سفير سويدي: المسلمون في السويد جزء لا يتجزأ من المجتمع

: 4/2/23, 8:17 AM
Updated: 4/2/23, 8:17 AM
Anders Wiklund/ TT
Anders Wiklund/ TT

الكومبس – أخبار السويد: أكد جوتام بهتاشاريا، سفير السويد لدى قطر أنَّ شهر رمضان هو شهر العائلة والاهتمام بالفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا ومناسبة للتأمل، وهي قيم تحتاجُها البشرية بأَسرها.

وقال السفير لصحيفة لـ الراية القطرية: إنَّ الاحتفال بشهر رمضان في السويد شائع ومألوف مع تزايد عدد المسلمين الذين يشكلون نحو ٩٪ من إجمالي عدد السكَّان البالغ ١٠ ملايين نسمة، مؤكدًا أن المسلمين جزءٌ لا يتجزأ من السويد، ولهم أدوار وإسهامات بارزة مثل بقية الشعب السويدي، ويصلون إلى أعلى المناصب دون تمييز، لافتًا إلى أن هناك وزيرَين مسلمَين في الحكومة السويدية الحالية، بالإضافة إلى أعضاء بالأحزاب السياسية والبرلمان ورجال الأعمال والأكاديميين وغيرهم.

وشدَّد السفير السويدي على الروابط القديمة بين بلاده والعرب والمسلمين والقواسم المشتركة بين دولة قطر ومملكة السويد كدولتَين تساهمان بقوَّة في الجهود الإنسانية والإغاثية للشعوب، قائلًا: إنَّ أقوى رسالة ملهمة في شهر رمضان للمسلمين وغير المسلمين، هو التضامن مع مَن هم أقل حظًا، والاهتمام بالضعفاء والمحتاجين وفيما يلي نص المقابلة منقولة عن صحيفة الراية:

كيف تشعر بقضاء أول رمضان لكم في الدوحة؟
– نعم، إنني أقضي شهر رمضان لأوَّل مرة في الدوحة، ولأوَّل مرة في دولة مسلمة تحتفل بهذه المناسبة على مدار شهرٍ كامل، ولكنني أعرفُ شهرَ رمضان جيدًا سواء من السويد أو من خلال عملي نائب سفير لدى الهند، وأنا متحمس جدًا لهذه التجربة الرُوحانية وسط المُجتمع القطري المضياف.

ما أبرزُ القيم الرمضانيَّة التي تعرفها؟
– رمضان -كما أعرف- هو شهرُ العائلة ورعاية الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا، كما أنه مناسبةٌ للتأمّل، وهي قيم مهمة تحتاجُها البشرية بأَسرها، فعلى مدار العام يكون الإنسانُ مُنهمكًا في العمل وإنجاز المهام، ويوفر رمضان فرصة جيدة للمُسلمين لقضاء وقت مع الأسرة والأصدقاء والتفكير في نفسك وأفعالك، وأيضًا مساعدة من هم أقل حظًا.

ما هي الرسالة الأبرز في رمضان بالنسبة لك؟
– أعتقد أنَّ التضامن من أقوى رسائل شهر رمضان للإنسانيَّة جمعاء بضرورة التفكير فيمن هم أقل حظًا في الحياة، وهو أمرٌ رائعٌ حقًا، فنحن جميعًا سواء من المسلمين أو غير المسلمين، يمكن أن نستلهم الكثير من ذلك بالاهتمام بالضعفاء والمُحتاجين والمرضى.

ما الذي يميزُ صيام رمضان في السويد بموقعها في أقصى الشمال؟
– بحكم موقعِها تتميز السويد بأنَّها ليل وظلام على مدار نصف العام، ونهار ساطع في النصف الآخر، وأحيانًا لا تتجاوز فترة الليل ٣ ساعات في الصيف في المناطق الشمالية، ولذلك ربما تختلف ساعات الصيام بحسب الفصول من ٣ ساعات في الشتاء إلى ٢٢ ساعةً في الصيف، ولكنَّ مسلمي السويد يتأقلمون مع هذه الظروف وَفق فتاوى مجلس علماء متخصص.

