حياة اليمنيين في الحرب.. النزوح نحو الجنوب والساحل بحثاً عن طيف أمان

: 12/14/22, 2:37 PM
Updated: 12/14/22, 2:38 PM
أطفال اليمن يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة (أرشيفية)
(Photo by MOHAMMED HUWAIS / AFP)
أطفال اليمن يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة (أرشيفية) (Photo by MOHAMMED HUWAIS / AFP)

الكومبس – وكالات: في داخل كيس بلاستيكي عثر مواطنون في محافظة إب الواقعة وسط اليمن وتسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية، على جثة امرأة قُطعت إلى أوصال ورميت قرب طريق تؤدي إلى مديرية حبيش بريف المحافظة الغربي.

سكان محليون قالوا إنهم اقتربوا من الكيس عندما شاهدوا بقايا دماء تسيل منه، ليعثروا على جثة امرأة قطعت إلى أوصال. ولم تعلن السلطات الأمنية في محافظة إب عن أي معلومات عن الحادثة التي هزت الرأي العام في المحافظة، كما لم يُعلن عن هوية المرأة أو الجناة.

كانت الحادثة واحدة من ثلاث حوادث في يوم واحدٍ، أحدها اختطاف امرأة من قبل مسلحين مجهولين طالبوا أسرتها بدفع فدية مالية، وفق ما ذكر مصدر حقوقي.

وقال المصدر ” بشكل عام هذه الحوادث هي ظواهر منتشرة في مناطق سيطرة الحوثيين بشكل كبير. الجريمة المنظمة تنتشر هناك برعاية من قادة بارزين في صفوف الجماعة”.

ولم تحسّن الهدنة من الوضع في مناطق سيطرة الحوثيين، بل أتاحت للجماعة التوجه أكثر نحو تنفيذ عمليات نهب منظمة الأراضي الزراعية الخصبة، وتنفيذ حملات اعتقالات واسعة بحق المعارضين للجماعة، فضلاً عن فرض الجبايات المضاعفة على السلع ما ضاعف أكثر معاناة المواطنين هناك. وفق اتهامات خصوم جماعة الحوثي.

الصحفي اليمني أدونيس عبد العزيز قال إن “الجماعة شنت حملة نهب واسعة على أراضي زراعية تقدر بعشرات الآلاف من الامتار المربعة في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر”.

وبث ناشطون على وسائل التواصل مشاهد قال ناشروها إنها تظهر قيام أطقم من الحوثثين بالاستيلاء على أراض زراعية في بلدات باجل وبيت الفقيه في محافظة الحديدة، بينما كانت جرافات تقوم بتسوية الأراضي. ويظهر في المشاهد سكان محليون يشتبكون مع عناصر من الحوثيين، للدفاع عن أراضيهم، دون جدوى، حيث أطلق مسلحون النار ما أدى على إصابة إثنين وفرار باقي المواطنين.

وقال المصدر الحقوقي إن “الحوثيين شنوا حملات اختطافات واسعة ضد من يرفضون عملية النهب هذه في الحديدة وفي صنعاء أيضاً”. وأفاد المصدر بأن جماعة الحوثي اختطفت الشيخ القبلي محمد الجعدبي في مديرية بني مطر بالعاصمة صنعاء.

وقالت إحصائيات نشرها نشطاء إن قرابة 30 شيخاً قبلياً جرى اغتيالهم خلال العامين الماضيين في صنعاء.

وقال الصحفي عبد العزيز ” الحياة في صنعاء تكاد تكون معدومة. فإضافة إلى الوضع الأمني المتدهور، هناك وضع معيشي متدهور بفعل الجبايات التي يفرضها الحوثيون على السلع الغذائية وغيرها”. ولا يتسلم الموظفون في مناطق سيطرة الحوثيين رواتبهم منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال مصدر تجاري إن الجبايات والتضيق يتزايد كل يوم على القطاع التجاري، ما أدى إلى نزوح كبير للقطاع التجاري الخاص إلى محافظة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد، وكذلك إلى مدينة المخا الساحلية المطلة على مضيق باب المندب.

وتشهد عدن والمحافظات الجنوبية نوعاً من الاستقرار الأمني تحت إدارة عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزييدي. وكذلم في مدنية المخار تحت إدارة ما يعرف بالمقاومة الوطنية التي يقودها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح.

وشهدت هذه المحافظات انتعاشاً خلال الثلاثة الأعوام الماضية ، ونزح إليها كثير من التجار ومئات آلاف الأسر اليمنية فارين من مناطق الحوثيين.

وقال تاجر شرع في توطيد تجارته بالعاصمة عدن ومدينة المخا إن “البيئة الأمنية المستقرة تتيح ازدهار النشاط التجاري وتنميته.. هنا (في عدن) الأمن متواجد ولذلك نمارس العمل بحرية وثقة”.

ويغرق اليمن في حرب أهلية منذ 2014 بدأت بسيطرة حركة الحوثيين على صنعاء بانقلاب عسكري. ويبذل المجتمع الدولي منذ ذلك الحين جهوداً لإنهاء الصراع غير أن الجهود اصطدمت بمواقف أطراف الصراع المتناقضة، ما دفع اربعة مبعوثين أممين إلى اليمن للاستقالة. وحالياً ينشط المبعوث الخاص السويدي هانس غروندبيري لوضع حد للصراع وجلب الأطراف الى طاولة حوار. ونجح غروندبيري بعكس سابقيه في إحداث اختراق تمثل بهدنة مستمرة منذ أبريل الماضي غير أن بدء مسار السلام لايزال متعثراً حتى الآن.

وخلفت الحرب عشرات آلاف الضحايا وتسببت بتهجير اكثر من ثلاثة ملايين يمني وفق تقارير منظمات دولية.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.