الكومبس – خاص: شكا سائق باص في مقاطعة سكونا من ظروف عمل مرهقة يعاني منها سائقو شركة المواصلات في المقاطعة Skånetrafiken. وقال السائق للكومبس “نحن نعمل من 12 إلى 13 ساعة دون استراحة، تعبنا وأُرهقنا ولا أحد يسمع النداء”.

لم يرغب سائق الباص، وهو من المتحدثين بالعربية، بالإفصاح عن هويته خوفاً من تعرضه لمشاكل في العمل، لكنه أراد عبر الكومبس تسليط الضوء على ظروف العمل السيئة التي يعانيها السائقون.

تحول كبير بعد الجائحة

يقول السائق الباص أن مهنة سائق الباص كانت دائماً براتب قليل وساعات عمل طويلة، لكن ظروف العمل ازدادت سوءاً بشكل كبير بعد انتهاء جائحة كورونا. ويضيف “الظروف تغيرت. كنت أسوق حوالي 250 كيلومتراً في اليوم الواحد، أما الآن فالمعدل من 500 إلى 550 كيلومتراً في اليوم دون توقف. إنه وضع غير إنساني. الساعات نفسها لكن الجولات طويلة”.

ويرجع سبب زيادة طول الجولات والكيلومترات في اليوم الواحد، بحسب السائق، إلى زيادة عدد العقود الجديدة بين شركة المواصلات في المقاطعة Skånetrafiken والشركات الخاصة التي توظف سائقين كشركة Telia.

يقول السائق “وقعوا عقوداً كثيرة وقللوا عدد السيارات. من المفترض أن تزيد كل شركة عدد سياراتها لكنهم زادوا العمل دون زيادة عدد السيارات، فزاد الحمل على كل سيارة. في الساعة الواحدة أسوق من أربع إلى خمس جولات”.

“لا وقت للمرحاض”

يشرح السائق أنه عادة ما يكون معدل العمل لسائقي الباص حوالي 365 ساعة في الشهر ولكن في حال أراد أن يأخذ أي راحة خلال هذه الساعات فيتم خصمها من الراتب. ويضيف “لأستطيع أن آخذ استراحة يجب علي طلبها وهم من يحددون موعد الاستراحة. كان لدي موعد طبيب وبلّغت مديري بذلك، فالإصابة كانت بسبب العمل. ورفضت Skånetrafiken أن تعطيني ساعة لزيارة الطبيب (..) أحياناً ليس لدي حتى استراحة للذهاب إلى المرحاض”.

هل يمكن أن تصف لنا يوم عمل طويل؟

كل يوم أبدأ العمل الساعة 7 صباحاً من مدينة أخرى وهذا يعني أنه يجب علي التحضير لأذهب لتلك المدينة وأنهي العمل الساعة الـ7 مساءاََ. من 12 إلى 13 ساعة عمل متواصل.

هل هذه المشكلة تواجه جميع السائقين؟

هناك كثير من الزملاء يعانون الوضع نفسه. هناك كثير ممن ترك العمل بسبب الضغط لكن الغالبية مثلي مضطرة للعمل. أنا مضطر لأني لا أستطيع أن أبقى دون عمل ولأنني أعرف أنه من الصعب علي الحصول على عمل في مجال آخر بعد كل هذه السنوات، فأنا أعمل منذ 12 سنة سائق باص. ربما لم تقدم لي الحياة فرصة لأحصل على شهادة عالية فهذه هي فرصة العمل المتاحة لي”.

هل حاولتم حل الأمر؟

عندما طرحنا مشاكلنا في اجتماع لم تقم الإدارة بفعل أي شيء وكأن التغيير السياسي أثّر على طريقة العمل، وظهرت العنصرية على السطح.

هل فكرتم في تنظيم إضراب؟

لا، الموظفون كلهم يشتكون ضغط العمل، نحن نعمل أكثر من ضعف المسافة مقارنة بما قبل الجائحة. أحيانا أسوق داخل المدينة الواحدة من 300 إلى 500 كيلومتر. نحن تعبنا والتعب ينعكس على طريقة العمل مع الزبائن ومع ذلك فكلنا يخاف أن يخسر عمله، فليس لدينا كثير من الخيارات.

الشركة ترد

الكومبس تواصلت مع Skånetrafiken وطرحت عليها الشكوى، فجاء في ردها “هذه في المقام الأول مسألة بين النقابة وصاحب العمل. هناك اتفاقيات خاصة بالباصات تنظم العمل، لكن فيما يتعلق بتقديم مشغلي المرور شروطاً أفضل أو اتباعهم لاتفاقية القطاع فليس لدينا تفاصيل”.

وأضافت الشركة “نحن في Skånetrafiken نطالب، كما ذكرنا سابقاً، باتباع القوانين واللوائح ونشجع المشغلين على تقديم بيئة عمل جيدة. وطرحنا في مناسبات عدة أسئلة حول تخطيط عمل الموظفين”.

وعن حالة السائق المشتكي بالذات قالت الشركة “هناك حقائق أساسية مفقودة في المعلومات التي تلقيتموها. خدمات حافلات المدينة أقصر من حيث عدد الكيلومترات مقارنة بالخدمات الإقليمية. نوبات عمل من 12 إلى 13 ساعة دون راحة أمر غير قانوني وقد تؤدي إلى فقدان المشغل رخصة النقل. حقيقة أن فترات الراحة مخططة وفقاً لاحتياجات العمل أمر صحيح، هذه هي الطريقة التي يعمل بها سوق العمل ويتم تنظيمها حسب اتفاقيات القطاع وقانون المرور وأوقات الراحة”.

هديل إبراهيم