خلافات عائلية حادة في بريطانيا بسبب “بريكست”

: 12/25/20, 11:19 AM
Updated: 12/25/20, 11:19 AM
خلافات عائلية حادة في بريطانيا بسبب “بريكست”

الكومبس – أوروبية: لم يترك بريكست آثاره على وحدة أوروبا فقط، بل تعداها إلى داخل كثير من الأسر البريطانية لاختلاف وجهات النظر حوله. فبسبب التصويت لصالحه أو ضده قطع بعض الأشخاص الاتصال بأقاربهم لفترة طويلة.

لسنوات اختلف مايك ولرتون وابنته جو ويسلون حول مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” على غرار العديد من الأسر الأخرى التي تأمل في وضع انقساماتها جانباً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

مايك في سن الـ 76، وهو بين الناخبين الـ 56 بالمائة في مسقط رأسه تودموردن شمال بريطانيا الذين صوتوا لصالح بريكست خلال استفتاء وطني العام 2016. يقول مايك الذي يملك متجراً للألعاب القديمة “صوتت لصالح بريكست لأنني سئمت من الاتحاد الأوروبي”، مشيراً إلى تكلفة الانتماء للاتحاد. ويضيف المواطن البريطاني “أعتقد بأن الأمور ستكون أفضل كدولة مستقلة”.

وصوّت مايك لصالح بريكست رغم الرأي المخالف لابنته التي تعيش بين فرنسا وهونغ كونغ وابنه الذي تزوج من هولندية. بالنسبة إلى ابنته جو ويسلون فقد أحيا بريكست من جديد الفترة الأليمة التي عاشتها لدى طلاق والديها. وتقول الأستاذة البالغة الـ51 عاماً “الأمر سيان. فقد يكون الأمر مكلفاً للغاية والخسارة واضحة”.

خلافات خطيرة

الأب وابنته لا يعتبران الحالة الوحيدة في بريطانيا. وحسب عالمة الاجتماع كاثرين دايفيس من جامعة شيفيلد، بلغت الانقسامات داخل الأسرة الواحدة نقطة خطيرة في كانون الأول/ديسمبر 2019 خلال الانتخابات التشريعية التي حقق فيها رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون فوزاً ساحقاً، وهو من أكبر داعمي بريكست.

وبفضل الغالبية التي كان يتمتع بها في مجلس النواب، تفاوض جونسون مع بروكسل بشأن اتفاق بريكست الذي كان قد وصل إلى طريق مسدود، وأدى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير. وهذا الاتفاق سيترجم مساء 31 كانون الأول/ ديسمبر بنهاية تطبيق القواعد الأوروبية على الأراضي البريطانية.

وفي بعض الحالات قطع أقارب قنوات الاتصال لأشهر. وكثيرون منعوا التطرق إلى ملف بريكست في المنزل، في حين وافق آخرون على عدم التوافق. في هذا السياق تقول دايفيس “أثر بريكست على العلاقات بين الأفراد”. وقبل أسبوع من وصول بريكست إلى خواتيمه، يتجلى في الحياة اليومية مع مخاوف متزايدة من اضطرابات على الحدود ونقص في الأغذية والأدوية.

طي الصفحة؟

وتتوقع دايفيس ألا يكون بريكست مع الوقت من المواضيع الأكثر نقاشاً حتى إن لن تتمكن بعض الأسر من طي الصفحة نهائياً. وتضيف “أعتقد بأننا سنكون بحاجة إلى سنوات لتذليل بعض هذه المسائل. إنها مسألة قد لا تختفي تماماً”.

وقد يكون الخلاف داخل أسرة ولرتون الأقل ضرراً مقارنة بأسر أخرى. فقبل أشهر قال الوالد لابنته إنه لو سنحت له فرصة ثانية للتصويت فسيختار بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي دون العودة عن قناعته بأن وضع بريطانيا سيكون أفضل خارجه. و”أسف” للشكوك التي خلفها بريكست حول وضع ابنته المغتربة وزوجها اللذين قد لا يتمكنان من التقاعد في فرنسا كما كانا يخططان.

وحالت القيود المفروضة بسبب جائحة كورونا دون زيارة جو ويلسون والدها في بريطانيا هذه السنة بمناسبة الميلاد، ليتصالحا وجهاً لوجه. يبقى أن زوجة مايك الثانية من أشد المؤيدين لبريكست.

(أ ف ب)

ينشر بالتعاون بين الكومبس وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.