الكومبس – خاص: “ستكونين أماً مجرمة بحق أطفالك إن عدت للسويد ” هذا ما قيل لسمر (اسم مستعار) من قبل أشخاص بعد فتح تحقيق من قبل السوسيال نتيجة بلاغ قلق من قبل مسؤولة التوظيف في البلدية بحق سمر وأطفالها.
سمر ( 37 عاماً) أم لطفلين (13 سنة و 8 سنوات) تعمل بعقود عمل غير ثابتة في مجال رعاية المسنين وأرادت زيارة والدها المريض في تركيا نتيجة سوء حالته الصحية لذلك أخذت إجازة لأطفالها من المدرسة إضافة لعطلة sportlov في شهر فبراير.
مرضت سمر في تركيا وأُسعفت إلى المستشفى واتضح أن لديها مشاكل صحية في المبيض، لكن نتيجة عدم قيامها مسبقاً بالتأمين الصحي وبسبب التكاليف العالية في المستشفيات لمن لا يحملون الإقامة التركية فضلت السفر إلى سوريا للعلاج خصوصاً أن أمها وأختها مقيمتان هناك وتستطيعان الاهتمام بالأطفال خلال فترة بقاءها في المستشفى.
تقول سمر “وأنا في تركيا وعند تعرضي للوعكة الصحية تواصلت مع مديري في العمل عبر البريد الإلكتروني وشرحت له ما حدث و تواصلت مع قريبة لي وطلبت منها أن تتواصل مع مسؤولة التوظيف في البلدية وتشرح لها ما حدث معي لأن التواصل يجب أن يتم عبر الهاتف، وتكلفة الاتصالات عالية من تركيا للسويد، لكن صدمت فيما بعد بأن مسؤولة التوظيف أرسلت بلاغ قلق إلى السوسيال بحقي وأطفالي”.
وصلت سمر إلى سوريا وهي في حالة صحية سيئة وتعرضت لتجلطات دموية عدة وبقيت في المستشفى فترة طويلة. وخلال هذه الفترة طلبت من قريبتها أن تتفقد البريد في بيتها وأعلمتها قريبتها أنها تلقت بريداً من السوسيال يعلمها بقرار بدء التحقيق وبأن القرار سيتخذ على أساس التحقيق بشأن ما إن كان الأطفال بحاجة لتدخل الخدمات الإجتماعية (السوسيال ) أم لا.
تقول سمر “هنا بدأت مرحلة التشكيك بالنسبة لي والخوف في بعض الأحيان والاتهامات في أحيان أخرى نتيجة سماع كثير من الكلام من المحيطين حول إمكانية أخذ السوسيال للأطفال وأنه بمجرد البلاغ من قبلهم فلن أكون قادرة على إبقاء أطفالي معي، ما اضطرني ووالدهم المقيم في السويد إلى استشارة أكثر من محامي لكن الإجابة كانت مخيبة في كل مرة لدرجة أن المحامين حذروني من العودة إلى السويد و أخبروني أن هناك احتمال أن تقبض الشرطة على الأطفال في المطار و إمكانية أخذهم من قبل السوسيال وهكذا تم زرع الرعب في قلبي رغم أني لم أفعل شيئاً يخالف القانون”.
وتضيف “أول شيء فعلته حين تلقيت البريد من السوسيال هو أنني قمت بمراسلتهم وشرحت تفاصيل قصتي كاملة وأعلمتهم أنني الآن في سوريا للعلاج وأن طفليّ بحالة جيدة وقمت بتسجيلهما بمدارس في سوريا وأن أمي وأختي هما من يهتمان بهما حين أكون بالمستشفى وأنني مستعدة لإجراء مقابلة معهم على الواتس آب وشرحت لهم عدم قدرتي على العودة للسويد حالياً بسبب وضعي الصحي لكني سأعود حين يسمح لي وضعي بذلك”.
كيف تعامل السوسيال مع سمر وطفليها؟
تقول سمر “بقيت أشعر بالشك والخوف إلى أن نصحتني إحدى صديقاتي بالتواصل مع موظفة في دائرة الخدمات الإجتماعية تدعى رهف رمضو لعلي أحظى بإجابة مناسبة، وبالفعل تواصلت معها وشرحت لها كامل قصتي ونصحتني بالعودة للسويد بشكل طبيعي وأنه لن يحدث أي شيء مما يحكى عنه بخصوص سحب الأطفال من قبل السوسيال، وأنني لم أرتكب خطأً لأحاسب عليه. وبالفعل كان لها دور كبير في جعلي أتيقن أن الأمور ستسير على ما يرام”.
تواصلت المسؤولة من قبل السوسيال مع سمر لإجراء مقابلة عبر الواتس آب لكنها كانت في المطار لذلك أخبرتها سمر أنها ستكون في اليوم التالي في السويد، وتم تحديد موعد مقابلة معها ومع الأب والأولاد.
تقول سمر “كان طفلي الصغير خائفاً لكن عندما استقبلتنا الموظفة المسؤولة كانت لطيفة جداً واستقبلت الأطفال بطريقة جميلة وهدّأت من روعهم واعتذرت لأننا شعرنا بالخوف وبالطبع تم شرح الموضوع وإغلاق الملف في نفس اليوم وبدون أية مشاكل”.
تواصلت سمر بعد أن عادت إلى السويد مع مسؤولة التوظيف وسألتها لماذا قدّمت بلاغ قلق بحقها وأطفالها فأجابت بأنها قامت بعملها وأنها لم تكن متأكدة إن كانت سمر والأطفال بخير، ومن واجبها أن تتواصل بهذه الحالات مع الجهة المسؤولة وهي السوسيال.
تضيف سمر “أردت أن أروي قصتي ليستفيد منها كثيرون ممن يخافون من السوسيال ومن يكتفون بأقوال من حولهم وكذلك ألا يثقوا بجميع المحامين فمنهم من قد يخرب حياة الشخص دون مبرر”.
“كثيرون يقعون ضحية المعلومات الخاطئة”
الاختصاصية الاجتماعية والمسؤولة في الخدمات الاجتماعية رهف رمضو أكدت أن سمر تواصلت معها وهي في حالة رعب وخوف من السوسيال نتيجة معلومات خاطئة تلقتها من المحامين وتفيد بأن الشرطة ستكون قد عممت اسم الأطفال على الحدود لكي يتم القبض عليهم من قبل السوسيال.
تقول رهف “بالطبع قرأت البلاغ أولاً وقمت بنفي الكلام الذي يحمل معلومات خاطئة. وشرحت لسمر عن قانون السوسيال وقانون الرعاية القسرية ووضحت لها أنها لم تقم بجريمة وأن وظيفة السوسيال مساعدتها وما من داعٍ للقلق وشجعتها على العودة للسويد وحاولت تقديم كل الدعم حتى تعود قوية إلى حياتها الطبيعية وتثق بمؤسسات الدولة السويدية والشرطة”.
وتقدّم رهف نصيحة بالقول “حالات كثيرة تشبه حالة سمر تواصل معي أصحابها وكان لديهم معلومات مغلوطة وحاولت مساعدتهم، لذلك أنصح في حال حصول إحدى العائلات على استدعاء من قبل السوسيال عدم القلق والتروي والتعامل بصدق معهم والتعاون معهم وفي حال كان لديهم مشكلة بإمكانهم طلب المساعدة منهم.
ريم لحدو