الكومبس ـ خاص: سنة وخمسة أشهر مرت على مكوث سليم ( اسم مستعار) 54 عاماً في غزة منتظراً الخارجية السويدية أن تخرجه من الحرب الدائرة هناك.

الكومبس نشرت قصة سليم في أبريل 2024 وبينت كيف أن سليم عاد إلى غزة من السويد لينقذ مصنعه وشقاء عمره ولكنه تفاجئ بأن الوضع تدهور أكثر فقرر العودة على الفور ولكنه لم يستطع.

عادت سناء “اسم مستعار”، زوجة سليم للتواصل من جديد مع الكومبس وتتكلم عن معاناة زوجها الباقي في غزة داخل خيمة في المواصي وهو لديه مرض السكر، وكذلك عن معاناتها وأطفالها خلال الفترة الماضية نتيجة غيابه عنهم.

وشرحت كيف أنها لم تتوقف لحظة عن التواصل مع الخارجية السويدية، أملاً في إجلاء سليم من هناك ولكن دون جدوى إضافة لمحاولاتها في السؤال عن أي طريق يمكّن سليم من الخروج من غزة ولكن أيضاً دون فائدة.

مع بدء الحرب مرة أخرى في غزة، تفاجأت الزوجة بتلقيها رسالة من الخارجية السويدية باللغتين الإنكليزية والسويدية مكتوب فيها: “إن كان لديك أحد في غزة فقط أجب بنعم أو لا”.

أثارت الرسالة، غضب الزوجة بسبب تواصلها الدائم مع الخارجية ومن المفروض من وجهة نظرها أن تكون الخارجية على علم بوجود زوجها هناك وهو ما اعتبرته استهتاراً من الخارجية وعدم اكتراث بالعالقين في الحرب.

تواصلت الخارجية بعد ذلك مع الزوجة وأخذت المعلومات بخصوص جواز السفر وأخبروها كما تقول بأنه كان من المتوقع أن يقوموا بإجلاء مجموعة من العالقين السويديين ولكن لم يحدث شيء من ذلك.

عبّرت سناء عن مشاعرها وقالت: “صعب جداً هذا الشعور أن تتأمل العائلة إخراجه وهو كذلك يفرح ويتأمل بالخروج كالمتعلّق في قشة بين كومة قش ولكن نحبط جميعاً بعدها ومن ثم يعود موظفو الخارجية ليقولون بأن الأمر ليس بيد الخارجية وبأنها تنتظر موافقة السلطات المحلية” .

تتابع سناء:

“زوجي أخطأ وذهب إلى غزة ولكنه بالنهاية مواطن سويدي وعاش في السويد 22 عاماً، وعمل فيها ونحن عائلة منتجة وفاعلة في السويد ونقوم بدفع ضرائبنا وأحد أولادي طبيب والآخر مهندس وأولادي الباقون في الجامعات والمدارس. لقد أصبحنا جميعاً مرهقين ونحن نعيش حالة الخوف والترقب.”

تتابع الزوجة: “يصعب عليّ كثيراً أولادي الصغار وهم يعيشون حالة الذعر والخوف على والدهم، وكلما تواصلت مع الخارجية السويدية يقولون لي انتظري، إلى متى سأنتظر؟ إلى أن يحضروه بالتابوت؟”

تتساءل الزوجة عن موقف السويد وكيف لا يكون محاذياً لمواقف الدول الأخرى وقدرتها على إجلاء رعاياها كألمانيا مثلاً.

حال سليم في غزة

تواصلت الكومبس مع سليم في غزة وسألته عن حاله هناك فقال:

“الوضع سيئ جداً، لقد نزحنا مرة أخرى تحت القصف والرصاص وأنا حالياً في مرحلة البناء لخيمة جديدة والخيام عبارة عن افران حرارية بسبب ارتفاع درجة الحرارة لما يفوق ال 32 درجة وأرسل لنا صورة الخيمة.”

Screenshot

رد الخارجية السويدية للكومبس بخصوص العالقين في غزة

تواصلت الكومبس مع الخارجية السويدية، وسألتها عن وضع سليم وأوضاع السويديين العالقين في غزة وعما إن كانت هناك محاولات جديدة لإخراج العالقين هناك في ظل الحرب الأخيرة وأجاب القسم الصحفي بأن وزارة الخارجية تقدّر أن حوالي خمسين سويدياً قد يكونون لا يزالون في غزة، لكن هذا العدد مرتبط بدرجة عالية من عدم اليقين.

وأكدت أن وزارة الخارجية تعمل، قدر الإمكان، على مساعدة السويديين، الذين أعربوا عن رغبتهم في مغادرة غزة وما زالوا هناك. إضافة إلى متابعة وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية المعنية، التطورات عن كثب، بما في ذلك ما يتعلق بالفرص المستقبلية لمغادرة المواطنين الأجانب من غزة.

ولم تحصل الكومبس على تعليق على حالة سليم لأن وزارة الخارجية لا يمكنها التعليق على حالات الفردية.

وأضاف القسم الصحفي للوزارة بأنه منذ أكثر من عشر سنوات، أصدرت وزارة الخارجية تحذيراً بشأن جميع الرحلات إلى غزة. يشير مثل هذا التحذير إلى أن الوضع الأمني ​​يُعتبر خطيراً للغاية، وغير مستقر، أو يمكن أن يتغير بسرعة. كما أن التحذير من السفر إلى غزة صادر نظراً لصعوبة أو استحالة تقديم الدعم القنصلي من قبل السويد لأولئك الذين يقيمون هناك. وقد ازدادت هذه الصعوبة بسبب الحرب.

وكانت قد أكدت وزارة الخارجية السويدية في وقت سابق، أن ستة مواطنين سويديين تمكنوا من مغادرة قطاع غزة عبر معبر “كرم أبو سالم” بين غزة وإسرائيل، في أول عملية إجلاء رسمية تنفذها السويد منذ مايو 2024.

ووفقاً لصحيفة Svenska Dagbladet، فقد تم تنفيذ هذه العملية في 12 مارس بالتعاون مع “السلطات الأجنبية المعنية”، حيث سينُقل المواطنون السويديون إلى الأردن تمهيداً لوصولهم إلى السويد.

وتمكن حوالي 600 سويدي من مغادرة غزة، منذ اندلاع الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر 2023، غير أن إغلاق معبر رفح بين غزة ومصر في مايو الماضي، حال دون تمكن الخارجية السويدية من تنفيذ أي عمليات إجلاء رسمية.

وتقدّر الخارجية السويدية أن حوالي 50 سويدياً لا يزالون داخل قطاع غزة، لكنها شددت على أن هذا الرقم غير دقيق بسبب الوضع غير المستقر هناك.

وأكدت الوزارة أنها تعمل على مساعدة السويديين الراغبين في مغادرة القطاع، في حال توفر الظروف المناسبة.

ريم لحدو