دراسة تلقي الضوء على 100 عام من التطرف اليميني في دول الشمال
الكومبس – ستوكهولم: ألقت دراسة أجراها باحثون من دول الشمال الضوء على التطور التاريخي للتطرف اليميني في هذه الدول، بدءاً من انطلاقته في أوائل القرن الماضي ووصولاً إلى عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حيث تنتشر أفكاره بشكل لافت.
وأكدت الدراسة في استنتاجها ترابط التطرف اليميني في هذه الدول وتعاونه، معتبرة أنه مشكلة عابرة للحدود وتتطلب جهداً مشتركاً من حكومات دول الشمال لمواجهتها، لا سيما وأن هذه الدول تفتقد لأي منصة رسمية أو هيئة حكومية مختصة بمواجهة التطرف اليميني المتنامي.
الدراسة ذكرت أن التطرف اليميني يستخدم الانترنت كالمنصة الرئيسية لنشر أفكاره وتوسعه، وبات يركز على الأيديولوجية المتطرفة التي تستقطب الناس بدلاً من المنظمات التقليدية والحركات المنظمة ما يجعل التحدي أكبر أمام الحكومات.
ورغم تنوع أساليب الحكومات الشمالية في مواجهة التطرف، وجدت الدراسة مقاربة مشتركة ترتكز على التربية على الديمقراطية، وبناء المعرفة، والتعاون بين المدارس والخدمات الاجتماعية والشرطة كركائز أساسية.
المشرف على الدراسة روبن أندرشون مالمروس ينبّه في المقابل من تركيز دول الشمال على مواجهة التطرف والوقاية من التطرف لدى الأطفال صغار السن والشباب وتجاهل انتشاره بقوة في الفئات الأكبر سناً.
ولفت إلى أن سجلات الشرطة في دول الشمال تظهر أن المعدل العمري للمتطرفين بات 35 عاماً، ما يحتّم وجود جهود الكترونية للردع ومنع انجرار البالغين والأكبر سناً خلف الأيديولوجيات المتطرفة للحركات النازية والفاشية.
الدراسة المنشورة بدأت بمبادرة من مجلس وزراء دول الشمال، وضمّت باحثين من السويد والدنمارك والنرويج وفنلندا، درسوا خلالها مئة عامٍ من تطور التطرف اليميني في دول الشمال بدءاً بالتأثر بالنازية الألمانية والفاشية الإيطالية وصولاً إلى اليوم.
وكانت انطلاقة المبادرة سببها قبض النرويج على متطرف يميني كان يحضر لتفجير جامع في أوسلو في العام 2019، ما أثار جدلا كلامياً بين رئيسة وزراء النرويج السابقة التي اعتبرت أن التطرف اليميني الشمال مصدره السويد، وسياسي سويدي ذكّرها بتاريخ التطرّف في النرويج.
وينشط المتطرفون اليمينيون بشكل واسع في منتديات خاصة عبر الانترنت وكذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويركزون على نشر أفكارهم وشن حملات ضد خصومهم لا سيما الأحزاب اليسارية، كما ينشرون نظريات المؤامرة التي تلقى رواجاً واسعاً في صفوفهم.
وعادةً ما يركز هؤلاء على المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا وعلى المسلمين واليهود والاقليات كهدف لحملاتهم التحريضية.