الكومبس – ستوكهولم: أدانت محكمة سودرتورن السويدية ثلاثة رجال بتهمة قتل الطفلة أدريانا البالغة من العمر 12 عاماً في بوتشيركا وعاقبتهم بالسجن المؤبد.
وكانت الطفلة قُتلت بالرصاص في محطة وقود في بوتشيركا 2 أغسطس من العام 2020 بينما كانت الفتاة تتمشى مع كلبها في وقت متأخر من الليل. وهزت الجريمة وقتها السويد فيما ظلت الشرطة تبحث طويلاً عن قتلة الطفلة التي يُعتقد أنها ذهبت ضحية صراع بين عصابتين جريمتين لأنها تواجدت في محطة الوقود لحظة إطلاق النار بهدف إصابة شخص آخر.
ومن المحكوم عليهم اليوم زعيم العصابة مايكل يوخانا البالغ من العمر 31 عاماً والمرتبط أيضاً بعصابة في فيستروس.
وتألفت الأدلة في القضية من عدد كبير من المعلومات التي أشارت إلى أن المدانين الثلاثة هم من أطلقوا النار على أدريانا، وتتضمن الأدلة الأسلحة والسيارة المستخدمة، إضافة إلى دوافع المدانين ومحادثاتهم.
وقال رئيس المحكمة توره غيسين في بيان صحفي “كانت حالة إطلاق نار عشوائية بأسلحة أوتوماتيكية في مكان فيه عدة أشخاص. لا يمكن أن تكون العقوبة أي شيء آخر غير السجن المؤبد”.
وكان المدانون الثلاثة يخططون لإطلاق النار على عدة أشخاص في عصابة إجرامية منافسة، لكن بدلاً من ذلك أصيبت أدريانا برصاصتين وقُتلت.
وتحولت أدريانا إلى رمز للضحايا الأبرياء جراء جرائم العصابات، وكان مقتلها تحولاً في خطورة هذه الجرائم، حيث كان أفراد العصابات يستهدفون بعضهم في إطار صراع دام، فيما طال الرصاص في جريمة بوتشيركا طفلة بريئة.
وعّرف مايكل يوخانا زعيماً لشبكة إجرامية في جنوب ستوكهولم. و أدين بجرائم أسلحة مشددة بالسجن لمدة عامين وستة أشهر في العام 2021.
وفي يناير 2020، تعرض لإطلاق نار مع زوجته وصديقه في Kungens kurva، فمات الصديق وأصيبت الزوجة.
أما المدانان الآخران فلم يكن لهما نفس السجل الجنائي لزعيم العصابة.
وتحول التحقيق في مقتل الطفلة إلى تحقيق ضخم في دوامة من الصراع والجريمة بين العصابات.
وخلال التحقيق في جريمة قتل أدريانا ضبطت الشرطة هاتفاً محمولاً عثرت فيه على صور من تسجيل فيديو لموسيقى الراب. وتمكنت الشرطة فيما بعد من الحصول على الفيديو الأصلي وتعرفت فيه على ثلاثة شباب تبلغ أعمارهم 22 و26 و29 عاماً ويعيشون في فوربي جنوب ستوكهولم، وفيستروس. واشتبه الادعاء العام بأن أحد الأسلحة التي تظهر في الفيديو استخدم لاحقاً في إطلاق النار الذي وقع في بوتشيركا على الطفلة.
وقالت والدة الطفلة في وقت سابق اليوم إن الحكم على المتهمين “ليس من أجل أدريانا أو عائلتها فقط، بل هو حكم من أجل السويد”.
وظهرت الأم في مناظرات انتخابية بين قادة الأحزاب السويدية إبان حملة الانتخابات الأخيرة، متسائلة عما ستفعله الأحزاب تجاه جرائم العصابات.
وكانت الأم قالت حين دفنت ابنتها “كانت نصفي الآخر الذي رحل (..) الأمر يبدو وكأنني أدور في دائرة مفرغة، أشعر أنني مجرد خيال”.