الكومبس – ستوكهولم: تشهد جزيرة غوتلاند السويدية حركة سياحية نشطة مقارنة بسواها من المناطق السويدية. وتستقبل الجزيرة 900 ألف سائح سنوياً، بينما تكتظ شوارع عاصمتها التاريخية فيسبي بالزوار في فصل الصيف، وهو ما دفع عدداً من سكانها إلى رفع الصوت احتجاجاً على زحمة السياح.

واشتكت الفنانة بيا إنغلسي، التي تعيش في المدينة القديمة في فيسبي لصحيفة DN من الضجيج المتزايد خلال فصل الصيف، وقالت “شهر يوليو هو الأكثر فظاعة ومستوى الضجيج لا يصدق. أعتقد أنه يجب تحديد عدد زوار المدينة”.

وأشارت إلى إنها تشعر وكأنها في حديقة حيوان عندما يقوم السياح بتصوير منازل المدينة القديمة حيث تعيش. وأسست بيا مع آخرين جمعية “عيون على غوتلاند” للحد من السياحة وتحسين ظروف السكان.

مدينة فيسبي Foto: Fredrik Sandberg / TT

يغادر المدينة بداية كل صيف

وقال البروفيسور أوفي رونستروم، الذي يسكن داخل جدران فيسبي القديمة، إن المدينة مكان رائع للعيش خلال 10 أشهر من العام، ولكنه كشف أنه ينتقل من المدينة مع بداية الصيف في شهر يونيو، وأضاف “لا نستطيع تحمل الزحام والضوضاء”.

وطرح تساؤلات حول الفوائد الاقتصادية الفعلية للسياحة على غوتلاند، قائلاً “من المؤكد أن السياحة تساهم في النمو الاقتصادي، لكن لا يتم حساب التكاليف بل الإيرادات فقط”.

مدينة فيسبي Foto: Anders Wiklund / TT

عدد السكان يتراجع

كما تحدثت كاترينا سودردال عن “تحويل مباني المدينة الداخلية إلى فنادق ومطاعم وأماكن إقامة للسياح، ما يجعل الناس يتركون منازلهم”.

وأشارت إلى أن عدد السكان في المدينة الداخلية المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو انخفض من 2950 في عام 2010 إلى حوالي 2500 حالياً، رغم زيادة عدد الشقق في فيسبي.

من جانبه، أكد لويس هوفمان بورغو، منسق التراث العالمي في منطقة غوتلاند، على ضرورة التوازن بين السكان المحليين والسياح.

وقال “يجب أن يكون هناك سكان دائمين وحياة يومية نابضة. إن كانت المطاعم والفنادق تطغى بشكل كبير، تصبح الأمور معقدة”.

مردود اقتصادي للسياحة

وفيما يتعلق بالتأثير الاقتصادي، قالت لينيا ريدين، الموظفة في متجر للأجبان والحلويات، إن السياحة تساهم في زيادة الإيرادات بشكل كبير خلال الصيف، وتساعد في إبقاء المتجر مفتوحاً على مدار العام.

يذكر أن فيسبي عاصمة غوتلاند محاطة بأسوار قديمة تعود للعصور الوسطى، وتعد واحدة من أفضل المدن الوسطى المحفوظة في دول إسكندنافيا. وتم تسجيل المدينة في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1995 بفضل معالمها التاريخية والمعمارية الفريدة داخل الأسوار القديمة.