سابقة قضائية.. المحكمة العليا تنتصر للصحفي النحال ضد موقع يميني متطرف

: 1/12/23, 2:32 PM
Updated: 1/12/23, 4:07 PM
الصحفي سعيد النحال 
Foto: Privat
الصحفي سعيد النحال Foto: Privat

الكومبس – ستوكهولم: أدانت المحكمة العليا السويدية الناشر المسؤول عن صحيفة Samnytt اليمينية الشعبوية ماتس داغرليند بتهمة التشهير الجسيم بحق الصحفي سعيد النحال.

وكان موقع Samnytt الإلكتروني نشر في سبتمبر 2020 منشوراً وصف فيه الصحفي من أصل سوري سعيد النحال، بالاسم والصورة، بأنه “جهادي مشتبه به”.

ورفع الصحفي دعوى ضد الناشر المسؤول فحكمت محكمة ستوكهولم لصالح النحال في حكم فريد من نوعه، لأنه نادراً ما تكون هناك إدانات في قضايا حرية الصحافة في السويد. غير أن الناشر استأنف القضية أمام محكمة الاستئناف التي أيدت حكم محكمة ستوكهولم بإدانته. ولجأ الأخير إلى أعلى هيئة قضائية في البلاد، المحكمة العليا، لمراجعة الحكم.

وحكمت المحكمة العيا مؤخراً لصالح النحال في حكم يعتبر مهماً لأنه يشكل سابقة قضائية تستند عليها المحاكمات المشابهة في المستقبل.

وكان النحال كتب أواخر العام 2020 مقالاً عن رحلة حياته منذ غادر سورياً وصولاً للسويد، وكيف أصبح صحفياً في صحيفة داغينز نيهتر، أكبر صحيفة نهارية في السويد. وكان المقال بمناسبة مرور خمس سنوات على موجة اللجوء الاستثنائية إلى أوروبا، حين وصل إلى السويد وحدها في العام 2015 نحو 160 ألف لاجئ يعادلون حوالي 1.5 بالمئة من عدد سكان السويد.

وعما حدث بعد نشر المقال، يقول النحال “موقع يميني متطرف عادة ما يهاجم المسلمين والإعلاميين واللاجئين لم يعجبه أن يكون لاجئ ناجحاً، خصوصاً في مهنة الصحافة التي عادة ما يكون من الصعب الحصول على وظيفة فيها (..) فهاجمني بطريقة دنيئة واتهامات باطلة”.

عمل سعيد النحال سابقاً صحفياً في سوريا، لكنه خرج من البلاد في العام 2014. وخلال الفترة التي قضاها في السويد، كتب في صحيفة سفينسكا داغبلاديت. ومنذ العام 2020 أصبح باحثاً وكاتباً في داغينز نيهيتر.

رفع النحال الدعوى بشكل فردي، وتلقى دعماً قانونياً من داغينز نيهيتر.

ورحبت منظمة مراسلون بلا حدود في السويد، ورابطة الصحفيين السويديين، بالحكم لصالح النحال. بينما قال رئيس تحرير داغينز نيهيتر بيتر فولودارسكي في مقابلة نشرتها صحيفة اتحاد الصحفيين أمس إن الحكم “مهم جداً للصحافة السويدية وحرية التعبير”.

وأضاف “أنا مسرور من أجل موظفنا، لكن أيضاً من أجل الصحفيين الآخرين الذين رأوا على مر السنين كيف كرّست كثير من هذه المواقع (اليمينية المتطرفة) نفسها لتشويه سمعة الأفراد. ما خلق مناخاً مليئاً بالخوف وأثّر على حرية الصحافة”.

ورأى فولودارسكي أن صدور الحكم من أعلى سلطة قضائية في السويد يرسل إشارة مهمة إلى كل من يقوم بفعل مشابه، مضيفاً “إذا قام أحد بنشر مثل هذه الدعاية التي تحض على الكراهية ضد الأفراد، فستتم مقاضاته. لم يحدث ذلك من قبل، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن مجلس العدل، المدعي العام في قضايا الصحافة وحرية التعبير، اختار عدم متابعة مثل هذه القضايا (..) والآن بات هناك حكم يمثل سابقة قضائية”.

وحكمت محكمة ستوكهولم على ماتس داغرليند بالسجن مع وقف التنفيذ، إضافة إلى دفع تعويضات عن الضرر، وتحمل التكاليف القانونية كاملة، الأمر الذي أيدته محكمة الاستئناف والمحكمة العليا.

ما هو التشهير؟

ويعرّف قانون حرية الصحافة التشهير بأنه “الإضرار بالآخرين من خلال اعتبارهم مجرمين أو مدانين في أسلوب حياتهم، أو تقديم معلومات من شأنها أن تعرضهم لعدم الاحترام”.

ونادراً ما تكون هناك إدانات في قضايا حرية الصحافة في السويد، نظراً إلى المستوى العالي الذي تتمتع به حرية التعبير في القانون.

Source: www.journalisten.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.