الكومبس – ستوكهولم: نشرت صحيفة “أفتونبلادت” السويدية تقريراً عن الاضطرابات الأخيرة والتظاهرات التي تشهدها مدينة البصرة ومنطق أخرى في الجنوب العراقي، ومحاولة مئات الأشخاص اقتحام المبنى الحكومي في المدينة، الأحد الماضي.
وأشارت الصحيفة الى إصابة العديد من الأشخاص في أعقاب التظاهرات العاصفة التي عمت مناطق الجنوب.
وضعفت قوة التواصل عبر خطوط الإنترنت بشكل كبير، ما عقد من قدرة الاتصال مع العالم الخارجي ونقل تفاصيل ما يحدث في المنطقة.
وأطلقت الشرطة العراقية العيارات النارية في الهواء بعد أن حاول مئات المتظاهرين اقتحام المبنى الحكومي في البصرة، بحسب رويترز.
وقال متحدث باسم الشرطة العراقية: ” إن بعض المتظاهرين حاولوا اقتحام المبنى، ومنعناهم باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع”.
كما تم تنظيم العديد من التظاهرات الأخرى على بعد أربعة كيلومترات من حقل عين زبير النفطي بالقرب من البصرة، وهي مدينة منتجة للنفط تقترب من الانهيار. وفي سياق المظاهرة، أصيب 19 شخصاً، ثلاثة منهم بالرصاص، بحسب الشرطة.
وأعرب الزعيم الشيعي الأعلى في العراق، آية الله العظمى علي السيستاني عن تضامنه مع المحتجين، وذكر أن الناس يعيشون “في نقص حاد في الخدمات العامة”.
وبحسب المصادر، فإن سبب تلك التظاهرات هو حول انتاج النفط في البلاد وكيفية توزيع المال.
استياء يولد استياء!
وأعلن المسؤولون المحليون أن المظاهرات لم تؤثر على إنتاج النفط في البصرة، التي تمثل جزءاً كبيراً من إيرادات الدولة.
ويمكن أن تؤثر الاضطرابات على إنتاج النفط وبالتالي على اقتصاد البلاد ورفع أسعار النفط العالمية.
وتسبب الغضب المتزايد لدى الشعب العراقي الى وضع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في موقف صعب. حيث يأمل العبادي البقاء في فترة ولاية ثانية عند تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في العراق في 12 أيار/ مايو الماضي، واتهمت بالغش والتلاعب ما أثارت هي الأخرى جدالات سياسية وشعبية واسعة النطاق.
وعززت التظاهرات الأخيرة في مدينة البصرة من النظرة الحالية الى أن القادة العراقيين نادراً ما يوفون بوعودهم للشعب بمستقبل أكثر إشراقاً، حيث يعاني الشعب العراقي منذ سنوات طويلة ماضية من مظاهر الفساد والمحاصصة والطائفية التي تسود الحكم في العراق، جعلت الفرد العراقي الخاسر الأكبر من التغيير الذي كان من المفترض أن يمنحه الحياة الكريمة في بلد يطفو على بحر من النفط.