خمس حقائق عن جدري القرود ومصدر الفيروس

: 6/12/22, 7:42 AM
Updated: 6/12/22, 8:06 AM

هل سبب انتشار جدري القرود هو لقاح استرازينكا ضد فيروس كورونا أم أن مصدره المخابر العلمية؟ DW تابعت عدة ادعاءات شائعة وتحققت من بعض نظريات المؤامرة المنتشرة حول جدري القرود.مجرد كذبة إعلامية؟

الادعاء: يعتقد كثيرون من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه لا يوجد أصلا شيء اسمه جدري القرود، إنها مجرد خدعة. والصور التي يتم نشرها مع تقارير عن المرض، هي في الحقيقة صور قديمة أو لأمراض أخرى مثل القوباء. وحول ذلك تنتشر الكثير من الصور ولا سيما على تويتر للمقارنة وإثبات صحة هذا الادعاء.

نتيجة بحث DW: الادعاء غير صحيح

جدري القرود مرض حقيقي، والفيروس المسبب للمرض معروف منذ عام 1958، ومنذ عام 1970 معروف أنه ينتقل للبشر أيضا. ودائما كانت هناك إصابات بالمرض، لكنها كانت تقتصر على دول غرب ووسط أفريقيا. وفي نيجيريا هناك عدد كبير من الإصابات منذ عام 2017 تجاوز عددها الـ 500 حالة ومازالت مستمرة حتى اليوم.

الصور “القديمة” التي من المفترض أن تثبت أن التقارير عن جدري القرود كاذبة، أغلبها صور وكالات عن المرض، موجودة منذ سنوات لدى تلك الوكالات. ومن المعتاد أن يتم استخدام الصورة بشكل متكرر في التقارير حول المواضيع الطبية، لأن هذه الصور قليلة أصلا.

بعض مستخدمي موقع تويتر، ينشرون صورا لمقالات عن جدري القرود والقوباء بجانب بعضها، والتي تبدو متشابهة وهما مرضان مختلفان، ليثبتوا ادعاءهم بأن التقارير الإعلامية عن جدري القرود كاذبة.

يظهر بحث محرك البحث أن نص معلومات لحكومة كوينزلاند عن القوباء قد تم توضيحه فعلا بصورة تغريدة تويتر، لكن بالنسبة للمقالة المتعلقة بجدري القرود، فإن الأمر أكثير تعقيدا بعض الشيء: على الأقل منذ 19 مايو/ أيار 2022 لا يحتوي نص المعلومات المنشور في الموقع الصحي على صورة تويتر وإنما على صورة أخرى.

وإن نسخة قديمة للمقالة تعود إلى 17 تموز/ يوليو 2021 تظهر فعلا صورة لمرض القوباء قد تم نشرها لتوضيح جدري القرود، لكن في الأثناء تم تصحيح هذا الخطأ. وبالتالي فإن خطأ تحريريا في موقع ما لا يغير حقيقة وجود مرض جدري القرود.

جدري القرود سببه لقاح كورونا؟

الادعاء: لقاح استرازينيكا ضد كورونا يحتوي على فيروسات غدية ضعيفة كناقل للحمض النووي لبروتين فيروس كورونا. وبالنسبة لبعض المستخدمين يشير هذا إلى أن عدوى جدري القرود يعود إلى اللقاح.

نتيجة بحث DW: الادعاء غير صحيح

جدري القرود والفيروسات الغدية للقرود، حتى لو أن كلمة “قرود” قد توحي بارتباط ما بينهما، فإن كلا الفيروسين مختلفين ولا علاقة بينهما. كريستينه فالك، رئيسة الجمعية الألمانية للمناعة، تقول “سمي جدري القرود بهذا الاسم، لأنه تم اكتشافه لأول مرة عام 1958 بين مجموعة من القرود. لكن في الحقيقة مصدر الفيروس هي القوارض، وربما تكون القرود ناقلا وسيطا”.

