الكومبس – أوروبية: حذر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض السارية والوقاية منها من أن “المشهد الوبائي في أوروبا مرشح خلال الشهرين المقبلين لزيادة مأساوية في عدد الوفيات والإصابات التي تستدعي العلاج في المستشفى ما لم تتخذ التدابير اللازمة للوقاية الصحية العامة، إلى جانب تكثيف الجهود لزيادة معدل التغطية اللقاحية الكاملة».

وكانت المفوضية الأوروبية دعت بلسان رئيستها أورسولا فون در لاين إلى تعميم الجرعة الإضافية على جميع السكان البالغين واتخاذ تدابير جذرية لاحتواء الوباء الذي يتفاقم سريانه في جميع بلدان الاتحاد، خاصةً في ألمانيا حيث سجلت الإصابات اليومية رقماً قياسياً جديداً في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة بلغ 76 ألف إصابة وارتفع عدد الوفيات إلى 351، فيما بدأت تظهر مؤشرات الإنهاك على المنظومة الصحية الألمانية التي كانت تلجأ إليها الدول الأخرى خلال المراحل الأولى من الجائحة.

وفي تعميمها الأخير الذي وجهته أمس إلى الدول الأعضاء، طلبت المفوضية تسريع وتيرة التلقيح وفرض قيود اجتماعية صارمة في البلدان التي ما زالت تغطيتها اللقاحية دون 80 في المائة من مجموع السكان البالغين، وإعطاء الجرعة الإضافية من اللقاح إلى جميع الذين تجاوزوا الأربعين من العمر وتناولوا الدورة الأولى كاملة. ويذكر أن معدل التغطية اللقاحية في بلدان الاتحاد الأوروبي ما زال دون 65 في المائة من مجموع السكان، وهو لا يتجاوز 50 في المائة في بعض البلدان.

وجاء في تحليل المخاطر الذي وضعه خبراء المركز الأوروبي أن «المنحى التصاعدي للمشهد الوبائي في الأسابيع الأخيرة يشير إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات الخطرة والوفيات في الشهر المقبل والذي يليه، وأن الزيادة المرتقبة في التواصل الاجتماعي خلال فترة أعياد رأس السنة من شأنها أن تضع جميع البلدان الأوروبية في دائرة الخطر الشديد ما لم تتخذ تدابير جذرية». ويخلص التحليل أن «تفاقم الوضع الوبائي في معظم البلدان الأوروبية خلال الأسابيع المنصرمة يعود إلى تدني معدلات التغطية اللقاحية أو بطء حملات التلقيح في هذه البلدان»، لكنه ينبه أن المشهد الوبائي يتفاقم أيضاً في البلدان التي بلغت مستويات عالية من التغطية اللقاحية، ما يدل على أن هذه التغطية ما زالت غير كافية لاحتواء الفيروس والسيطرة عليه.

ويعتبر المركز أن السبب في ذلك هو الانتشار الواسع لمتحور «دلتا» الذي تزيد سرعة سريانه بنسبة 60 في المائة عن الطفرات الفيروسية الأخرى، فضلاً عن أن فيروس الأنفلونزا الموسمية عاد ينتشر على نطاق واسع هذا الشتاء بعد انحساره خلال المراحل الأولى من الجائحة بسبب من تدابير الإقفال والعزل.

ويشدد خبراء المركز الأوروبي على أن اللقاحات تؤتي النتائج المنشودة منها، وهي منع الإصابات الخطرة والوفيات، وأنه من غير اللقاحات كان عدد الوفيات ثلاثة أضعاف ما هو عليه حالياً. لكنهم يعترفون من ناحية أخرى أن فاعلية اللقاحات يمكن أن تنخفض تدريجياً مع مرور الوقت، خاصةً لدى المسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وبعد أن يوصي خبراء المركز بإعطاء الجرعة الإضافية بعد مرور ستة أشهر على تناول الدورة الكاملة من اللقاح، يحذرون من أن غالبية الحالات التي ستعالج في المستشفيات خلال الأسابيع المقبلة ستكون بين الذين لم يتناولوا اللقاح.