سوريون في ألمانيا يتضامنون مع مأساة الأوكرانيين

: 3/17/22, 7:35 AM
Updated: 3/17/22, 7:35 AM
هناك تشابه كبير بين التراجيديا السورية والأوكرانية والسوريون يتضامنون مع الأوكرانيين ويردون لهم الجميل لتضامنهم معهم من قبل
هناك تشابه كبير بين التراجيديا السورية والأوكرانية والسوريون يتضامنون مع الأوكرانيين ويردون لهم الجميل لتضامنهم معهم من قبل

الكومبس – أوروبية: حرب روسيا في أوكرانيا تذكر شابيين سوريين يعيشان في ألمانيا، بما جرى في بلدهما قبل أحد عشر عاماً، حيث هناك تشابه كبير بين مأساة البلدين. وهما يشاركان الآن في نشاطات ضد الحرب تضامناً مع الأوكرانيين.

قبل عشر سنوت كان محمد نعناع يقيم في سوريا على أطراف مدينة حلب، في حي شهد مظاهرات احتجاجية ضد الحكومة السورية. محمد لم يشارك في تلك الاحتجاجات، فعمره آنذاك لم يكن يتعدى 19 عاماً وكان يحضر لامتحانات الشهادة الثانوية، وبعدها كان عليه أن يلتحق بالجيش لأداء الخدمة الإلزامية، لكنه لم يكن يرد ذلك.

في البداية هرب من الحي الذي كان يسكن فيه إلى وسط المدينة، ثم هرب من سوريا عبر تركيا إلى ألمانيا. وبعده بتسعة أشهر هرب أهله إلى لندن. ويقول نعناع لـ DW معلقاً على قدوم اللاجئين من أوكرانيا “عندما يكون المرء قد مر بتجربة نزوح، عليه أن يتضامن مع اللاجئين الأوكرانيين” ويضيف “نحن مع الأسف خبراء في ذلك (النزوح) منذ أحد عشر عاماً”.

تشابه مرعب بين الحرب في أوكرانيا وسوريا

ويرى محمد نعناع أنه هناك تشابهاً بين ما يحصل في أوكرانيا وما حصل في سوريا، ويقول “عندما أنظر إلى الصور التي تأتي من أوكرانيا، فإنها تشبه تماماً ما حدث في سوريا آنذاك” ويضيف “الأوكرانيون يقاتلون ضد العدو نفسه أيضاً”.

وتدعم روسيا الحكومة السورية في حربها ضد المعارضة منذ العام 2015. وحسب تقرير للأمم المتحدة صدر عام 2020، تم ارتكاب جرائم حرب في الهجوم على مدينة إدلب بمشاركة مباشرة من قبل القوات الروسية، ومن بين تلك الجرائم قصف المدنيين والمستشفيات. وفي أوكرانيا أيضاً وحسب متحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، تعرضت منشآت مدنية بينها مستشفيات للقصف.

سعد ياغي الذي هرب أيضا من سوريا ولجأ إلى ألمانيا، يرى أن هناك فرقاً بين ما جرى في سوريا وما تشهده أوكرانيا، ويقول لـ DW “افضل أن أصف الحرب في سوريا بالثورة”. ويضيف “تظاهرنا آنذاك ضد الحكومة السورية. وحين تدخلت إيران وروسيا ودعمت النظام، انفجرت الحرب الأهلية”.

سعد ياغي البالغ 20 عاماً الآن، انضم وهو في الثالثة عشرة من العمر إلى الحراك المناهض للحكومة، بعدما أصاب صاروخ منزل أهله. وخلال نشاطه مع المعارضة، كان يلتقط الصور للوكالات العربية لتوثيق فظائع الحرب. وحين وصل مقاتلو تنظيم داعش الإرهابي إلى بلدته، قرب الحدود السورية العراقية، أصبح الوضع خطيراً بالنسبة له.

“اعتقلني تنظيم داعش لمدة ثلاثة أيام” يقول سعد، ويضيف “الحمد لله أنهم لم يجدوا شيئاً ضدي. وإلا لقتلوني”. وبعد إطلاق سراحه، قرر أهله ترك بلدتهم في شرقي سوريا والنزوح إلى دمشق، ومن هناك هرب إلى ألمانيا العام 2015. والآن يدرس الصحافة في مدينة دورتموند.

التضامن مع المتظاهرين في روسيا

ويرى سعد تضامنه مع أوكرانيا “واجباً ونوعاً من رد الجميل”، ويقول لـ DW “عندما اندلعت الثورة في أوكرانيا العام 2014، كان علمنا السوري أيضاً مرفوعاً في مظاهراتهم. لقد أظهر الأوكرانيون تضامنهم معنا”. والآن يجب على السوريين رد الجميل.

ويرى سعد أن هذا التضامن يتجاوز أوكرانيا، فبعد القمع الذي شهده على يد تنظيم داعش والحكومة السورية، يفهم ويقدر وضع النشطاء السياسيين الروس جيداً. ويضيف “لدي أصدقاء كثر من روسيا، يقولون إن كثيرين من أصدقائهم قد تم اعتقالهم لأنهم ضد بوتين. كثيرون تعرضوا للضرب، وربما يكون البعض منهم قد قتل”.

“لا نريد أن يموت الناس حتى يرحل بوتين”

النشاطات والمظاهرات التي ينظمها سعد مع أصدقائه، لا علاقة لها بالسياسة “بشكل عام لا تهمني الحكومة في أوكرانيا أو زيلنسكي، وإنما الإنسانية” يقول سعد، ويضيف “لا نريد أن يموت الناس حتى يرحل بوتين”. ولكنهم لا يستطيعون فعل الكثير من دون أن يعرضوا أنفسهم للخطر، ويرى سعد أن الأفضل لو يستطيع أن يسافر مباشرة إلى أوكرانيا، لتوثيق الفظائع هناك أيضاً.

الشابان السوريان، سعد ياغي ومحمد نعناع، تعرفا على بعضهما من خلال مشروع إعلامي مشترك، ويريان أن هناك حاجة لإيصال تجربتهما وما مرا به وهما شابان صغيران، للآخرين. وكلاهما يأملان أن يستطيع اللاجئون الأوكرانيون العودة سريعاً إلى وطنهم، وليس كما حالهما. ويعلق سعد على ذلك بالقول “حين بدأنا الثورة، اعتقدنا نحن أيضا بأننا سنعود بعد شهر على الأكثر” ويضيف “الآن مرت إحدى عشرة سنة!”.

لياندر لوفي

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.