دار الفتوى الإسلامية تدعو الصائمين في رمضان الى الالتزام بتوجيهات هيئة الصحة العامة

: 4/22/20, 10:16 AM
Updated: 4/22/20, 10:16 AM
دار الفتوى الإسلامية تدعو الصائمين في رمضان الى الالتزام بتوجيهات هيئة الصحة العامة

الكومبس – ستوكهولم: تلقت “الكومبس” البيان التالي من مكتب الشؤون الدينية في دار الفتوى الإسلامية في السويد، حول شهر رمضان، إليكم نصه أدناه:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي جعل رمضان سيد الشهور وضاعف فيه الحسنات والأجور وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور،

يقول ربنا تبارك وتعالى في القرءان الكريم:
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

أياما معدودات ويتجدد لقاؤنا مع سيد الشهور، شهر البر والطاعة، شهر الصبر والصلاة، شهر التصدق والمواساة، شهر رمضان المبارك. وإنه ليسرنا في دار الفتوى الإسلامية في السويد أن نتقدم من المسلمين بأحر التهاني بهذه المناسبة التي تطل علينا بظروق استثنائية لم نشهدها في عصرنا الحديث من قبل. فجائحة كورونا التي اجتاحت المعمورة في شرقها وغربها مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والملايين من المصابين أثرت على استقبالنا لشهر رمضان هذا العام.

فحتى هذه اللحظة ما زالت توجيهات الهيئات الصحية في السويد تدعو إلى عدم التجمع وتدعو إلى المحافظة على مسافة عند أي لقاء بالآخرين مما يحد من استطاعتنا على القيام بنشاطاتنا الرمضاينة مثل الاحتفالات والإفطارات الجماعية والزيارات العائلية وصلاة التراويح وحضور مجالس العلم في المساجد وغير ذلك من أعمال الخير التي اعتدنا على القيام بها في السنوات السابقة. لكن بالرغم من هذا كله أبواب الخير كثيرة والأعمال النافعة التي يمكنك أن تقوم بها في رمضان كثيرة جدا بالرغم من الظروف الصعبة التي نمر بها فاغتنم أخي المؤمن هذه الأيام المباركة في طاعة الرحمن

أما عن دخول هذا الشهر الفضيل فلا بد لنا من وقفة لنبين الأحكام الشرعية في هذا فنقول، قال الله تعالى {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}. ورسولنا ونبينا وحبيبنا و قائدنا وقدوتنا محمد، عليه الصلاة والسلام يقول:
” صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين” رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن، فالأمر واضح وصريح وهذا هو المعيار والطريق لدخول شهر رمضان وانتهائه، وأقوال السلف والخلف في هذا واضحة وجلية لكل ذي بصر وبصيرة، وإجماع المجتهدين حجة وحق وهو قائم على ثبوت شهر رمضان بالمراقبة العيانية للهلال كما أرشد الشرع لا بالحساب ولا بأقوال الفلكيين فالتزموا أيها المؤمنون بقول رسولكم ولا تلتفتوا لأي مخالف لكلام سيد الخلق فلم يسبق في تاريخ الأمة الإسلامية أن عالما أو قاضيا أو خليفة أو إماما حدد دخول رمضان أو انتهائه قبل أسبوع أو شهر أو سنة كما نرى هذه العجيبة في أيامنا فليست العبرة بعدد الصفحات على الانترنت ولا العبرة بالتسميات الرنانة لهذا الجمع أو تلك المجموعة ولا العبرة برأي فلان وفلان ممن يخالف تعاليم الشرع الحنيف إنما العبرة باتباع الشرع واتباع ما قاله سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم الذي سن لنا رؤية الهلال لدخول الأشهر وانتهائها وهو الحق والحق أحق أن يتبع.

وبناء على هذا نؤكد لكم أن المراقبة هذه السنة ستكون بعد مغيب شمس يوم الأربعاء الموافق للتاسع والعشرين من شعبان ليعرف من المراقبة لا من الحساب متى يكون أول أيام رمضان، الخميس أو الجمعة. ولزيادة البيان سننشر عل صفحتنا كما اعتدنا أقوال العلماء سلفهم وخلفهم عن كيفية ثبوت رمضان وأنه لا عبرة بأقوال الفلكيين وأهل الحساب. ومن يريد زيادة تفصيل في هذا والتزود بالأدلة الشرعية التي تدل على كيفية دخول شهر رمضان يمكنه التواصل معنا ولن نتوانى ولن نقصر بالرد السريع بإذن الله.

أيها المسلمون إنّ رمضان هو شهر المواساة والتعاون بيننا وشهر المشاركة الكاملة للفقراء والمحتاجين في تحسين أحوالهم والتعرف على حوائجهم ليمد المسلم يد المعونة لأخيه المسلم من غير أن يمن عليه بالصدقة ومن غير أن يشعره بالمهانة والمذلة، فما أحوجنا إخواني في ظل انتشار كورونا أن نتفقد بعضنا وأن نلبي حاجات كبارنا وأن نمد يد العون لفقرائنا

فرمضان فرصة تأتينا كل عام فرصة لنشحن نفوسنا بالإخلاص والصدق والصبر والقناعة والتسامح وحسن المعاملة وغيرها من الأخلاق التي جاء بها الإسلام.

اللهم بلغنا رمضان وأنت راض عنا والطف بنا وعافنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا وارحم موتانا واشف مرضانا وعاف مبتلانا وتقبل منا صالح أعمالنا إنك على ما نسألك قدير وبعبادك لطيف خبير، والحمد لله أولا وآخرا وكل عام وأنتم بخير.

مكتب الشؤون الدينية
دار الفتوى الإسلامية في السويد
28 شعبان 1441 / 21 أبريل 2020

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.