ماذا عن تاريخ ومساهمات المسلمين في السويد؟
يمتازُ المجتمع السويدي بالتنوع والتعايش والترحيب بالجميع، ويشكل المسلمون من ٨% إلى ٩% من عدد السكان بنحو ٩٠٠ ألف شخص تقريبًا، فلدينا سويديون مسلمون وآخرون اعتنقوا الإسلام أو ممن جاؤوا من دول مسلمة، ولذلك أصبح رمضان حدثًا كبيرًا جدًا في السويد، وتجد في المحال والمراكز التجارية عروضًا رمضانيَّة خاصة وتتجاوز الأعمال التجارية خلاله مليارات الكرونات السويدية. وأصبحَ رمضان شائعًا ومألوفًا، والمسلمون جزء لا يتجزأ من السويد. ويقيم رئيس الوزراء حفل إفطار جماعي في رمضان تقديرًا للمسلمين في السويد والعالم. ولابد من التنويه إلى أن أول مسلم حضر إلى السويد كان تاجرًا من تتارستان عام ١٨٩٧م. كما أنَّ المؤرخ العربي الشهير أحمد بن فضلان كتب عن الفايكنج القادمين من السويد على متن سفن إلى روسيا عام ١٠٠ ميلاديَّة، وكتب عن رحلاتهم إلى أسواق إسطنبول للتجارة وغيرها من الروابط القديمة بين السويد والعرب والمُسلمين.

ما إمكانيةُ وصول المُسلمين إلى مناصب رسميَّة عُليا في السويد؟
– السويد دولةٌ محايدةٌ مع كافة الأديان، ولدينا في الحكومة الحالية وزيران لهما خلفية عائلية من البلدان الإسلامية. ومع نمو المجتمع ترى أشخاصًا بارزين من أصول مسلمة أو مسلمة جزئيًا في كافة المستويات والمجالات، ولعلَّ أشهرهم لدى مشجعي كرة القدم اللاعب زلاتان إبراهيموفيتش، وهو من أصل كرواتي- بوسني، وكذلك في القطاعات الأكاديمية والأحزاب السياسية والبرلمان ورجال الأعمال، فضلًا عن عودة مهاجرين إلى بلدانهم الأصلية لشغل مناصب عُليا وبينهم وزراء في بعض الدول.

ما القواسمُ المشتركة في علاقات قطر والسويد؟
– علاقاتُنا ممتازة وتربطنا الكثير من القواسم المشتركة فهما دولتان مميزتان بعدد سكان صغير نسبيًا، وقطر هي المجتمع الأكثر تقدمًا في العديد من الجوانب، ومن أغنى دول العالم، كما حققت السويد ثروةً كبيرةً كدولة متقدمة تكنولوجيًا. وإذا كان رمضان هو مناسبة لتجمع العائلات والتفكير في الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا، خاصةً في ظل الأوقات الصعبة الراهنة مع الحرب الروسيَّة ضد أوكرانيا وتداعيات تغير المُناخ والكوارث مثل الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، فقد لعبت قطر والسويد دورًا مهمًا في جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وتواصلان هذه الجهود باستمرار. والزكاة وسيلة للعطاء والتضامن في الإسلام ولدينا ضريبة على الدخل في السويد نساهم بجزء منها في خدمة هذه الأغراض الإنسانية النبيلة. كما أنهما دولتان نشيطتان على الساحة الدولية، حيث لدينا علاقات مهمة مع العالم. وتعمل قطر والسويد دائمًا على بناء الجسور بين مختلف الفاعلين وحل النزاعات سلميًا عبر الحوار والطرق الدبلوماسية.

ما الجديد على أجندة التعاون في الفترة المقبلة؟
– بعد نجاحها الكبير في تنظيم كأس العالم لكرة القدم ٢٠٢٢، تواصل قطر تنفيذ رؤيتها الوطنية لعام ٢٠٣٠ وتحقيق أهدافها للتنمية المستدامة، ولاحظت انتشار الوعي بهذا الأمر حتى على مستوى طلاب المدارس باهتمامهم بالحفاظ على البيئة وحمايتها وعدم إهدار المياه والطاقة وما إلى ذلك. تعد السويد دولة رائدة في تطوير التقنيات لمكافحة تغير المناخ وضمان الاستدامة على جميع المستويات، ومنح المواطنين الحياة الصحية الممتعة التي تراعي المعايير البيئية والمُناخية، ويمكن أن تكون شريكًا جيدًا لدولة قطر في بناء الحلول والمُساهمة في تحقيق رؤيتها المميزة في الفترة المُقبلة.

Source: www.raya.com

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.