الكومبس ـ خاص: ضجّت حسابات الناطقين بالعربية على وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة منصة تيكتوك في السويد، بفضيحة احتيال جديدة خلال الأيام الأخيرة. ووُجهت اتهامات إلى ناشطتين على وسائل التواصل، بجمع مبالغ ضخمة من خلال ما يعرف بجمعيات السيدات.
وجمعيات السيدات هي جمعيات متعارف عليها في عدة بلدان في الشرق الأوسط، تُقام بغرض ادخار النقود لشراء غرضٍ ما أو سد دين ما، حيث تدفع كل سيدة مبلغاً معيناً. وتجري قرعة لتوزيع الأسماء على جداول شهرية، ويتم الحصول على إجمالي المبلغ المجموع من كافة أعضاء الجمعية.
ولكن قصة الجمعيات أخذت منحى آخر في السويد، مع بروز اتهامات بعمليات احتيال وجمع أموال ضخمة دون رقيب.
شريكة في إدارة جمعية تكشف تفاصيل
تواصلت سيدة من الأردن مع الكومبس، وقالت إن اسمها رولا الظاهر. واشتكت بأنها تورطت مع شريكتها “هيلدا” (اسم مستعار) في الجمعيات عندما كانت في السويد عام 2022، وترتبت عليها الكثير من الديون بسببها، جراء عجزها عن دفع النقود للمشتركات في الجمعية، وكذلك دفعها لمبالغ إضافية كفائدة على المبالغ لمكاتب حوالة.
ارتبط اسم رولا بشريكتها بعد أن أصبحت العلاقة قوية بينهما عام 2022، كما قالت. وكانت “هيلدا” أسست مجموعات خاصة على وسائل التواصل الإجتماعي، نالت شهرة بين السيدات وحظيت بثقتهن.
وقالت رولا “كنا ننظم سوياً جمعيات، وكان لدينا ما يقارب ال 75 جمعية، تقوم هي بإجراء قرعة لترتيب الأسماء. كان لدينا مثلاً 10 أسماء، ويجب أن يدفع كل شخص 5000 كرون كل شهر لمدة عشرة أشهر، أي يصبح مجمل المبلغ 50 ألف كرون”.
أسماء وهمية وعمولات كبيرة
وأضافت “عندما كنت أطلب منها أن أقبض أولاً النقود بسبب الحاجة، توافق “هيلدا” ولكنها تشترط أن تأخذ 20 ألف كرون من المبلغ. وكانت كذلك تقوم بتسجيل أسماء وهمية لتقبض بدلاً عنهم في الأشهر الأولى ومن ثم تقوم باستلام المبالغ بداية وتتوقف عن الدفع للآخرين. وتراكمت علي الديون لأنني مضطرة أن أسدد للجمعيات، واضطررت للأسف للمشاركة في عدة جمعيات لتسديد ما هو مترتب علي”.
وتابعت “لقد استغلتني واستغلت طيبتي ووقعت بفخ النصب بسبب حاجتي للنقود. وبسببها أصبح لدي عجز بمليون ونصف كرون يجب أن تسددهم لي، لكي أسدد الجمعيات”.
وقالت “أنا لا أنكر أن لمجموعة من السيدات المشتركات نقوداً في ذمتي، ولكنني لا أستطيع دفعها في الوقت الحالي وسأدفعها حين أستطيع. أنا مستعدة أن أبيع بيتي في الأردن لسد نقود المتضررات”.
لماذا التوجه للرأي العام؟
وقالت رولا “كانت “هيلدا” تقوم بحملات تبرعات وتطالبني أن أدفع حوالات لمكتب الحوالة بدل العشرين ألف كرون خمسين أو ستين ألف كرون إلى أن أصبحت غير قادرة على الدفع. وعندما طلبت منها أن نحل الأمر بشكل ودي ونتعاون لإعادة المبالغ رفضت، وهذا ما اضطرني للتوجه للرأي العام وسلمت الأمور لمحام” .
وختمت قائلة “أنا أكبر ضحية لها ولأعمالها. لقد طلقني زوجي بسببها ودمرت حياتي بسببها وأنا أم لأربعة أطفال”.