الفيروسات الغدية بما فيها الفيروسات الغدية للشمبانزي، التي هي الأساس لمادة اللقاح الناقل، مختلفة تماما وهي غير فيروس جدري القرود وبخصائص مختلفة. بعض الأحيان قد تسبب هذه الفيروسات التهابات تشبه نزلات البرد. “وهناك بعض الفيروسات التي تم عزلها من الشمبانزي وتعديلها لاستخدامها في اللقاحات. ولا تتمتع أجسامنا بمناعة مسبقة مثل الفيروسات الغدية البشرية”. لذلك لا ترى فالك وخبراء آخرون أن لقاحات كورونا لا علاقة لها بتفشي مرض جدري القرود.

مصدر الفيروس مختبر في مدينة ووهان الصينية؟

الادعاء: يقال إن معهد ووهان لعلم الفيروسات قد أجرى تجارب باستخدام فيروسات جدري القرود، وبالنسبة للبعض هذه إشارة واضحة على التفشي الحالي للمرض. وهذا يذكر “بنظرية المختبر” وفيروس كورونا، التي يرى الباحثون أنها غير واردة، ولكن لم يتم استبعادها بشكل نهائي.

نتيجة بحث DW: الادعاء مضلل

في الحقيقة كانت هناك تجارب فحوصات PCR لجدري القرود. وهذا أمر لا خلاف عليه، ففي شباط/ فبراير 2022 أشارت دراسة للمختبر بشكل شفاف إلى هذا الأمر. ومع ذلك فإن هذه الدراسة جربت فقط جزء من الفيروس يحتوي على أقل من ثلث جينوم جدري القرود. ووفقا للدراسة، فإن هذا الجزء آمن تماما، حيث لا يوجد خطر من أنها قد تتطور مرة أخرى إلى فيروس معدٍ.

“لا توجد أدلة على أن فيروس جدري القرود مصدره أحد المخابر. فالفيروس موجود في البراري ضمن مجموعات الحيوانات في بلدان غرب ووسط أفريقيا. وتقريبا كل عام هناك تفشي محدود للفيروس بين البشر”. يقول د. مارك سليفكا الباحث في علم الفيروسات والمناعة، لـ DW.

ويتابع سليفكا موضحا بأنه من خلال تسلسل الجينوم، يمكن للعلماء التمييز بين سلالات الفيروس المختلفة. وبالتالي يمكن معرفة ما إذا كان الفيروس مرتبطا بسلالة فيروس جدري القرود في غرب أفريقيا أو وسط أفريقيا. ويضيف سليفكا “على حد علمي، أي من الحالات الأولية التي تم الإبلاغ عنها، لم يكن المصاب قد سافر إلى الصين قبل تشخيص إصابته”.

حتى منظمة الصحة العالمية أكدت أن كل الحالات التي تم تشخيصها حتى الآن مرتبطة بسلالة فيروس جدري القرود التي نشأت في غرب أفريقيا. ووفقا لورقة بحثية صادرة عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض (ECDC) ، فإن حقيقة حدوث المزيد من الحالات حاليا في أوروبا ربما ترجع أساسا إلى ما يسمى بأحداث موزعة في مشهد الرجال الذين يمارسون الجنس مع بعضهم نظرا لأن جدري القرود ينتقل بشكل أساسي عن طريق الاتصال المباشر مع الأغشية المخاطية.

هل جدري القرود “وباء”؟

الادعاء: في مواقع التواصل الاجتماعي ينتشر ادعاء بأن تفشي وباء جدري القرود قد تم التحضير له منذ فترة طويلة. وقد أثبتت هذا الأمر مناقشات في مؤتمر ميونيخ للأمن استندت إلى سيناريو جدري القرود. وأقام آخرون صلة مباشرة بين بيل غيتس وتفشي جدري القرود، حيث قيل إنه حذر مرارا من مثل هذا السيناريو.

