“يريدون من المدانين السابقين ترك عالم الجريمة ثم يرفضون توظيفهم”

الكومبس – مالمو: يعاني كثير من المدانين السابقين من عدم إمكانية إيجاد عمل بعد تركهم عالم الجريمة، في حين تبذل السلطات في الوقت نفسه جهوداً لدفع المدانين إلى إعادة الاندماج في المجتمع.

صحيفة سيد سفينسكان نشرت اليوم تقريراً عن شخص أسمته أحمد (اسم مستعار) عمره 36 عاماً وجد ظيفة كممرض مساعد وبعد عامين من العمل كموظف مؤقت دون أن أي ملاحظات سلبية على عمله توقع أن يحصل على وظيفة دائمة، غير أن رب العمل حرمه من ذلك بسبب ماضيه مع الإدمان.

مديرة أحمد قالت إن الجميع يستحق فرصة ثانية وإنها ستتحدث إلى قسم الموارد البشرية. وأخبرت أحمد أن جهوده كانت جيدة، ولم يكن هناك أي شكاوى عليه.

ولم تجدِ المحادثة مع قسم الموارد البشرية نفعاً فبعد بضعة أسابيع قيل لأحمد إن الشركة اتخذت قراراً بعدم تمديد العقد.

وقال أحمد للصحيفة “أعتقد بأنه كان ينبغي عليهم أن يسألوا عن السجل الجنائي منذ البداية. الآن يبدو الأمر لي وكأني أضعت عامين. وبالطبع يجب أن أوضح لصاحب العمل التالي سبب عدم السماح لي بالاستمرار في وظيفتي”.

عاش أحمد حياة صعبة، دخّن الحشيش في أواخر سن المراهقة ليصل به الحال إلى إدمان الترامادول فتدمرت حياته. يقول “في أسوأ حالاتي، كنت تحت تأثير المخدرات كل يوم لعدة أشهر”.

في أوائل العام 2012 أوقفته الشرطة بسبب تعاطي المخدرات. وبعد بضع سنوات فقد رخصة قيادته. وفي آذار/مارس 2018 أدين مرتين بجرائم مخدرات بسيطة. ووضع تحت المراقبة مع شرط الخضوع للعلاج من الإدمان.

يقول أحمد “كنت في الحضيض عندما صدر الحكم، لكنه كان نقطة تحول. ففي الوقت نفسه أيضاً أصبحت أباً”.

بدأ أحمد برنامج الاستشفاء من الإدمان لتجاوز ماضيه. كما تقدم بطلب إلى برنامج Krami، وهو تعاون بين مدينة مالمو ومصلحة السجون ومكتب العمل، لمساعدة المدانين السابقين على دخول سوق العمل.

يقول أحمد إن البرنامج حفزه كثيراً، وحصل في أيلول/سبتمبر 2019 على وظيفة مؤقتة ممرضاً مساعداً في دار لرعاية المسنين في مالمو.

ويضيف “أصبحت متعافياً من المخدرات لمدة عام ونصف وتغيرت كثيراً. وبدأت سداد الديون لهيئة جباية الديون (Kronofogden). وبدأت العمل لاستعادة رخصة قيادتي. شعرت أنني على المسار الصحيح مرة أخرى وكان ذلك شعوراً رائعاً”.

تناقض في مالمو

حصل أحمد على ظيفة بالساعات، ثم تحول الأمر إلى ظيفة مؤقتة بدوام كامل وجرى تمديد العقد مرات عدة كل ثلاثة أشهر. واستمر الأمر كذلك حتى تم تمديد العقد للمرة الأخيرة، حيث كان يتوقع أن يحصل على وظيفة دائمة، فير أن رب العمل طلب السجل الجنائي.

يقول أحمد “كان ذلك مثل السقوط عند خط النهاية، كنت سأتفهم ذلك لو أني أسأت للعمل أو إذا أضيف شيء جديد إلى سجلي الجنائي خلال فترة عملي، لكنني لم أفعل شيئاً”. ويضيف “أفهم أنهم يريدون أن يعرفوا أنني تحسنت، لكني لا أعرف كيف أثبت ذلك. لو كان بإمكاني إجراء اختبار المخدرات كل يوم لفعلت ذلك. وكان بإمكاني دفع كافة التكاليف بنفسي. أو كان بإمكانهم اقتطاعها من راتبي. أنا فقط أريد الحصول على وظيفة!”.

كريستيان بوغرين الذي يعمل في برنامج Krami أكد قصة أحمد. وأضاف “تقدم بطلب إلى Krami للمساعدة في تغيير نمط حياته. لم تكن هناك اعتراضات على عمله أو شكوك في أنه أساء التصرف. لذلك لا يسعنا إلا أن نقول إنه أمر محزن جداً”.

وتابع “هناك مفارقة في مدينة مالمو حيث يوجد برامج تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان والإجرام لتشجيعهم على الاكتفاء الذاتي، لكن لا يريدون لهم الحصول على عمل!”.

المصدر: www.sydsvenskan.se