الكومبس – سياحة وسفر:
يتعافى قطاع السياحة التونسي بسرعة، بعد تزايد إقبال الزائرين، من مختلف بقاع الأرض لتعود تونس وتأخذ مكانها المميز في عالم السياحة، خاصة بالنسبة للسويديين والإسكندنافيتين وغيرهم من السياح الباحثين دوما، عن الشمس والطقس الهادئ وراحة البال ومتعة التعرف على آثار الحضارات المتعاقبة.
حيث تتميز تونس بالمناخ الجميل والمعتدل على مدار العام، والبنية التحتية السياحية من فنادق ومرافق ومواصلات ومنتجعات فخمة وجزر وشواطئ خلابة إلى جانب الأنشطة الترفيهية، والسياحية والثقافية والفنية والرياضية المختلفة.

لا تزال تونس تعد من الوجهات السياحية منخفضة الكلفة، وتناسب الرحلات العائلية والشبابية

هنا سنحاول الذهاب معكم في رحلة سريعة إلى أشهر الأماكن والمعالم السياحية التي تستحق المشاهدة عند زيارتكم المقبلة إلى تونس

سوسة
سوسة.. جوهرة الساحل التونسي تحتضن أهم المناطق السياحية في تونس من شواطئ ساحرة ومناطق اثريةواماكن ترفيهية كما أن فيها أفضل المنتجعات والفنادق

تقع على الساحل الشرقي من البلاد وتتميز بجوّها المعتدل، تستقطب المدينة اعدادا كبيرة من السيّاح
تبعد عن العاصمة قرابة ساعتين بالسيارة باتجاه الجنوب، ويُعد “المتحف الأثري” في سوسة ثاني أكبر المتاحف في تونس بعد متحف باردو، ويقع على هضبة مطلة على المدينة ويمكن رؤيته بسهولة من أي مكان، ويحتضن المتحف باقة من أجمل لوحات الفسيفساء الرومانية ومن أشهرها لوحة “الإله نبتون”، ويستغرق استكشاف المتحف قرابة ساعة من الزمن مع رسوم رخيصة للدخول، ومقهى جميل مع “تراس” مطل على سوسة والبحر.

كما تمتاز المدينة القديمة بالأسواق التقليدية الرائعة التي تعرض مختلف المنسوجات والمصنوعات اليدوية، بالإضافة إلى أسواق التوابل ذات الرائحة القوية والألوان المميزة وأسواق الأسماك، الذي يقع على مقربة من أسواق سوسة القديمة، وهو عبارة عن قلعة وحصن يعود بناؤه إلى القرن الثامن الميلادي، وهو من أهم الآثار الإسلامية التي مازالت تحتفظ برونقها وبريقها في تونس، ويمتاز ببرجه الأنيق المطل على البحر والمثالي لالتقاط الصور، أما متحف “دار الصيد” فهو نوع آخر وخاص من المتاحف، فقد تحول هذا القصر الذي كانت تملكه إحدى العائلات الثرية في سوسة إلى متحف للزوار
ويأخذك المتحف إلى عالم خرافي من الزركشات والديكورات والجدران الملونة والمزينة والأثاث الفخم المبهر، مع شرفة جميلة مطلة على المدينة، ومن التجارب المميزة في سوسة زيارة “مدينة الزهراء بارك” التي تم تدشينها حديثا في قلعة سوسة لتتحول الأحجار الصامتة إلى مسرح راقص ومهرجان يقدم شتى عروض التمثيل والرقص والفلكلور التي تقص تاريخ 3 آلاف عام في تونس ويقدمها عشرات الممثلين، مع أطباق لذيذة من أشهى الأطباق التونسية لتكتمل اللوحة الفنية على أكمل وجه، فلا للتمتع بكل ما تُقدمه هذه المدينة التي تعتبر ببساطة تحفة فنية من الطراز الأول.

العاصمة تونس
تونس العاصمة إحدى أهم وجهات السياحة في تونس، مدينة تمتلك كل مقومات الجذب للسياح من معالم اثرية وتاريخية واماكن ترفيهية من منتزهات وغيرها كما انها تشتهر بأسواقها الشعبية التي لا يمل السيّاح من التجوّل فيها

.لعلّ من أشهر اماكن سياحية في تونس نذكر، جامع الزيتونة، المدينة القديمة

احتضنت الحضارات والأمم على مر العصور، 
جولة سريعة في أرجاء المدينة القديمة أو “العتيقة” كفيلة بأن تأخذ المرء في رحلة عبر الزمن، للعودة إلى العصور الغابرة. حيث يستقبلكم “باب البحر” الذي يقسم الحي القديم عن الحديث في المدينة، وما أن تعبر فيه حتى تنتقل بمصباح سحري إلى عالم جميل من الخرافة والإبهار، عشرات المحلات التي تعرض مختلف المصنوعات اليدوية والملابس والعطور والبهارات وغيرها، وتبدأ الرحلة في الأزقة الضيقة التي تحيطها الأبنية الأثرية والمساجد والمآذن والمدارس والمقاهي الخجولة، والحي القديم أشبه ببازار ضخم تعلوه أصوات الباعة وصخب الازدحام، ولا تستسلم بسهولة لأول سعر يعرضه عليك التاجر، بل مارس مهارتك في الاقناع للوصول إلى سعر يرضيك

