ذهبت إلى عيادة في ستوكهولم لتجميل ذراعيها فخرجت “مشوهة”

: 3/10/23, 9:23 AM
Updated: 3/10/23, 9:23 AM

الكومبس – خاص: عثرت هالة خليل (اسم مستعار) على عيادة تجميل في أحد مواقع التواصل الاجتماعي. وتواصلت مع العيادة بغرض شد جسمها وتجميله، لكن هالة لم تكن تعرف، أن هذه “العملية البسيطة” ستشوه جسمها وتؤثر بشدة على صحتها النفسية.

في بداية خريف العام 2021 وجدت هالة البالغة من العمر 50 عاماً آنذاك صفحة لعيادة طبية على منصة إنستغرام. الصفحة كان لديها أكثر من 24 ألف متابع، الأمر الذي زاد من ثقتها.

تابعت السيدة الصفحة بتمعن وشاهدت الصور المنشورة من نتائج عمليات تجميل للوجه و الجسم، وقررت التواصل مع العيادة التي قالت إن لديها خبرة في عمليات شفط الدهون وشد البشرة.

التواصل الأول بين هالة والعيادة: “أنا عمري 50 عاماً وأود إجراء عملية”

كانت هالة تعاني من تراكم الشحوم في الأجزاء العلوية من ذراعيها وكان هذا الأمر يضايقها كثيراً لدرجة أنها كانت مستعدة للقيام بجراحة تجميلية للتخلص منه. في البداية كانت هالة تريد إجراء العملية خارج السويد ولكن بعد إصرار من عائلتها قررت التحري عن الأمر في السويد.

تواصلت هالة مع العيادة ووضحت طلبها. وبعد شهر تقريباً وصلها الرد بالموافقة على إجراء عملية شفط دهون وشد لذراعيها مقابل 25 ألف كرون، ذلك بعد تخفيض المبلغ من 30 ألف كرون، نصفها لشفط الدهون ونصفها الآخر لشد الجلد بعد الشفط.

في الـ22 من نوفمبر 2021 جاء اليوم المرتقب، حيث ذهبت هالة رفقة ابنتها إلى العيادة وسط ستوكهولم لإجراء العملية.

رسالة العيادة بموعد العملية

وقالت هالة إنها منذ لحظة دخولها إلى غرفة العمليات أحسّت بشيء “مريب”، “كان وضع الغرفة لا يدل على أنها غرفة مجهزة للعمليات. قضت الطبيبة حوالي 3 ساعات في الذراع الأولى وعندما بدأت في جراحة الذراع الثانية فُتح باب الغرفة عدّة مرّات وأصيبت بالقلق فأكملت الذراع الثانية في أقل من ساعة”.

اختلاف الزمن الذي استغرقته الطبيبة في جراحة الذراعين أثار شكوك هالة لكنها لم تقل شيئاً حينها. بعد العملية أخذت السيدة ابنتها وذهبتا لقضاء الليلة في فندق قريب حجزته لها العيادة.

وحسب وصف هالة لم يكن الفندق مجهزاً بطريقة تتوافق مع العناية ما بعد الجراحة، على سبيل المثال لم تحتو الغرفة على نافذة للتهوية وهو أمر مهم للجرح، هذا غير أن العيادة لم تعط المريضة أي نوع من الضمادات أو المعقمات كما وعدتها قبل العملية.

ألم يصبك الشك في زياراتك الأولية للعيادة؟

“كل شيء كان طبيعياً وحرفياً ولم أشك للحظة، خصوصاً أنني رأيت عدداً من الصور، لكن الشك بدأ متأخراً لأن ذراعي كانا تحت المشرط. حينها فقط بدأت أرى بعض إشارات عدم حرفيتها وإتقانها لما تفعل”.

