الكومبس – أخبار السويد: كشف تقرير جديد لمكتب أمين المظالم المعني بالأطفال (Barnombudsmannen) عن انتهاكات خطيرة في رعاية الأطفال المحتجزين في مراكز HVB وSis في السويد، ووجه انتقادات حادة لمؤسسات الدولة المسؤولة عن حمايتهم.
وسلط أمين المظالم الضوء في تقريره السنوي لعام 2025، الضوء على ما وصفه بـ”الإخفاق الشامل” في التعامل مع الأطفال المحتجزين ضمن مراكز الرعاية، بدءاً من طفولتهم الصعبة، مروراً بالتدخلات غير الملائمة، ووصولاً إلى انعدام الدعم بعد الإفراج عنهم.
واستند التقرير إلى مقابلات معمقة مع 88 طفلاً، إضافة إلى استبيانات شملت أكثر من 500 طفل محتجز، كما نقلت وكالة TT.
وأظهرت الشهادات أن العديد من الأطفال نشأوا في بيئات يسودها العنف والإهمال دون أن تتدخل السلطات في الوقت المناسب. وعندما تطورت سلوكياتهم إلى أنماط خطيرة، لم تكن التدخلات التي تلقوها متناسبة مع احتياجاتهم.
بعض المراكز تحولت إلى “بيئات خطيرة”
وقالت أمينة المظالم لشؤون الأطفال، يونو بلوم، إن الإجراءات المتخذة غالباً لا تساعد الأطفال، بل تدفعهم أحياناً إلى مزيد من التهميش، مضيفة أن بعض بيوت الرعاية (HVB) تحولت إلى “بيئات خطيرة” تعمل كمراكز لتجنيد الأطفال في شبكات الجريمة.
ونقل التقرير عن أحد الأطفال قوله “في بعض بيوت الرعاية لم يكن هناك موظفون، وكان شباب آخرون يتولون القيادة ويأمرون الآخرين بأعمال إجرامية”. وقال آخر “الموظفون يعملون بشكل منهجي لتحطيمك. إنهم يعرفون تماماً ما يفعلون”.

Foto: Claudio Bresciani / TT
90 بالمئة يعودون إلى ارتكاب الجرائم
وأبرز التقرير أيضاً أن الأطفال المحتجزين في مؤسسات Sis أو في الحجز لا يحصلون على الرعاية الصحية والتعليم الذي يحق لهم به قانونياً، كما أنهم غالباً لا يلتقون بموظفين قادرين على توجيههم أو دعمهم نفسياً.
وكشف أن 9 من كل 10 أطفال مدانين بجرائم خطيرة يعودون إلى ارتكاب الجرائم بعد الإفراج عنهم، ما يكشف عن خلل عميق في نظام إعادة التأهيل.
وأكدت بلوم أن الأطفال الذين أُجريت معهم المقابلات لا يحاولون تبرير أفعالهم، بل يطالبون بأن تستغل فترة احتجازهم لإحداث تغيير حقيقي.
وقالت: “هناك نداء من هؤلاء الأطفال إلى عالم الكبار لتحمّل مسؤولياتهم، وللاهتمام بالذين لم يقعوا بعد في دوامة الإجرام”.
وطالب التقرير بسلسلة إجراءات عاجلة بينها إنشاء برنامج زيارات منزلية وبرنامج وطني للكشف المبكر عن الصدمات النفسية، وتعزيز الرقابة ورفع متطلبات الكفاءة وتشديد الإشراف على بيوت الرعاية (HVB).
كما طالب بإلزام البلديات بدعم تعليم الأطفال المحتجزين، وتوفير برامج مهنية خاصة بهم، وإطلاق برنامج وطني لتأهيل الأطفال بعد الإفراج، يركّز على سوق العمل والدعم طويل الأجل.
وزيرة: الشهادات الواردة “مقلقة للغاية”
من جهتها، وصفت وزيرة الشؤون الاجتماعية، كاميلا فالترشون غرونفال، الشهادات التي وردت في التقرير بأنها “مقلقة للغاية”.
وأكدت أن الإصلاحات الجارية في هيئة Sis، إلى جانب إنشاء سجون خاصة بالأحداث، ستُمكن الهيئة من التركيز على مهامها الأساسية..
وأضافت الوزيرة “من غير المقبول أن يُحرم الأطفال في Sis من التعليم والرعاية الصحية التي يكفلها لهم القانون”، مشيرة إلى أن تحسين جودة رعاية الأطفال في المؤسسات الحكومية لا يزال بحاجة إلى جهود ملموسة.
أمين المظالم يقترح إصلاحات عاجلة
- إنشاء برنامج زيارات منزلية وبرنامج وطني للكشف المبكر عن الصدمات النفسية.
- تعزيز الرقابة ورفع متطلبات الكفاءة وتشديد الإشراف على بيوت الرعاية (HVB).
- تحسين تدريب جميع الموظفين الذين يتعاملون مع الأطفال، ليشمل حقوق الطفل والتعامل مع الصدمات وحل النزاعات.
- إنشاء جهة مستقلة لتلقي شكاوى الأطفال المحتجزين، والسماح بزيارات مفاجئة إلى المؤسسات المغلقة.
- إلزام البلديات بدعم تعليم الأطفال المحتجزين، وتوفير برامج مهنية خاصة بهم.
- إطلاق برنامج وطني لتأهيل الأطفال بعد الإفراج، يركّز على سوق العمل والدعم طويل الأجل.
- منح الأطفال المحتجزين حق الحصول على دعم نفسي خلال فترة الاحتجاز وبعد الإفراج.