نتيجة بحث DW: الادعاء مضلل

المحاكاة المستخدمة كدليل مزعوم لوباء جدري القرود المخطط له في مؤتمر ميونيخ للأمن 2021 موجودة بالفعل، أيضا مع سيناريو تفشٍ وهمي لجدري القرود في مايو/ أيار 2022. تم تطوير المحاكاة بواسطة مبادرة التهديد النووي كجزء من مؤتمر ميونيخ للفت الانتباه إلى الثغرات في تنسيق الوباء العالمي.

وتستخدم المخططات في العديد من السياقات للتحضير لسيناريوهات معقدة/ مخاطر أمنية ولاختبار العمليات أو التحقق منها مثلا. حقيقة أن مثل هذا السيناريو يحدث بالفعل، يشير إلى الطبيعة الواقعية للسيناريوهات، لكنه لا يثبت السببية والعلاقة.

السيناريو قريب أيضا، لكنه غير واقعي. فعلى سبيل المثال يكون مسبب المرض الحقيقي أقل عدوى وتختلف مسارات الانتقال عن السيناريو الموجود في مؤتمر ميونخ، وأوضحت مبادرة التهديد النووي (NTI) مؤخرا في بيان، أن “السيناريو الوهمي في تمريننا أشار إلى سلالة افتراضية هندسية من فيروس جدري القرود كانت أكثر قابلية للانتقال وأكثر خطورة من السلالات الطبيعية وانتشرت في جميع أنحاء العالم، وفي النهاية تسبب في غضون 18 شهرا في حدوث أكثر من 3 مليارات من الإصابات و 270 مليون حالة وفاة “.

مع التفشي الحالي لا يوجد سبب لافتراض أن مسبب المرض قد تم التلاعب به. ولا يعتقد أن العامل المسبب للمرض الحالي لديه القدرة على الانتشار بسرعة مثل نظيره الوهمي في تجربة المحاكاة، أو التسبب في ارتفاع معدل الوفيات، حسب المبادرة.

وفيما يتعلق بالادعاءات بشأن علاقة بيل غيتس بالمرض، فإنه على العكس يشارك منذ فترة طويلة من خلال مؤسسته الخيرية في الوقاية من الأمراض ويحذر من مخاطر الإرهاب البيولوجي والأوبئة منذ سنوات، على سبيل المثال تفشي مرض الجدري. وقد تمت مناقشة إمكانية حدوث تفشي مثل هذا المرض أو وقوع هجوم إرهابي بيولوجي بفيروسات الجدري، في العديد من المقالات. كما أن غيتس لم يذكر بشكل خاص جدري القرود في أحاديثه.

هل يستطيع كبير علماء الفيروسات الأمريكي، فاوتش التنبؤ؟

الادعاء: كبير علماء الفيروسات الأمريكي أنطوني فاوتشي قدم أموالا للبحث في خيارات العلاج للمرض حتى قبل تفشي مرض جدري القرود الحالي. بالنسبة للبعض يعد هذا مؤشرا قويا على أن هذا التفشي قد تم التخطيط له مسبقًا منذ فترة طويلة.

نتيجة بحث DW: الأمر مضلل

تمويل الأبحاث موجود بالفعل. فمنذ اكتشاف فيروس جدري القرود في عام 1958 ومعرفة أن الناس يمكن أن يصابوا بالعدوى منذ أكثر من 50 عاما، هناك بحث مستمر عن إمكانيات العلاج منذ ذلك الحين. وبالتالي فإن حقيقة وجود مثل هذه المشاريع البحثية ليست مفاجأة كبيرة في حد ذاتها. فالبحث عن “جدري القرود” على صفحات المشاريع البحثية في المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH) يكشف أن هناك مثل هذه المشاريع حول هذا الفيروس وعلاجه منذ سنوات. وفي الأوساط العلمية يتم انتقاد الاهتمام الضئيل للغاية بمثل هذه الفيروسات الخطيرة والأمراض التي تسببها، طالما أن العالم الصناعي المتقدم لا يعاني منها بشكل مباشر.

سيمونه شيرماخر/ ع.ج

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.