شكاوى أخرى
انسحبت قبل تفاقم الخسائر
وتلقّت الكومبس اتصالات من عدة سيدات لا يرغبن بذكر أسمائهن خوفاً من عواقب ذلك على حياتهن الخاصة، وهن مشتركات في جمعيات عدة تحمل أسماء غريبة.
وقالت إحداهن “كنت بالجمعية مع “هيلدا” ورولا الظاهر ، ودفعت مرتين ولكنني شعرت أن أمراً ما يحدث، لأن الشهر الأول كما الثاني في كل الجمعيات يذهب لهما، ولذلك فضلت الانسحاب”.
وأضافت “لم أستطع الحصول عل المبلغ الذي وضعته لأن رولا و”هيلدا” اختلقتا الأعذار بإغلاق حساب إحداهما من قبل البنك، وبأن إحداهما مريضة والأخرى لديها مشاكل مع زوجها وهكذا، إلى أن أعلنت رولا أن “هيلدا” قامت بالنصب عليها بمبلغ مليون ونصف كرون وأنها لن تستطيع التسديد للسيدات في الجمعية”.
وقالت “خسرت مبلغاً صغيراً لا يتعدى الثلاثة آلاف كرون ولكن غيري تضرر كثيراً نتيجة أفعالهما، وإحدى السيدات تطلقت من زوجها”.
مضطرة لدفع 270 ألف كرون
سيدة أخرى تواصلت مع الكومبس قالت “لم أكن أتوقع أمراً كهذا . لقد انضممت إلى إحدى الجمعيات بسبب إحدى السيدات التي لم تدرك كذلك أنها جمعية احتيال. قمت بإخبار صديقاتي وأبدين رغبتهن بالانضمام، وبالفعل اشتركنا في جمعيتين ولم يكن هناك مشاكل. ولكن حين بدأنا الجمعية الثالثة كانت قد دخلت رولا بأكثر من اسم ودفعت الاسم الأول وقبضت الثاني والثالث، ثم توقفت عن الدفع. والمبلغ الذي حصلت عليه هو 160 ألف كرون سويدي”.
وأضافت “أنا الآن مضطرة أن أدفع لصديقاتي لأنهن وثقن بالجمعية بسببي، والمبلغ المترتب هو 270 ألف كروناً”.
كما تواصلت سيدة ثالثة مع الكومبس كانت في إحدى الجمعيات. وقالت عن “هيلدا” “كانت تبكي على صفحات التواصل لتستعطف الناس لجمع التبرعات للأيتام والمتضررين، وبعد ذلك تفاجأنا بأنها صاحبة فيلا باهظة، علماً أنها لا تعمل”.
ردّ رولا و”هيلدا”
وعملاً بحق الرد تواصلت الكومبس مع كل من رولا و”هيلدا” للرد على الاتهامات التي وجهت ضدهما.
وكانت إجابة رولا كالتالي: “أنا ضحية “هيلدا” مثلي مثل كل الضحايا. لم أقصد النصب ولم أنكر حقوق الناس. كل شيء أخذته من الآخرين باسمي سوف أعيده”.
أما “هيلدا” (نوهنا سابقاً بأنه اسم مستعار)، فكان ردها كالتالي:
“الحكي كله مراوغات. أنا الآن أقوم بتسديد مبالغ كبيرة وأطلب منكم التمهل وعدم نشر الموضوع وخاصة أنني أم لخمسة أطفال. لقد أصبت بانهيار عصبي، وأقوم حالياً أنا والمشتركات بحل الموضوع وأحتاج فقط لبعض الوقت والكثير من السيدات تشهد على هذا الشيء”.
وأضافت “الصورة غير واضحة بشكل كامل، وأنا لا علاقة لي بالجمعيات التي قامت بها رولا لوحدها. هناك الكثير من التشويش وسوف أحل القصص مع المشتركات اللواتي شاركن في هذه الجمعيات بسببي ووثقن بي”.
وختمت قائلة “انا اسمي معروف لكثير من الصبايا ولا مشاكل لدي في الجمعيات. رولا استغلت هذا الشيء وأوقعتني. هناك عجز كبير في كثير من الجمعيات التي كانت رولا تديرها، وأنا أقوم بسد العجز الذي حدث وأطلب من المشتركات الاستمرار بالدفع”.