ستأخذك جولة التسوق إلى “جامع الزيتونة” الذي لابد من الاستراحة فيه وخاصة في أيام الصيف الحارة، ويُعد جامع الزيتونة أشهر معالم مدينة تونس ومن أقدم المساجد في العالم العربي، إذ يعود بناؤه إلى عام 732 م، وقد كان منارة للحضارة وقبلة للعلم وجامعة يسعى إليها القاصي والداني لينهل من عطائها، أما اليوم فالباحة الداخلية هي موطن للسكينة والهدوء بعيدا عن ضجيج الأسواق، وتطل المئذنة الشامخة على مدينة تونس العتيقة كشاهد في جعبته الكثير من الأسرار والحكايا، وعلى مقربة من الجامع يقع “سوق العطارين”، وهو من أشهر الأسواق القديمة في تونس، حيث يعرض مختلف العطور والاكسسوارات وتجهيزات الأعراس وغيرها

وفي القسم الحديث من تونس؛ توجد “ساحة القصبة” التي تؤرخ للثورات والحركات السياسية التي شهدتها البلاد، وهي مثالية للتنزه والمشي وتناول الشاي في أحد المقاهي الجميلة التي تحيطها، ولا يمكن أن نذكر تونس دون أن نتطرق إلى “متحف باردو” الذي يُعد واحدا من أكبر متاحف العالم التي تعرض لوحات الفسيفساء الرومانية التي تعود إلى ما قبل الميلاد، حتى لو لم تكن مغرما بالمتاحف؛ ستنبهر بالتأكيد بلوحات الفسيفساء والمنحوتات الرائعة المدهشة التي تُعرض في عدد من القاعات المصنفة بحسب التاريخ والموضوع، واحرص على التقاط الصور التذكارية التي لا تتكرر والاستراحة أيضا في المقهى الهادئ التابع للمتحف

مدينة حمامات تونس
مدينة حمامات تونس من أجمل وجهات السياحة في تونس وهي واقعة على بعد 65 كم من العاصمة التونسية وتضم مجموعة من اهم الأماكن السياحية في تونس مثل شاطئ الحمامات والآثار الرومانية والمدينة القديمة والقصبة وغيرها الكثير
يمكنك التخطيط لرحلة يوم واحد ذهابا وإيابا من العاصمة تونس إلى مدينة الحمامات التي تبعد قرابة 65 كم عن العاصمة، أو حجز أحد الفنادق في الحمامات إذا كانت وجهتكم المفضلة هي البحر والشواطئ، وهي من الأماكن المحببة للترفيه والعطلات ويتوافد عليها التونسيون والأجانب على حد سواء، وتمتاز هذه المنطقة بطقسها الجميل المعتدل حتى في شهور الصيف الحارة، ومن أشهر المعالم التي يمكن زيارتها في الحمامات “القصبة” أو القلعة الأثرية التي تطل على البحر والمدينة وتشتهر بالمقهى الذي يملك إطلالة ساحرة ويقدم أطيب شاي بالنعناع، وتمتاز فنادق مدينة الحمامات ومنتجعاتها السياحية بالفخامة والحداثة، حيث يمكن للزائر أن يجدها في “حمامات الياسمين”، والتي تُعد من المناطق السياحية الشهيرة والتي تلقى إقبالا كبيرا من الزائرين لتونس.

تضم المنطقة شاطئا رمليا ممتدا ونظيفا ومرسى لليخوت حيث يمكن حجز رحلات بحرية في هذا المكان، بالإضافة إلى عشرات الأسواق والمولات والمطاعم والفنادق الحديثة الأنيقة، وبالقرب من الشاطئ يقع متنزه “قرطاج لاند” الذي يوصف بأنه أكبر مدينة ألعاب في إفريقيا، وقد تم تصميم هذه الحديقة على النمط الإفريقي، وتنتشر فيها الشلالات والتماثيل والبحيرات وتضم مجموعة من الأقسام المتنوعة، وتضم ألعابا مائية ترفيهة وألعاب ملاهي مناسبة للكبار والصغار، بالإضافة إلى عدد كبير ومتنوع من المطاعم العالمية والعربية،

