الكومبس -خاص: تحتفل السويد في 18 مارس كل عام بيوم سائقي الحافلات (Bussförarens dag) منذ العام 2014 تقديراً لعمل هؤلاء الأشخاص واستذكار أهميتهم في المجتمع. وعلى صعيد عالمي تم الاحتفال بيوم سائق الحافلة للمرة الأولى في مدينة سياتل الأمريكية العام 2009، لتنضم السويد بعد خمس سنوات إلى قائمة الدول التي تحتفل بهذا اليوم.
عبدو مالكة (55 عاماً) من سوريا يعمل سائق حافلة منذ العام 2017 يقول للكومبس “أحب عملي جداً لأنني أرى الوجوه المبتسمة وزملائي الذين يمثلون العديد من الثقافات والأديان، فأرى السويدي والعربي والأجنبي وكأننا جميعاً عائلة واحدة. وبالطبع كما في أي مهنة أخرى فإننا معرضون لأن نقابل أشخاصاً سلبيين وغاضبين في الوقت ذاته، لكن الأهم هو احترام بعضنا”.
جاء عبدو إلى السويد منذ العام 1983 وكان حينها بعمر 12 عاماً وبعد الانتهاء من دراسته الثانوية عمل في العديد من المهن مثل (terminalarbetare) لمدة 10 سنوات، إضافة إلى عمله في المدارس، لكنه قرر الانتقال إلى مهنة سائق الحافلة، وهو يعمل حالياً في مناطق متنوعة في مدينة يوتيبوري مثل هسنغن وبارتيله ضمن شركتين مختلفتين هما Transdev، وkeolis.
يتحدث عبدو عن الصعوبات التي يواجهها في عمله بالقول “إن الجلوس مدة طويلة أثناء القيادة تؤذي صحتنا البدنية ولهذا يقدم بعض أرباب العمل لسائقي الباصات خصومات ومبلغاً من المال من أجل زيادة النشاط الحركي ومن أجل تفادي إصابات العمل، ومن الصعوبات الأخرى التي نواجهها أن بعض المتهورين من سائقي السيارات يحاولون تجاوز سائقي الحافلات دائماً رغم أن الأولوية تكون لنا في بعض الطرقات خصوصاً عند الخروج من موقف الحافلات، وهذا الأمر يزيد خطر الحوادث بشكل كبير”.
ويوجه عبدو رسالة لزملائه الذين يعملون سائقي حافلات في السويد قائلاً “أنتم عظماء، لأنكم تساعدون الجميع في الوصول إلى أعمالهم وأشغالهم، وتحرصون على إيصال جميع المسافرين بسلامة وأمان”.
“مهنة متعبة”
محمد بشير الزعبي من سوريا عمل سائق باص سابقاً في مدينة يوتيبوري، يقول للكومبس” أنا الآن أعمل سائق شاحنة (lastbilsförare) لكنني عملت سابقاً سائق باص لمدة عامين مع شركة Transdev في يوتيبوري لكن لم يحتفل بي أحد خلال هذا اليوم. علمت للتو أنه يوجد هكذا تقليد حول العالم”.
ويضيف “يعتقد كثيرون بأن مهنة سائق الحافلة تتطلب التركيز فقط على القيادة لكنها تتطلب أيضاً تركيزاً جسدياً وذهنياً كبيراً على البيئة الداخلية للباص وعلى البيئة الخارجية أيضاً ولذلك هي مهنة متعبة”.
ويذكر محمد أنه في البداية عمل ضمن الكراجات الداخلية لشركة Transdev قبل أن ينتقل للعمل في الميدان سائق حافلة بعد أن أتم التدريبات الخاصة وحصل على شهادة السياقة الخاصة بالمهنة. وعن الصعوبات التي واجهها يقول “إن التعامل مع شخصيات مختلفة من المسافرين هو أمر صعب ويحتاج إلى مهارات عالية من ضبط النفس وغيرها. أتذكر أنه في يوم ما صعد إلى الباص محموعة من الأشخاص سكرانين في وقت متأخر من الليل وبدؤوا الحديث بصوت مرتفع وتشاجروا لاحقاً ورائحة الباص أصبحت مؤذية للركاب الآخرين، ولهذا كان يجب تبديل الباص من أجل الحفاظ على بيئته الداخلية وتهويته بشكل جيد”.
راما الشعباني
يوتيبوري