الكومبس – خاص: بعد انتهاء العطلة الصيفية ورجوع التلاميذ إلى صفوف الدراسة، لاحظت بعض المدارس فراغاً في مقاعد الصفوف، كان يشغلها تلاميذ من أصول أجنبية، ما اضطر إدارة هذه المدارس للتواصل مع الخدمات الاجتماعية (السوسيال). إحدى المعلمات قالت إنها تشعر بالحزن لعدم رجوع هؤلاء التلاميذ إلى صفوف الدراسة، وتمنت أن يكون المانع خيراً، وإلا يكون المانع من رجوعهم، كما يعتقد الكثيرون، بأن الأهالي قرروا البقاء في بلدانهم، أو إبقاء أبنائهم والرجوع من دونهم إلى السويد.

هل حملة التضليل وتخويف العائلات من السويد، أخذت تأخذ مفعولها وتأثيرها على الناس؟ وهل هؤلاء ممن قرروا حرمان أطفالهم من العودة للسويد، لا يشاهدون الأمثلة الكثيرة على نجاح أبناء المهاجرين وتفوقهم وحصولهم على أفضل المراتب بالمجتمع؟

قصة سانيا السيدة المصرية التي روتها للكومبس، قد تكون مثالاً على ما يحصل مع بعض العائلات العربية والمهاجرة إجمالاً نتيجة حملات التخويف والترهيب من المجتمع السويدي. هذه القصة على لسان السيدة سانيا، مع العلم أننا حاولنا التواصل مع زوجها الموجود خارج السويد بعدة طرق، لكن بدون جدوى، ومع ذلك لا يزال المجال أمامه مفتوحاً، ليتحدث عن القصة من جهته.

كنا نعيش حياة عادية وفجأة انقلب كل شيء

كانت العائلة تعيش في السويد حياة عادية، حسب سانيا. واتفقت العائلة على السفر لقضاء عطلة الصيف في مصر ولزيارة الأهل هناك. الزوجة التي سافرت قبل الزوج بأيام فوجئت بقيام أهل الزوج بأخذ الأطفال من الأم وسحب جوازات سفرهم، بطريقة عنيفة. الخطة كانت أن تبقى الأم والأطفال في مصر وأن ينسوا السويد، ما يعني أن الأب سيرجع لوحده إلى السويد ليواصل العمل ويصرف على الأسرة.

هذا ما قاله الزوج بشكل مباشر لزوجته عندما وصل إلى مصر، حسب ما تروي سانيا التي أكدت أن الشرطة المصرية ساعدتها عندما رأت كدمات على وجهها وسجلت محضراً بحجز الأطفال دون إرادة أمهم. ورغم أن الشرطة وضعت أسماء الأطفال في قائمة منع السفر، فإن الزوج استطاع الهرب من مصر ومعه طفلين، الكبير والوسط، متوجهاً على الأرجح إلى المغرب، وبقيت الأم مع الطفلة الصغيرة في مصر، دون أوراق إقامة أو جواز سفر.

بعد تواصل الأم مع السفارة السويدية في القاهرة، وبمساعدة السلطات المصرية مع وزارة الخارجية السويدية، وصلت الأم إلى السويد قبل أيام وكان في استقبالها موظفون من الخدمات الاجتماعية أمنوا لها السكن وما يلزم لها للعيش والحماية، كما تقول، لكي تواصل محاولتها لاستعادة الأطفال.

لم ولن أبلغ عن زوجي للشرطة وأتمنى أن يرجع مع الأطفال

وعن سبب لجوئها للصحافة والتواصل مع الكومبس، تقول سانيا إنها تريد توجيه نداء لزوجها بأن يعود لرشده ويرجع إلى السويد مع الأطفال، وتؤكد أنها لم ولن تتصل بالشرطة، ولا تريد أن تقدم بحقه أي بلاغ، مضيفة أن الأطفال لا ذنب لهم بكل هذه التصرفات التي يقوم بها.

وعن سبب قيام زوجها بالتخطيط لكي تترك العائلة السويد، ويبقى هو فقط فيها للعمل، تقول سانيا إنها تعتقد بأن زوجها تعرض لـ”غسيل دماغ”، متأثراً بحملة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعي أن السويد تخطف الأطفال ومعادية للمسلمين، وتنصح هذه الحملة جميع من يريد “النجاة بأطفاله من مافيا السوسيال بالهرب بهم” .

تقول سانيا “كنا نعيش حياة هادئة وعادية في السويد، أنجبت 3 أطفال هنا، أكبرهم الآن 4 سنوات وأصغرهم 8 أشهر، زوجي كان يعمل بدوام كامل وأنا أعمل بدوام جزئي، شقتنا واسعة وكنا ننتظر أن تبدأ الطفلة الصغيرة الذهاب إلى الحضانة مع أخويها، نعم كان يوجد بعض الخلافات العائلية، لكني كنت أتحمل لكي يحصل هو على الإقامة الدائمة ثم الجنسية، وأن نحسن من وضعنا بعمل مشروع مشترك، لكن كما يبدو كان لزوجي خطط أخرى بعد الحصول على الجنسية، خصوصاً بعد أن كان يتأثر بالقصص التي تدور على وسائل التواصل عما يسمى “خطف الأطفال”.

تؤكد سانيا أن حالة الخوف والرهاب من السوسيال هي السبب فيما خطط له زوجها والسبب في تصرفاته والتي كانت آخرها خطفه الطفلين. لذلك تريد توجيه طلب أو نداء لزوجها بأن يعود إلى السويد مع الطفلين.

ولكي لا تكون القصة من طرف واحد فقط، حاولت الكومبس الاتصال بالزوج، لكنها لم تتلق أي جواب، على أمل أن يتواصل مع الكومبس إذا كان لديه ما يقوله.