ثاني أكبر أحزاب السويد يروّج مؤامرات النازيين ويتبنّى خطابهم

: 3/29/23, 4:57 PM
Updated: 3/29/23, 4:57 PM
رئيس حزب ديمقراطيي السويد جيمي أوكيسون والقيادي في الحزب ماتياس كارلسون
Jonas Ekströmer / TT / kod 10030
رئيس حزب ديمقراطيي السويد جيمي أوكيسون والقيادي في الحزب ماتياس كارلسون Jonas Ekströmer / TT / kod 10030

“مؤامرة لإلغاء الثقافة السويدية وإحلال الإسلام مكانها”

الكومبس – تحليل إخباري: لم يعد سراً حجم التناغم والانسجام بين حزب ديمقراطيي السويد SD، ثاني أكبر أحزاب البرلمان، والفكر اليميني شديد التطرف والمتمثّل بحركات النازيين والفاشيين الجدد، بعد سنوات من الإنكار وعمل الحزب على فصل نفسه عنها، أملاً بنيل حصة أكبر من أصوات السويديين.

اليوم بعد أن استقر الأمر للحزب برلمانياً، وبات أولاً بين أحزاب اليمين، وقوة دافعة خلف الحكومة الحالية، بيده إسقاطها متى شاء، ربما دفعه استقراره إلى عدم إخفاء علاقته بالتطرف، حيث بات يصعب التفرقة بين ما يروّجه بعض قادته من أطروحات فكرية وبين الأسس التي بنت عليها حركات النازية والفاشية خطابها.

برنامج “كالّا فاكتا” الاستقصائي الشهير على قناة TV4 كشف أخيراً أن عضواً بارزاً وقيادياً في حزب SD هو ماتياس كارلسون، كتب مع مجموعة من المفكرين اليمنيين في العام 2021، وثيقة تشكل أساساً فكرياً لمؤسسة تدعى Insamlingsstiftelsen för svensk konservatism وتهدف لترويج الفكر اليميني المحافظ في السويد.

الوثيقة تتحدّث عن دولة عميقة ونخبة حاكمة تسعى لإلغاء الثقافة السويدية وإحلال الإسلام مكانها في البلاد.

وتشكل هذه انعكاساً مباشراً لنظريات نشأت وسط الحركات الأكثر تطرفاً في اليمين النازي، كنظرية الاستبدال السكاني العظيم ونظرية الدولة العميقة والنخبة الحاكمة.

وترتبط النظريتان سوياً، إذ تزعم أن موجات الهجرة من الشرق الأوسط ودول أفريقيا إلى الدول الغربية هي موجات منظمة تقف خلفها مؤسسات وجهات تخترع الحروب وتثير القلاقل لإحلال المسلمين والأفارقة مكان الأوروبيين والبيض وتحويلهم إلى أقلية في بلدانهم الأصلية.

وغالباً ما تشير الحركات النازية إلى اليهود كقوة دافعة خلف هذا الأمر عبر النخب التي شكّلوها بمالهم ونفوذهم، والتي تشكل أساس الدولة العميقة في السويد وغيرها من دول الغرب والعالم، وهو المنطق نفسه الذي اعتمده النازيون في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي.

كارلسون اعترف باشتراكه في كتابة الوثيقة المذكورة، لكنه تنصّل من أسلوب الكتابة واختيار الكلمات. ودافع عن نظريته معتبراً أنها لم تعد نظرية مؤامرة بل أصبحت واقعاً مع النمو السكاني الديمغرافي الحاصل في السويد والذي يهدد بتحويل السويديين إلى أقلية.

الكشف عن الوثيقة تحوّل حملة هائلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من سويديين أكاديميين وصحافيين وسياسيين، هاجموا المنطق المتطرف العلني الذي يتحدث به الحزب اليوم.

وانتقدوا التحالف المستمر بين أحزاب الحكومة الثلاث مع الحزب الذي يؤثر على سياسة الحكومة وقراراتها. ووجهوا سهام النقد بشكل خاص إلى الليبراليين الذين يتناقض فكرهم مع هذه النظريات.

ورغم الهجوم، سارع ريكارد يومسهوف، القائد البارز في SD، ورئيس لجنة العدل في البرلمان إلى دعم رفيقه في الحزب بتغريدات لم تقلّ عنصرية وتطرفاً.

وكتب يومسهوف “الجريمة المنظمة وجرائم العصابات مشاكل مستوردة. السويديون في طريقهم ليصبحوا أقلية في بلادهم. هذه ليست نظريات بل حقائق”. التغريدة بدورها أثارت ردود فعل حادة، نظراً للمنصب الرفيع الذي يتبوأه في البرلمان.

غير أن يومسهوف لم يتراجع بل عاد بعد انتقاد قيادية في الحزب الاشتراكي المعارض ليضيف “شكراً لكم في الحزب الاشتراكي. شكراً للفصل المجتمعي، لحوادث إطلاق النار، للاغتصاب الجماعي والإذلال. شكراً على أسلمة البلاد وعلى الكراهية للسويد. وشكراً على تدميركم نظام الرفاه الاجتماعي”.

القضية شكلت الحدث السياسي الأبرز على موقع تويتر في السويد. وشن أنصار SD واليمين المتطرف حملة مساندة، نشروا فيها احصاءات وأرقام عن تغير التركيبة الاجتماعية للسويد، وتزايد أعداد المسلمين والمهاجرين، ودافعوا عن نظريات المؤامرة بعدما باتت بنظرهم حقائق لا لبس فيها.

وبعد ساعات على نشر فضيحة المؤامرات النازية، نشرت صحيفة ETC أيضاً فضيحة جديدة تطال قيادياً آخر في الحزب هو ريكارد تورشلوف، الذي اشتهر في ستوكهولم بمطالبته بهدم جسر في ضاحية رينكبي لمحاربة الجريمة.

وكشفت الفضيحة صوراً من مشاركة القيادي نفسه في تدريبات عسكرية تجريها مجموعة مسلحة تتبنى علناً خطاباً فاشياً، وتضم متطرفين بينهم قائدها الذي تصنّفه النرويج كمتطرّف عنيف مرتبط بالنازيين الجدد.

حزب ديمقراطيي السويد، قضى سنوات يطرد المتهمين بالنازيّة من صفوفه، ويطّهر تاريخ حزبه ونشأته، بوثائق وكتب وحملات استطاع خلالها إقناع 20 بالمئة من السويديين باختياره للبرلمان.

فكيف ستبدو الصورة الآن بعد سقوط أقنعة “الاعتدال” تدريجياً؟ وكيف سيتصرّف شركاؤه في الحكومة؟ وما مصير بلد يتحكّم به حزب ينشر علناً نظريات العداء والكراهية؟

قيادات حزب ديمقراطيي السويد بينهم كارلسون ويومسهوف
Foto: Maja Suslin / TT / kod 10300

Source: www.tv4.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.