوازيين.

قد يرسم الاقتراب من SD ومنحه قدرة أكبر من التأثير معالم جديدة ليس فقط بالنسبة لليبراليين بل للحياة السياسية في السويد، والأهم بالنسبة للقيم السويدية التي سادت فترة طويلة من الزمن. كل ذلك يحدث في “غياب” صوت المهاجرين السياسي، رغم أنهم موضوع الجدل ومادته، وتحمس بعضهم الزائد لليمين أكثر من SD نفسه.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.