قرطاج تونس
مدينة قرطاج Carthage واحدة من أهم المناطق السياحية في تونس، تقع على بعد 15 كيلو متراً من العاصمة تونس الخضراء وتقع فوق ربوة ارتفاعها 57 متراً، ويمتد شريطها الساحلي الذي يقع على البحر المتوسط مسافة 3 كيلو متر
تتميز مدينة قرطاج بطبيعتها الجميلة واحتوائها على العديد من الأماكن الأثرية، ما يجعلها مدينة سياحية من الطراز الأول حيث تجلب حوالي مليون سائح سنوياً، وقد تم إدراج مدينة قرطاجة ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
ترتبط زيارة تونس دوما بآثار قرطاج المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونسكو، وتبعد هذه المنطقة قرابة 15 كم عن العاصمة، حيث يمكن التخطيط للقيام برحلة أو حجز فندق في قرطاج وسيدي بوسعيد في يوم واحد نظرا لقربهما وسهولة الوصول إليهما، ويمكن الذهاب إلى قرطاج بالحافلة أو المترو أو حتى سيارة الأجرة، ويرجع تاريخ قرطاج العريق إلى فترة الفينيقيين الذين أسسوها عام 814 قبل الميلاد،

ويضم الموقع الأثري في قرطاج مجموعة من الآثار النفسية التي يتجاوز عمرها الثلاثة آلاف عام، من أهمها الفيلات الرومانية وحمامات أنطونيوس، بالإضافة إلى المسرح الروماني الذي يتسع لأكثر من 8 آلاف متفرج ويقام فيه سنويا مهرجان قرطاج الدولي للفن والغناء، ومن المعالم الشهيرة أيضا في قرطاج كاتدرائية “سان لويس” التي تُعد أقدم كنيسة في شمال افريقيا وتم بناؤها عام 1884، وتضم في داخلها قاعات وبهو وتتلون باللوحات الجدارية الرائعة والزخرفة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي، وقد تحولت اليوم إلى متحف ومركز للمعارض الثقافية والفنية.

صفاقس

صفاقس هي ايضاً من اهم مدن السياحة في تونس تقع جنوب العاصمة تونس على بعد 3 ساعات تقريباً بالسيارة، تعد المدينة من اكثر المناطق السياحية في تونس التي تعكس بشكل واضح اسلوب الحياة الحقيقي للشعب التونسي وثقافته
من اهم الاماكن السياحية في تونس صفاقس هي المدينة القديمة التي تشتهر بمبانيها القديمة واسواقها الشعبية والمطاعم التقليدية
متحف باردو الوطني
من اهم معالم السياحة في تونس وبالأخص داخل مدينة باردو التي تبعد عن تونس الخضراء العاصمة التونسية مسافة 4 كيلو متر فقط
هو متحف خاص بالآثار التي تم العثور عليها من الحفريات التي تمت خلال القرنين الـ19 والـ20 والتي تعود لعصور تاريخية مختلفة من التاريخ التونسي. وقد اكتسب المتحف شهرة عربية وعالمية حتى أنه يعتبر ثاني أهم متحف عالمياً في فن الفسيفساء الروماني

سيدي بو سعيد

بلدة سيدي بوسعيد تبعد قرابة نصف ساعة بالسيارة عن العاصمة تونس، ذاعت شهرة هذه البلدة الخرافية التي تشبه القرى في الأساطير والحكايات الخيالية، تتألف سيدي بوسعيد من قرية صغيرة تقع على ربوة عالية مطلة على البحر، وتمتاز البيوت فيها بتجانس اللون الأبيض مع النوافذ والأبواب الزرقاء، وتبدو البيوت وكأنها مصطفة فوق بعضها وتربط بينها أزقة وممرات مرصوفة ضيقة يشعر الزائر لها وكأنه في عالم آخر، كما تنتشر في القرية المحلات والأكشاك التي تبيع التذكارات والتحف واللوحات والهدايا المصنوعة يدويا

.

من أشهر معالم سيدي بوسعيد هو ما يعرف بقصر “النجمة الزهراء”، الذي بناه الكونت الإنكليزي “إرلانجر” وتتجلى فيه مظاهر الحب والجمال التي تنعكس في ديكوراته وزواياه وإطلالته، وقد تحول اليوم إلى متحف يعرض الآلات الموسيقية ويقيم حفلات الموسيقى الكلاسيكية والعربية، ويتحول تناول الشاي في سيدي بوسعيد إلى نزهة للروح والجسد، حيث المقاهي ذات الإطلالة التي تحبس الأنفاس على البحر، جربوا مقهى “سيدي شبعان” ولن تشبعوا من منظر الشاطئ والمياه الزرقاء التي تعزف مع القرية الحالمة أجمل ألحان العشق والغرام، وهو مكان ممتاز لسهرة مسائية مع الشيشة وكأس الشاي الذي تطفو على وجهه حبات البندق اللذيذ. لذا فالمبيت أو حجز فندق في سيدي بوسعيد أمر لا بُد منه عند زيارة تونس، فلا تُفوتوا هذه التجربة.