الكومبس- خاص: انتقدت جمعيات مدنية قرار مجلس التعليم الشعبي (Folkbildningsråd) وقف تمويل الاتحاد الدراسي “ابن رشد”. واعتبرت بعض الجمعيات أن القرار “ضربة للديمقراطية” و”تم تسييسه على الفور بطريقة معادية للإسلام”.
وكان مجلس التعليم الشعبي قرر الخميس وقف التمويل لاتحاد ابن رشد اعتباراً من العام 2025.
ويعتبر “ابن رشد” من أكبر المنظمات ذات الطابع الإسلامي التي تقدم خدمات تعليمية في أنحاء السويد وتربطها روابط مع عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات الإسلامية.
وأصدرت لجنة مناهضة العنصرية ضد المسلمين بياناً أعربت فيه عن “قلق عميق” إزاء قرار مجلس التعليم.
وأضافت اللجنة “يتم تبرير القرار بأنه بسبب المراجعات المتكررة والاهتمام السلبي من قبل وسائل الإعلام، لم تعد الجمعية تعتبر قادرة على إجراء تعليم عام عالي الجودة، رغم أن ابن رشد تستوفي جميع المتطلبات الرسمية. ومما يثير القلق بشكل خاص أن يتم استخدام تقييم يتجاوز القواعد الحالية ضد جمعية دراسية تعد في أنشطتها من بين أكثر الجمعيات نجاحاً في دمج الفئات الأكثر تهميشاً في المجتمع”.
واعتبرت اللجنة أن القرار تم تسييسه على الفور بطريقة معادية للإسلام، مشيرة إلى تصريحات لوزير التعليم اعتبر فيها أن المؤسسة “تتميز بكراهية النساء ورهاب المثلية”.
وخلص بيان اللجنة إلى أن المراجعات أو القرارات التي صدرت عن مجلس التعليم لم تؤكد أياً من هذه الادعاءات، بل استند القرار إلى “الصور النمطية الكلاسيكية المعادية للمسلمين”.
قرار “خاطئ”
كما انتقدت بعض الجمعيات التي تعاملت مع ابن رشد القرار.

وقال رئيس جمعية السراج في مالمو ماهر شيخاني للكومبس “نحن في جمعية السراج تعاملنا كثيراً مع مؤسسة ابن رشد ونقدر الدور التي تقوم به لتعزيز التنوع في المجتمع و محاربة الإسلاموفوبيا والعنصرية وكراهية الأجانب”.
وأضاف “ابن رشد مؤسسة تركز عملها على فئات مهمة من المجتمع وللأسف هذه الفئات مهمشة من قبل كثيرين. ابن رشد لديها القدرة على فهم خصوصية هذه الفئات والتعامل معها بناءً على الخلفيات الإسلامية المرتبطة بها وكانت تعمل على الاندماج وإشراكهم ضمن المجتمع بطريقة إيجابية”، معتبراً أن القرار يأتي في سياق العنصرية التي تنتهجها بعض الأحزاب السويدية إضافة إلى سياسة عامة تتبناها الحكومة لخنق هذه المؤسسات”. وتابع “سياسة حزب ديمقراطيي السويد (SD) تؤكد هذا وخطاب رئيسة حزب المسيحيين الديمقراطيين إيبا بوش حول الإسلام يؤكد ذلك أيضاً. قرار وقف التمويل عن ابن رشد خاطئ بالمجمل وسيكون لها تأثير سلبي على الاندماج ودعم الديمقراطية”.

فيما قال رئيس الرابطة الإسلامية رمضان البوسعيدي في مالمو “كنا أعضاء وتعاملنا مع مؤسسة ابن رشد منذ بدايتها. هذا القرار صادم ومجحف بحق الديمقراطية وفي حق مجلس التعليم الشعبي لأنه يجب أن تكون لكل أطياف الشعب. نأسف جداً لهذا القرار ونعتبره قراراً سياسياً في ظل تزايد العنصرية وهو قرار غير عادل وغير منصف بحق الديمقراطية لأن تعليم الديمقراطية بالخطوة الأولى يبدأ من مجلس Folkbildning”.
“السويد تتغير”
مدرسة الحكمة في مالمو تعنى بشؤون تعليم اللغة العربية والتنوع الثقافي. وقال مدير المدرسة فاضل راضي “يوجد توجه سياسي واضح من الأحزاب اليمينية باتجاه واحد فقط، وهذا يؤدي الى انحسار التنوع الثقافي ويحول السويد الى لون واحد.
واعتبر راضي قرار وقف تمويل ابن رشد “ضربة للديمقراطية”. وقال “من خلال تجربتي الطويلة في السويد أستطيع أن أقول إن السويد في التسعينات لا تشبه السويد الآن (..) نحن في مدرسة الحكمة خرّجنا آلاف الطلاب الذين أصبحوا مهندسين وأطباء وصيادلة ويساهمون في بناء المجتمع السويدي على كافة الصعد، لكن السياسيين يركزون على الجوانب السلبية للمهاجرين وهذه الأشياء أهدافها بعيدة المدى ومنها نظرة المجتمع السويدي الى الأجانب باعتبارهم عبئاً على الثقافة السويدية. السويد بحاجة إلى الجميع وليس الى لون واحد فقط”.
وأضاف “كنا متفاعلين مع عدد من الاتحادات الدراسية وما يميز مؤسسة ابن رشد أنها الوحيدة التي تتميز بتقديم دراسات دينية وهذا يتطابق مع القانون السويدي الذي ينص على تنوع الأديان وحريتها. عندما نغلق مؤسسة ابن رشد فنحن نقوم بإغلاق النافذة الوحيدة التي تسمح بحرية الأديان وتعليمها”.
فيما رفض الوقف الاسنكندنافي في مالمو التعليق على قرار وقف تمويل “ابن رشد”.
شادي فرح