الكومبس – اقتصاد: شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً كبيراً في أسعار الفائدة على قروض السكن، ومع السيطرة على التضخم، بدأ المصرف المركزي السويدي بتخفيض سعر الفائدة في عدة مناسبات، ويتوقع إجراء المزيد من التخفيضات عام 2025. لكن ما هو الوقت المناسب لتثبيت الفائدة على قرض السكن؟
تعتقد العديد من البنوك الكبرى أن سعر الفائدة الرئيسي سينخفض بشكل ملحوظ إلى 1.75 في المائة بحلول فصل الصيف.
وقالت الخبيرة الاقتصادية في موقع Compricer كريستينا سالباري لوكالة الأنباء السويدية TT “ينطبق هذا حتى لو ارتفع أحياناً معدل التضخم قليلاً، لأنه يُنظر إليه الآن على أنه تقلبات عادية”، مؤكدة أن هذه التوقعات تتعلق في الغالب بتخمينات عالية الكفاءة، ولا تزال الكثير من الأمور يمكنها التأثير.
وتابعت “نحن اقتصاد عالمي يتأثر بكل شيء، من الطقس إلى الحرب، وقادة الأعمال ورؤساء الدول”، وذكرت مثلاً جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا كأحداث قلبت التوقعات.
الفائدة المتغيرة أوفر تاريخياً
وأدت التوقعات بخفض أسعار الفائدة إلى انخفاض الفائدة على قرض السكن المثبت لمدة عام أكثر مما هو على سعر الفائدة المتحركة كل ثلاثة أشهر، ورغم ذلك فإن الخبراء لا يعتقدون أنه من الضرورة تثبيت الفائدة الآن، لأن الفائدة المتغيرة كانت أوفر تاريخياً.
وقال كبير الاقتصاديين في بنك SBAB روبرت بويه لـ TT “لكن ليس من الضروري أن يناسب ذلك الجميع. قد يكون لديك هوامش صغيرة وبالتالي لا يمكنك التعامل مع التقلبات الكبيرة في أسعار الفائدة، وعندها يكون من الجيد تثبيتها”.
ووفقاً لبويه فإن ذلك يعتمد على من يستطيع تحمل سعر فائدة بمتوسط يبلغ 4 بالمائة لفترة زمنية معينة.
ولا يتوقع بنك SBAB أن تنخفض أسعار الفائدة الثابتة لسنوات طويلة أكثر، وأكد بويه “انخفضت تلك الفوائد بشكل كبير، لذلك إذا كان يميل الشخص إلى تثبيت سعر الفائدة، فقد يكون الأمر يستحق ذلك”.
أما كريستينا سالباري قالت إن تحديد الوقت المناسب لتثبيت سعر الفائدة لا يقل صعوبة عن تحديد وقت شراء الأسهم. مؤكدة أنه لا يوجد أيضاً سعر فائدة “طبيعي” يمكنك الانطلاق منه عند وضع توقعاتك الخاصة.
وقالت “كانت لدينا أسعار فائدة سلبية ثم كانت لدينا أسعار فائدة مرتفعة للغاية. إن سعر الفائدة قد يستمر في الانخفاض حتى الخريف أو قد يستقر”.
صعوبات نقل القرض الثابت
وذكّرت سالباري بأن الذي يرغب بالتخلي عن قرض فائدته مثبتة عليه أن يدفع تعويض عن فرق الفائدة، كما أنه من الصعب في تلك الحالة نقل قرض السكن إذا حصل على عرض أفضل من بنك آخر.
وأضافت “يواجه الكثيرون وقتاً عصيباً بعد هذه الفترة وربما لم يتبق لديهم الكثير من المدخرات. وحينها يصبح من السهل جذبهم لتثبيت سعر الفائدة على قرض السكن. ليس من الضروري أن يكون الأمر خاطئاً، ولكن إذا كان لدى الشخص فرصة المرونة في شؤونه المالية، فلا داعي للشعور بأنه يجب تثبيت الفائدة”.