رحاب إحدى ضحايا الختان: إنه جرحٌ غائر بالجسد والروح

: 3/7/21, 9:44 AM
Updated: 3/7/21, 9:44 AM
رحاب إحدى ضحايا الختان: إنه جرحٌ غائر بالجسد والروح

رحاب سلمان، سويدية من أصل سوداني، هي واحدة من النساء اللواتي تعرضن لعمليات الختان، عندما كانت فتاة صغيرة في التاسعة من عمرها. وقد أجريت لها عمليتان بعد فشل العملية الأولى.

تقول رحاب التي حلّت ضيفة على سارة سيفو في برنامج “الكومبس والناس”، ” كنت اعتقد أن هذا أمر اعتيادي نظراً لصغر سني…كل ما أتذكره أنها كانت عملية موجعة …استخدموا أدوات بدائية بدون أي تخدير…حتى الآن أشعر بالألم عندما أتذكر ما جرى لي”.

وتشير إلى أن جدتها أصطحبتها إلى امرأة متقدمة بالسن من سكان قريتها، كانت متخصصة بإجراء هكذا عمليات، رغم أنها لم تكن طبيبة رسمية.

يجرم القانون السويدي، عمليات ختان الإناث، وقد تصل عقوبة المتورطين فيها إلى السجن كحد أقصى، 4 سنوات، كما أنه في حال شككت مؤسسة الخدمات الاجتماعية “السوسيال” في تعرض أو احتمال تعرض، فتاة ما لعملية ختان فإنه من الممكن سحب الفتاة من عائلتها.

وقد خصصت السويد، 530 مليون كرون، لمشروع التوعية الجنسية ومكافحة الختان في الدول الأفريقية عن طريق منظمة (سيدا) للمساعدات، لتقديم الدعم الى النساء في الدول الواقعة جنوب الصحراء الأفريقية، ومع ذلك تشير الإحصاءات إلى وجود حوالي 40 ألف امرأة مقيمة في السويد، أجريت لهن عمليات ختان.

الختان…اغتصاب وإهدار لكرامة الإنسان

تقول رحاب إنها مع مرور السنوات، وخلال مراحل دراستها، بدأت تشعر أنها مختلفة عن بقية الفتيات وأن هناك شي في جسدها استؤصل منها. “شعرت بنفسي أنني إنسان ناقص…الختان جرح غائر بالجسد والروح… إنه شيء بشع”.

وشبهت رحاب عملية الختان، بالاغتصاب وأن أثارها الجسدية والنفسية لا تزال مستمرة حتى الآن، معتبرة إياها بأنها إهدار لكرامة الإنسان.

الآثار النفسية والجسدية للختان

وعن تداعيات الختان على المرأة، تؤكد رحاب أنها، من أولى هذه التداعيات، البرودة الجنسية بين الرجل والمرأة وهذا ما يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية حيث تنحرم المرأة من الشعور التي تحس به المرأة الطبيعية عند ممارسة الجنس.

وفضلاً عن ذلك، يسبب الختان للمرأة، آلاماً خلال الدورة الشهرية وأحيانا مشاكل سلس البول والعقم، ناهيك عن أن العديد من الفتيات، توفين خلال إجراء العملية لهن جراء النزيف الحاد، وتحذر أيضاً من أنه في حال كانت الأدوات المستخدمة في العملية غير معقمة قد تنقل للفتاة أمراض عدة مثل، الإيدز.

وترى رحاب أن المسؤولية لا تقع فقط على الأم والأب بل على المجتمع ككل مشيرة إلى أن في بلدها وحتى وقت قريب، كانت مثل هذه الأفعال غير مجرمة بالقانون، خصوصاً أن رجال الدين يشجعون على إجراء الختان، رغم أنها ليست عادة إسلامية.

واعتبرت أن أهلها ومجتمعها ارتكبا جريمة بحقها ومع ذلك فإن عائلتها لا تزال متمسكة بهذه العادة.

وتعدد رحاب 3 أنواع للختان وهي:

الأول استئصال البظر، ويسمى “ختان السنة”، والثاني استئصال البظر وما حوله ويسمى “الختان الفرعوني”، والثالث استئصال كل الجهاز التناسلي للمرأة وخياطته وإبقاء فتحة المهبل.

دفع تعرض رحاب للختان، وما رافق ذلك من تداعيات إلى انضمامها لمنظمات اجتماعية سويدية مناهضة للختان، تعمل على التوعية من مخاطرها على المرأة نفسياً وجسدياً، وقد قوبل هذا الشي برفض من أهلها، الذين وصفوا موقفها بالمعيب والمعارض لعادات المجتمع وتقاليده.

توعية المجتمع

وحول ما هو المطلوب لمواجهة هذه الظاهرة؟ تقول رحاب للكومبس، ” إن أهم شيء يجب فعله هو، توعية المجتمع عن طريق منظمات المجتمع المدني، وألا تقتصر جهود التوعية على المدن بل أن تتوسع لتشمل المناطق النائية في بعض البلدان التي تكثر فيها عمليات الختان”. وتختتم حديثها معنا بالقول، ” عاملوا بناتكم كأنهن بشر”

باحثة: ختان الإناث لا علاقة له بالشريعة الإسلامية

من جهتها، تصف الباحثة الاجتماعية والناشطة النسائية، مريم المزوق، الختان بأنها ظاهرة بالية، لا تزال موجودة في بعض دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وحتى أن بعض المهاجرين جلبوها معهم إلى دول الاغتراب في أوروبا وأميركا.

وتقول، “إن هذه الظاهرة من أقسى مظاهر العنف والاضطهاد ضد المرأة، ونوع من التمييز الجنسي بين المرأة والرجل.. هي عبارة عن استئصال عضو من جسم الفتاة، فقط لأنها أنثى” مشددة على أنها ليس لها أي علاقة بالشريعة الإسلامية وإنما نتيجة عادات بالية وقديمة.

وحول عمليات الختان في السويد، أوضحت المزوق، أنه توجد بعض العمليات تجرى في السويد بطريقة غير شرعية وسرية، باعتبار أن القانون السويدي يجرمها لأن حقوق المرأة وكرامتها مصونة في هذا البلد، مشيرة إلى أن أغلب تلك العمليات تجرى في الخارج.

سارة سيفو

رحاب ضيفة سارة سيفو ضمن برنامج الكومبس والناس عن ختان الإناث

لمشاهد اللقاء

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.