الكومبس – ستوكهولم: أعلنت السلطات اللبنانية أن مادة نترات الأمونيوم المخزنة في ميناء بيروت منذ نحو ست سنوات هي سبب الانفجار الهائل الذي هز المدينة أمس وأودى بحياة أكثر من مئة شخص. فيما قال خبير المتفجرات السويدي هنريك أوستمارك إنه لا بد من وجود شيء آخر غير نترات الأمونيوم أدى إلى الانفجار، مؤكداً أهمية الحصول على إجابات لأن المادة تستخدم في السويد وكثير من أنحاء العالم. وفق ما نقلت TT اليوم.

وأوضح أوستمارك وهو رئيس الأبحاث في مجال المواد النشطة أن نترات الأمونيوم هي ملح مصنوع من الأمونيا وحمض النيتريك، يتم استخدامه في الأسمدة، كما في السويد، كما يستخدم في إنتاج المتفجرات.

وأضاف “تُخلط نترات الأمونيوم النقية بالديزل أو أي نوع آخر من الوقود للحصول على مادة متفجرة. وفي انفجار بيروت، من المحتمل أن السبب كان نترات الأمونيوم، لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت الأسمدة أو نترات الأمونيوم تم خلطها عن طريق الخطأ مع شيء آخر، أو ما إذا كانت أصلاً على شكل متفجرات”.

وقال أوستمارك لوكالة الأنباء السويدية إن “الانفجار يذكّر بالحادث الذي وقع في غالفستون، بتكساس العام 1947، عندما مات نحو 600 شخص في انفجار نتج عن نترات الأمونيوم، لكن في البداية اشتعلت فيه النار لأكثر من ساعة. في حين كان مسار الأحداث في بيروت أسرع بشكل ملحوظ، ما يشير إلى أن شيئاً آخر غير الحريق لا بد أن يكون قد تسبب في الانفجار”.

وأضاف “الأفلام التي شاهدناها من بيروت تبيّن كيف كان هناك ومضات من الضوء في النار قبل الانفجار مباشرة. يشير هذا إلى وجود عدد من الانفجارات في الحريق أدت إلى حدوث الانفجار الكبير، لذلك كان مسار الأحداث سريعاً”.

وعن سبب هذه الانفجارات، قال أوستمارك “في البداية تحدثوا عن الألعاب النارية، لكن يمكن أن تكون ذخيرة قديمة مثلاً. ومن الصعب جداً التكهن”.

دروس للسويد

تحطم كثير من النوافذ على نطاق واسع بسبب الانفجار في بيروت، لكن الدخان الناتج عن نترات الأمونيوم، والذي يمكن أن يكون ضاراً، يفترض أنه اختفى.

وأوضح أوستمارك “عندما تتحلل نترات الأمونيوم، فإنها تؤدي إلى غازات النيتروز، وهي ذات لون بني محمر. ويبدو أنها انفجرت في هذه الحالة. لكن إذا استمرت الحرائق في الموقع، فقد تؤدي إلى غازات سامة”.

وقال “إذا سُمح الآن بالتحقيق في الأمر بشكل صحيح بعد الحادث، فيجب الحصول على إجابات واضحة حول ما حدث، وهو أمر مهم جداً علينا أن تتعلم منه. لدينا عشرات آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم في السويد وحول العالم، لذا من المهم الحصول على إجابات حول كيفية حدوث ذلك”.