وروت هالة أنها عندما تعبت من رفع ذراعيها إلى الأعلى أثناء العملية جاءت الطبيبة بكيس بلاستيكي علقته في الأعلى لكي تمسك به المريضة. وأضافت “الغرفة كانت بعيدة كل البعد عما يمكن تسميته بغرفة عمليات”.

بعد العملية بيوم واحد تواصلت هالة مع العيادة لأنها لاحظت أن هناك فرقاً في حجم الذراعين، لكن الطبيبة أخبرتها حينها أن الفرق سببه الانتفاخ بعد العملية. مضى شهر ولم يتغير الأمر فتواصلت هالة مع العيادة مرة أخرى وقررت الطبيبة، بعد إصرار شديد من قبل هالة وعائلتها، إصلاح الأمر بعملية جديدة على مرحلتين، الأخيرة منهما دون تخذير.

تقول هالة “انفتحت قطب الجرح بعد العملية الأولى بفترة قصيرة لكنها تركتني أنتظر أكثر من ثلاثة أسابيع. كنت أتصل وأقول إن الأمر يؤذيني لكنها لم تبالِ لأنها كانت مسافرة. وعند عودتها أجرت عمليتين في كل ذراع والنتيجة هي أن الدهون لم تشفط وذراعاي لا تزالان مشوهتين”.

عينة عن شكل ذراع هالة بعد العملية

واتهمت هالة العيادة بالتهرب منها عندما أحسّت بعدم رضاها عن وضعها الصحي ورغبتها الملحة إمّا بإصلاح الأمر أو باسترداد نقودها.

وقالت إن الأمر بدأ بتجاهل تام لرسائلها ومكالماتها وانتهى بمسح رسائل كانت بين المريضة والعيادة للتخلص من أي دليل. أما صفحة العيادة على الإنستغرام فتغيرت كلياً اسما وشكلاً. وعندما حاولت السيدة التردد على العيادة عساها تجد الطبيبة وتتحدث معها لم يكن لها أي أثر.

الآن وبعد سنة وثلاثة أشهر من العملية مازالت هالة غير راضية عن وضع ذراعيها ولم تحصل بعد على أجوبة شافية من صاحبة العيادة التي مازالت تتهرب منها.

يُذكر أن الصفحة التي تواصلت معها هالة لإجراء العملية كانت تحمل اسم A Estethic Expert وليس للصفحة نفسها أثر على وسائل التواصل الاجتماعي حالياً. وتواصلت الكومبس مع الشركة الجديدة التي تدير العيادة حالياً فنفت المالكة علمها بكل الاتهامات وقالت إنها تسلمت العيادة، بما فيها رقم الهاتف الذي استخدم للتواصل مع المريضة المتضررة، منذ بضعة أشهر، في حين أن العملية أجريت في العام 2021.

خلف هذا الباب أجريت عملية التجميل في غرفة لم تكن مجهزة على الإطلاق حسب وصف المريضة

وعند البحث في السجلات وُجد أن هناك شركة نشطة مسجلة بالفعل تحت هذا الاسم لكن التسجيل تم في العام 2022. وعند التدقيق في أسماء أعضاء مجلس إدارة الشركة يلاحظ اسمان لسيدتان، إحداهما تحمل اسم الطبيبة المفترضة التي أجرت العملية للمريضة.

وفي الثاني من مارس 2023 زارت الكومبس العيادة التي أجريت فيها العملية للمريضة المتضررة. على الباب كان اسم العيادة القديم Estethic Expert ظاهراََ للعيان لكن من دون أي رقم هاتف. وللتواصل مع العيادة لم يكن هناك سوى ملصق يشير لموقع حجز المواعيد bokadirekt دون أن يوجه إلى عيادة معينة.

