عانت أياماً من وجع البطن دون أن يعرف الأطباء إصابتها بالفايروس ابنها سرتيب: خذوا
المرض على محمل الجد.. كورونا ليس مزحة
الكومبس – خاص: “المحبة
والسلام”.. وصية أخيرة لامرأة قضت حياتها تعطي المحبة وتبحث عن السلام.
تريزية صليوا جرجيس، داهمها الكورونا في ستوكهولم بالسويد وهي التي غادرت العراق منذ 1996، لينهي حياتها في عمر 78 عاماً.
أحباء كثر يبكونها
أولهم زوجها وأبناؤها الخمسة وأحفادها العشرة.
لم يكن أحد يشك
بإصابتها بالمرض المستجد كوفيد-19، خصوصاً أنها اتخذت احتياطها مبكراً وعزلت نفسها
مع زوجها في البيت، فيما كان أبناؤها حذرين في التواصل معهما.
يقول ابنها سرتيب
عيسى عودا (56 عاماً) لـ”الكومبس” “قبل نحو 10 أيام شكت والدتي من
أوجاع حادة في البطن. نقلناها إلى قسم الطوارئ في مستشفى “سانتيورا” غير
أنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يخطر في بالهم أنها قد تكون مصابة بكورونا”.
عادت تريزية إلى
المنزل غير أن آلام البطن لم تفارقها، ذهبت إلى المركز الصحي، لكن أيضاً دون جدوى.
“في اليوم
الثالث ازداد وضعها الصحي سوءاً، خصوصاً أنها تعاني في الأصل مرض القلب والسكري. توسلنا
إلى الطوارئ في مستشفى سانتيورا لتقديم الرعاية لها، فنجحت محاولتنا ونقلوها
بسيارة الإسعاف من المنزل” يقول سرتيب.
ويضيف “هناك
أدخلوها في حجر صحي. ولاحظ أحد الأطباء مشكلات في الرئتين فطلب إجراء فحص كورونا.
وبعد يوم تأكدت إصابتها بالفايروس”.
أوصيكم بالمحبة والسلام”
ويتابع
“نُقلت أمي إلى مستشفى هودنغيه. كانت حالتها تزداد سوءاً. الساعة الثالثة فجر
الثلاثاء الماضي تدهورت حالتها، وفي الصباح تأكد الأطباء
أنه لا يمكن إنقاذ حياتها فطلبوا منا القدوم لوداعها”.
“ذهبنا
لوداعها” يقولها سرتيب، رغم أن كلمة وداع تخرج بصعوبة من بين شفتيه. ويتابع
“سألتها: هل تريدين أن تقولي لنا شيئاً، قالت: أوصيكم بالمحبة والسلام”.
يقول سرتيب
“في المستشفى زودونا ببعض أدوات الوقاية كالكمامات والنظارات والقفازات ولباس
نايلون لنتمكن من الدخول إليها. يتحدثون كثيراً في المستشفى عن نقص في أدوات الوقاية.
لاحظنا مثلاً أن الكادر لا يملك أغطية الوجه الزجاجية”.
وعما إذا كانت
العدوى قد انتقلت إلى أفراد العائلة، يقول سرتيب “أخذنا جميعاً الاحتياطات
اللازمة وعزلنا أنفسنا. شخصياً أشعر ببعض أعراض المرض كالسعال الجاف والرشح. أعزل
نفسي جيداً وأراقب صحتي خصوصاً أني أعاني من السكري. أخي أيضاً يشعر بأعراض أقوى
ويعزل نفسه”.
بات معلوماً في
السويد أن السلطات الصحية اتخذت قراراً بعدم فحص المشتبه بإصابتهم بكورونا إلا إن
احتاجو لرعاية طبية.
“كورونا ليس مزحة” يقول سرتيب
ويبين سرتيب أن
“الرعاية الصحية تقول إنه سيكون
بالإمكان في المستقبل القريب إجراء فحص لمعرفة ما إذا كان المرء قد أصيب بالمرض”.
أجّلت العائلة
مراسم عزاء تريزية بسبب الظرف الصحي الذي تمر به السويد، واكتفت بتلقيه عبر
المكالمات الهاتفية والرسائل النصية.
“كورونا ليس مزحة” يقول سرتيب. ويضيف موجهاً رسالة للقراء “خذوا المرض على محمل الجد. احموا أنفسكم وآباءكم وأمهاتكم لأن خسارة الأحبّة أعظم ما يواجه المرء”.
سرتيب طلب من “الكومبس” نشر صورة من شهادة طبية وصلت العائلة اليوم.
يقول: ” والدتي توفيت يوم 23 آذار/ مارس 2020، وبتاريخ 20 آذار، يكتب المركز الصحي ان صحة والدتي سليمة والتحاليل جيدة”!
