الكومبس – خاص: بعد احتراق مسجد اسكلستونا، ودمار المبنى بالكامل. تبقى التساؤلات عن أسباب الحريق معلّقة، فيما تتكشف يوماً بعد يوم معلومات جديدة حول الصراعات الدائرة، بين المستأجرين والمالك. فما الحكاية؟
نشر راديو السويد بعد يوم من الحريق حواراً مع أنس دينيش الذي يدعي أنه مسؤول التواصل في المسجد، لتكشف الكومبس لاحقاً أن أنه ليس مسؤول التواصل، حسبما صرح مدير المسجد وإمامه عبد الرحمن فارح. راديو السويد حذف بعدها حواره مع أنس دينيش، ورغم المحاولة لم تتمكن الكومبس من التواصل مع أنس دينيش حينها.
وبعد أيام على الحادثة، تمكنت الكومبس من التواصل مع أنس دينيش ومحاورته.
وتبيّن أن دينيش، يشغل منصب مسؤول التواصل في جمعية مسجد اسكلستونا الكبير، وهذه الجمعية طردت من العقار الذي يوجد عليه المسجد، بسبب خلاف مع مالك العقار. وبحكم أن الجمعية لديها عقد إيجار دائم، رفعت قضيةً على مالك العقار ومازالت المواجهة القضائية دائرة بين الطرفين.
وقام بعدها مالك العقار بتأجيره لجمعية الهداية التي يترأسها عبد الرحمن فارح، وبذلك أصبحت الجمعية هي القائمة على المسجد.
قانونياً، يوجد مالك واحد للعقار، ومستأجرين، مستأجر طُرد وهي جمعية مسجد اسكلستونا الكبير، ومستأجر متواجد في المكان وهي جمعية الهداية. هذا فيما يتعلق بمبنى المسجد الذي احترق.
بجانب المسجد مباشرةً، هناك منزل يسكنه عبد الكريم دينيش وعائلته، وهو والد أنس دينيش ومدير جمعية مسجد اسكلستونا الكبير. وهذا البيت ضمن الخلاف الدائر بين جمعية مسجد اسكلستونا الكبير، وبين مالك العقار.
معلومات الكومبس كشفت أن عبد الكريم دينيش وعائلته لا يقيمون بشكل دائم في البيت، فيما نفى أنس دينيش هذه المعلومات، وقال أن عائلته تقيم هناك، وأنه يزورهم كل أسبوع.
وكان أنس في حواره مع راديو السويد، قال إن البيت الملاصق للمسجد تلقى عدة تهديدات. فيما لم يذكر أنس أن المنزل يعود لوالده، وفق ما جاء في تقرير راديو السويد. وعند سؤال الكومبس أنس حول عدم ذكره هذه المعلومة، قال: لقد ذكرت ذلك في الحوار ولكن الراديو اقتطع هذه الجزئية.
ولم يتطرق إلى الخلافات المتعلقة بالمسجد لراديو السويد، أو من خلال ردوده على موقع أكس (تويتر سابقاً). وحين سألته الكومبس عن ذلك، قال: “لدينا عقد إيجار دائم، وجمعيتنا مسجلة في البلدية، وما زالت بعض الأمور والفواتير مرتبطة بجمعيتنا، واسمي مسجل في قوائم البلدية على أني مسؤول تواصل، لذلك لا داعي لذكر الخلافات إن لم اسأل عنها”.
ويعتبر أنس أنه مادامت المحكمة لم تحكم لصالح أحد أطراف الخلاف، فإن من حقه استخدام صفته كمسؤول تواصل عن جمعية مسجد اسكلستونا الكبير بغض النظر عن المسجد نفسه، لأن الجمعية موجودة فعلياً ولها حقوق وعليها واجبات.
فيما كانت جمعية الهداية، القائمة على المسجد حالياً، نفت علاقة جمعية مسجد اسكلستونا الكبير والقائمين عليها بالمسجد نفسه منذ تسلمها العقار.
وكان مدير الجمعية عبد الرحمن فارح، صرح أن لا خلاف بينهم وبين القائمين على جمعية مسجد اسكلستونا الكبير، وأن خلاف الأخيرة مع مالك العقار. وأوضح فارح أن جمعيته لم تتدخل بالخلاف وأن لا مشاكل بينها وبين أي طرف أخر.
أنس دينيش ما يزال مصرّاً على التعريف عن نفسه كمسؤول التواصل عن المسجد، بينما جمعية الهداية صامتة لا تريد الدخول في أي خلافات.
خبت نار الحريق الفعلي واختفى دخانه، ليكشف عن دخان جديد يخفي خلفه خلافات طويلة. هذا فيما تواصل الشرطة تحقيقاتها، علّ ذلك يكشف حقيقة ما جرى في مسجد اسكلستونا الكبير.