الكومبس – خاص: عاصمة الشمال، أو العاصمة الاقتصادية لسوريا، إنها “حلب” التي عرفت ذات يوم بالمدينة التي لاتنام ليلاً فأسواقها كانت تظل عامرةً، بصخبها حتى الصباح.
عانت كغيرها من المدن السورية من ويلات الحرب، ونزح منها أكثر من نصف سكانها، وحين تحررت دخل أهلها في سباق مع الزمن للعودة إليها فكيف وجدوها ؟
سارع عدد من أصحاب رؤوس الأموال والصناعيين للذهاب إلى “حلب” كي يعيدوا افتتاح معاملهم التي هُجروا منها خلال سنوات الحرب التي أنهكت المدينة وأهلها .
يقول “علي قرمطلي” صاحب معمل واصفاً وضع مدينة “الشيخ نجار” الصناعية في حلب: تفاجأنا بحجم الدمار الهائل في البنى التحتية، وانقطاع الكهرباء عنها مبيناً أن هذه العوائق تحول دون إعادة افتتاح أي معمل في الوقت الحالي.
ويضيف تاجر آخر عاد من تركيا مؤخراً عزمت على تشغيل معملي القديم لكن الظروف غير مواتية بسبب انعدام بيئة عمل آمنة في الوقت الحالي .

اليد العاملة متوفرة ولكن..
من المزايا التي تجذب أي صناعي لافتتاح مشروعه وفرة اليد العاملة الخبيرة، وهذه الميزة موجودة في “حلب” إلا أن العمال لهم مخاوفهم من العمل في المدينة الصناعية.
وقال “محمد زين” رئيس ورشة عمال العدد الكبير لليد العاملة لا يتناسب ابداً مع فرص العمل المتاحة حالياً”. وأضاف “نأمل أن تتحسن الأوضاع في قادم الأيام حين تقلع جميع المنشآت في مدينة الشيخ نجار”.
كما اشتكى بعض العمال من عدم توفر وسائط النقل الداخلي العامة حتى الأن الأمر الذي يعيق تحركهم خلال رحلة البحث عن عمل.
بانتظار حسم الملف العسكري
يبدو أن المشهد الاقتصادي في حلب وسوريا بشكل عام مرتبط بحسم الملفات السياسية العسكرية، وهذا ما لفت إليه الخبير الاقتصادي مصطفى حمادي. وعزى حمادي سبب تباطؤ دوران عجلة الاقتصاد وعودة الأسواق إلى طبيعتها لتحكم قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بمنابع النفط، والتي تمتنع عن إرسال أي شحنات نفطية لإعادة تشغيل المحطة الحرارية المسؤولة عن تغذية حلب بالطاقة الكهربائية، كما قال.

ويرى الحمادي أن استمرار تحكم قسد بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط، سيعرقل جهود الحكومة الحالية في إطلاق أي مشاريع لتحسين الواقع المعاشي للمواطنين في كل سوريا، وليس في حلب فقط.
أهميتها الاقتصادية كانت نقمة عليها
وكانت الأهمية الاقتصادية لمدينة “الشيخ نجار” الصناعية نقمة عليها حيث تحولت لساحة معارك ضارية بين قوات المعارضة والنظام السوري خلال سنوات الصراع.
وتمتد مدينة “الشيخ نجار” الصناعية على مساحة / 4412 /هكتارا تؤمن /6122 / مقسماً صناعياً ، وفيها أكثر من 800 منشأة صناعية قائمة فعليا، وتعتبر المدينة الصناعية الأكبر والأكثر تطوراً في سورية، وتوفر مقاسم صناعية وكافة الخدمات والمرافق اللازمة لعملية الاستثمار.
صالح حمد
سوريا