الكومبس – خاص: أكد المختص في العلوم المالية د. مصطفى نور الله أن إفلاس شركة نورثفولت يعد “حدثاً كبيراً ليس فقط على مستوى السويد بل على المستوى الأوربي، نظراً لتأثيره السلبي على أمل أوروبا في أن تصبح مستقلة في مجال بناء البطاريات الكهربائية”، لافتاً إلى أن إفلاس الشركة يعد خبراً سيئاً لاهتمام السويد بالتمويل الأخضر ونموذج الاستدامة الذي كان يمكن للسويد أن تقدمه مع الشركة”.

وكانت شركة نورثفولت السويدية لصناعة البطاريات التي تضم حوالي 5 آلاف موظف تقدمت اليوم لمحكمة ستوكهولم بطلب إفلاس في السويد بعد أن فشلت في تأمين التمويل اللازم لمواصلة عملياتها. وأتى القرار بعد أن تقدمت الشركة أيضاً بطلب لحماية الإفلاس في الولايات المتحدة في نوفمبر 2024.

وعن أسباب إفلاس الشركة قال نور الله إن “الإفلاس يُثير تساؤلات حول الحوكمة وإدارة الشركات، حيث ألمحت بعض التقارير إلى أخطاء محتملة تتعلق بالتخطيط المالي. كما أنه لا يمكن تجاهل التأثيرات الجيوسياسية ومشاكل سلاسل التوريد العالمية على الشركة”.

وكان من المقرر أن تدفع الشركة حوالي 200 مليون كرون لمصلحة الضرائب السويدية كضرائب اليوم. وكان عليها أن تتقدم للمحكمة بطلب إفلاس إن لم تتمكن من الدفع، وإلا فإن مجلس الإدارة يصبح بموجب مسؤولاً شخصياً عن الضرائب.

ورغم أن نورثفولت حصلت على أكثر من 10 مليارات دولار من المستثمرين، بمن فيهم فولكسفاغن وغولدمان ساكس، غير أنها لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها المالية أو توسيع عملياتها وفقاً للخطة. وبحلول العام 2025، وصلت ديون الشركة إلى أكثر من 8 مليارات دولار، ما دفعها للتقدم بطلب الإفلاس.

ضربة لصناديق التقاعد؟

ويعتبر إفلاس نورثفولت أكبر حالة إفلاس تشهدها السويد في تاريخها الحديث، حيث أدى إنهيار الشركة المالي، إلى ضياع مليارات الكرونات من أموال المتقاعدين السويديين المستثمرة في الشركة.

وتُعد صناديق التقاعد الحكومية الأربعة (AP-fonderna) وشركتا التأمين التقاعدي AMF وFolksam من بين المستثمرين الرئيسيين في “نورثفولت”، إلى جانب “فولكسفاغن” و”غولدمان ساكس”.

وكانت هذه الأموال قد شُطبت بالفعل أثناء عملية إعادة الهيكلة السابقة التي خضعت لها الشركة، لكن مع قرار الإفلاس الحالي باتت تلك المليارات مفقودة تمامًا، وفق وكالة TT.

وتراكمت على “نورثفولت” ديون ضخمة تقدر بحوالي 60 مليار كرون منذ بدء عملية إعادة الهيكلة العام الماضي، منها حوالي 2.5 مليار كرون لموردي الشركة، لكن النصيب الأكبر من الخسائر سيكون من نصيب المساهمين.

وقلّل الخبير المالي مصطفى نور الله من تأثر محافظ التقاعد بالإفلاس. وقال إن التأثير قد يكون محدوداً بالنسبة للصناديق التي تتبع استراتيجيات التنويع في استثماراتها. في حالة الصناديق التقاعدية، غالباً ما تستثمر جزءاً صغيراً من أصولها في شركات مثل نورثفولت. لذلك، حتى لو كانت الخسارة في هذه الشركة، فإن تأثيرها على المحفظة الاستثمارية يكون ضئيلاً”.

وأوضح نور الله أن “صناديق التقاعد تتبع استراتيجية passive strategy أو ما يسمى بالعربية “استراتيجية التنويع”، ومن الطبيعي أن تكون بعض الشركات التي تستثمر فيها خاسرة، لكن شركة مثل نورثوفولت تأخذ ضجة أكبر لأن اسمها كبير في السوق”.