الكومبس – ستوكهولم: شهد عدد الأطفال الصغار في السويد الذين يصابون بالسكري من النوع الأول زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة.

وبين عامي 2018 و2022، ارتفع عدد حالات الإصابات الجديدة التي تم تشخيصها لأطفال قبل سن الخامسة بنسبة 62 بالمئة، وفق إحصاءات جديدة قدمتها مؤسسة مكافحة السكري لدى الأطفال Barndiabetesfonden.

وتلقى 283 طفلاً صغيراً العلاج من السكري من النوع الأول في السويد في العام 2019، فيما ارتفع هذا العدد إلى 460 طفلاً في العام 2022.

باحث في السكري: تطور مخيف

الباحث في مرض السكري من النوع الأول أوكي لينرمارك قال “إنه لأمر مخيف أن نرى السكري من النوع الأول ينتشر بين الأطفال الأصغر سناً. هذا شيء يجب أن نفكر في كيفية التعامل معه، سواء في البحث أو في الرعاية الصحية”.

ولفت إلى أنه عندما يصاب الأطفال الصغار بالمرض، يكون تطور الحالة غالباً سريعاً وخطيراً، لافتاً إلى أن ما يقرب من ثلث الأطفال الذين شملتهم الإحصائية احتاجوا إلى رعاية طبية مكثفة.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن العديد من الحالات لم تؤخذ على محمل الجد من قبل مراكز الرعاية الصحية.

دور لجائحة كورونا

من ناحيتها قالت الخبيرة في مؤسسة السكري لدى الأطفال، أوسا ستوريستيغ في تصريح لـ TV4 أن هذا الاتجاه لم يكن شائعاً قبل 40 إلى 50 عاماً، حيث كان نادراً جداً أن يصاب الأطفال دون سن السادسة بالسكري من النوع الأول. ولفتت إلى أن “عدد الحالات يتزايد اليوم بشكل كبير ولا أحد يعرف السبب الدقيق وراء ذلك”.

وأشارت الخبيرة إلى أن جائحة كورونا قد تكون سبباً مساهماً في هذه الزيادة الكبيرة.

وأضافت أن “هناك نظريات تشير إلى ارتباط بين إصابة الأمهات بفيروس كورونا قبل الحمل ونقل مناعة معينة إلى الأطفال”، معتبرة أنها واحدة من التفسيرات الممكنة التي يتم دراستها من قبل الباحثين.

السويد الثانية عالمياً في نسبة المصابين بالمرض

يُذكر أن السكري من النوع الأول مرض مناعي ذاتي. وما يزال الباحثون عاجزين عن تحديد السبب وراء تحفيز جهاز المناعة لتدمير إنتاج الأنسولين في الجسم، وهو ما يسبب المرض.

وتحتل السويد المرتبة الثانية عالمياً في نسبة الإصابة بالسكري من النوع الأول، خلف جارتها فنلندا التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً.