خبير: الخطاب السياسي يزيد العنف ضد المهاجرين

: 11/10/22, 12:39 PM
Updated: 11/10/22, 12:40 PM
  (أرشيفية)

Foto: Jonas Ekströmer/ TT
(أرشيفية) Foto: Jonas Ekströmer/ TT

“عندما يسمع أحدهم هذه التعبيرات سيفكر: نعم جاري محمد تنطبق عليه الجملة!”

الكومبس – ستوكهولم: زاد الحديث في السنوات الأخيرة عن المهاجرين باعتبارهم “مشكلة” في السياسة السويدية. وظهر ذلك في المناظرات والخطابات السياسية. وبات السياسيون، على اختلاف توجهاتهم السياسية، يعتبرون المهاجرين “أزمة حقيقية” في السويد. فهل لهذه النبرة الجديدة تأثير على المجتمع السويدي؟ وهل يمكن أن تزيد العنف ضد المهاجرين في المجتمع، خصوصاً مع تولي حكومة يمينية قيادة السويد؟

أستاذ العلوم السياسية في جامعة مالمو أندش هيلستروم قال لصحيفة سيد سفينسكان أمس إنه “لا يمكن تحميل السياسيين بشكل مباشر مسؤولية الجرائم أو الاعتداءات التي تحدث في السويد ضد مهاجرين”، لكن الخطاب السياسي له تأثير على المجتمع”. وأضاف أن السياسي “لا يمثل نفسه فقط، ربما يدعمه ملايين الناخبين. لذلك، فإن ما يقوله مهم. عندما يسمع الناخب أن رئيس الوزراء يقول نفس الشيء الذي كان يفكر هو فيه إزاء المهاجرين، يبدأ في الاعتقاد بأن ما يفكر فيه ليس غريباً على الإطلاق. ويكتسب ثقة أكبر بنفسه”.

واستشهد هيلستروم بأزمة اللجوء في العام 2015، حيث قامت حكومة الأقلية، الاشتراكيون الديمقراطيون وحزب البيئة، بتحول كامل بشأن قضية الهجرة، وجرى تخفيض استقبال اللاجئيين إلى الحد الأدنى من مستوى الاتحاد الأوروبي. وقال هيلستروم “رئيس الوزراء حينها، ستيفان لوفين، أشار إلى أن الحكومة فقدت سيطرتها. وخلال العامين 2015 و 2016، اندلع عدد كبير من الحرائق في مساكن اللاجئين الموجودة أو المخطط لها في السويد. ولا أستبعد أن اللهجة السياسية الأكثر صرامة كان لها تأثير على هذه الأفعال”.

وتابع “كلما كان الخطاب السياسي أكثر صرامة، زادت قدرته على تبرير وجهات نظر وأفعال أكثر تطرفاً”.

والأمر نفسه ينطبق على الحكومة الحالية التي تضم أحزاب المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين والليبراليين بدعم من حزب ديمقراطيي السويد (SD)، حيث قدمت الحكومة الجديدة سياسة هجرة متشددة. وكان من بين الاقتراحات، ترحيل الأجانب إذا كان “سلوكهم سيئاً” وهو اقتراح أثار كثيراً من الجدل في البلاد. وعلق هيلستروم على ذلك بالقول ” إن هذه الاقتراحات تشير إلى أن في السويد يجب أن يتصرف الجميع بطريقة “سويدية” وإن لم يقم المرء بذلك، فيمكنه الرحيل”.

وأضاف “يقول أولف كريسترشون (رئيس الوزراء) إن جيمي أوكيسون (رئيس SD) كان على حق، فالهجرة مشكلة كبيرة وهي مرتبطة بالجريمة. قبل 30 عاماً، كان SD فقط هو من يقول ذلك، لكن الآن كثير من الأحزاب الأخرى تقول ذلك”.

ولفت هيلستروم إلى أن اتفاق “تيدو” الذي تشكلت بموجبه الحكومة بين الأحزاب الأربعة يشير إلى أمثلة عن “السلوك السيئ” مثل ارتكاب الجريمة أو الدعارة، لكن هناك أيضاً عبارة تشير إلى أنه يمكن أن يكون “سلوكاً آخر متعلقاً بطريقة الحياة” وهي عبارة مبهمة يمكن تفسيرها بطرق مختلفة. حسب هيلستروم الذي أضاف “قد يقرأ شخص هذه الجملة ويفكر “نعم جاري محمد، تنطبق عليه هذه الجملة”، لن أقول أن ذلك قد يدعو بشكل مباشر إلى التهديد والعنف، لكن يمكن استخدامه كمبرر لذلك”.

ودعا هيلستروم جميع السياسيين إلى توخي الحذر واختيار كلماتهم كي لا يرسموا صورة سوداء أو بيضاء للمجتمع. ومن وجهة نظره، فإن الحكومات سواء كانت يسارية أو يمينية فشلت في ذلك.

Source: www.sydsvenskan.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.