إلى جانب اسم العيادة كان هناك ملصق لعيادة أخرى متخصصة بعلاج البشرة. ويبدو أن هناك امرأتان تتقاسمان المكان، الأولى لطبيبة التجميل، والثانية تعمل في مركز العناية بالبشرة. وعند الاتصال مع العيادة الجارة المتخصصة بعلاج البشرة وسؤالها عن عيادة التجميل لم تُظهر صاحبة المكان أي استغراب عند سماعها اسم الطبيبة نفسها التي أجرت العملية، لكنها قالت إنها لا تذكر آخر مرة رأت فيها صاحبة عيادة التجميل وأن كلا الجارتين ستتركان العنوان بعد حوالي أسبوع من حديثنا.

الزبونة المتضررة وهي تشير إلى العيادة التي أجرت بها العملية. “وراء هذا الباب شوهت جسمي”

وبعد مكالمات هاتفية عدة من خارج المكان فتحت معالجة البشرة الباب وسمحت لنا بدخول المكان. بمجرد دخولنا أصبحت المريضة تشير إلى باب مغلق وتقول إنها نفس الغرفة التي أجريت فيها العملية. معالجة البشرة قالت إنها لا تعرف أي شيء عن القيام بعمليات تجميل في الغرفة المجاورة وقالت إنها لم تر الطبيبة المفترضة منذ أشهر، كما أنها رفضت فتح باب الغرفة التي أجريت فيها العملية.

وبعد فترة قصيرة من الحديث مع المعالجة، قوطع الحديث من قبل شخص آخر ظهر من غرفة داخل المكان وطلب منا مغادرة المكان على الفور. وقال “لا يحق لكم التواجد هنا. يمكنكم القدوم عندما تعود صاحبة العيادة التجميلية لكنها ليست هنا الآن. نحن لا نريد الانخراط بأي مشاكل معها لاحقاً”.

هالة التي تراقب صفحة العيادة على مواقع التواصل لاحظت أن العيادة مازالت نشطة وتنشر صور عمليات مختلفة لشد الوجه، ورفع الصدر وغيرها. وتقول “أنا على ثقة بأن هذه الطبيبة مازالت نشطة وتمارس عملها وربما في مدن ودول أخرى، ليس فقط في السويد”.

يذكر أن هالة تواصلت مع الشرطة لرفع دعوى على العيادة بعد أن فقدت الأمل في أن تعيد لها الطبيبة حقها. فأحالتها الشرطة إلى هيئة الشكاوى في مفتشية الصحة والرعاية الاجتماعية وهي الآن في انتظار الرد.

أثر العملية بعد حوالي سنة وثلاثة أشهر

تقول هالة “لن أسكت عن حقي. لقد ذهبت بذراعين طبيعيتين مع بعض الترهلات وعدت بذراعين مشوهتين. أعاني من عواقب هذه العملية إلى الآن. جسمي مشوه وثقتي بنفسي مهزوزة، فضلاً عن الخسارة المادية. كان بإمكاني الذهاب إلى الخارج وإجراء العملية بثمن أرخص. اعتقدت أن الوضع أكثر أماناً في السويد، لكني كنت مخطئة. توخوا الحذر قبل أن تضعوا أجسامكم تحت أيدي أي شخص يدعي أنه طبيب ولهُ خبرة”.

ما غرضك من الحديث عن الأمر مع الإعلام؟

“أريد أن أحذر غيري من الوقوع ضحية الخطأ نفسه”

قالت المتضررة: “قد ذهبت بذراعين طبيعيتين مع بعض الترهلات وعدت بذراعين مشوهتين. أعاني من عواقب هذه العملية إلى الآن”.

ويذكر أن السويد شددت في العام 2021 قانون حماية الأفراد عند قيامهم بعمليات تجميل. ووفقاً للقانون يُسمح فقط للأطباء المرخصين أو أطباء الأسنان ذوي المهارات المتخصصة بإجراء العمليات الجراحية التجميلية، كما يجوز فقط للأطباء المرخصين أو أطباء الأسنان أو الممرضات إجراء علاجات الحقن التجميلية.

هديل إبراهيم

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.