الكومبس – خاص: تلقى السويدي من أصل سوري حسين المغربي، خبر وفاة حوالي الـ25 من أقاربه جرّاء الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا.
كان حسين على تواصل مع أحد أبنائه في تركيا حين وقوع الكارثة وواكب ما حدث لحظة بلحظة.
يقول حسين في مقابلة مع الكومبس، “أنا صابرٌ وراضٍ عمّ حدث، فهذا قضاء الله وقدره، ولكن الأصعب هو رؤية الناجين من عائلتي يموتون جوعاً وبرداً”.
يروي لنا حسين ذو الـ55 عاماً قصته بنبرة حزينة وبكلمات مبعثرة تدل على تشتت أفكاره، فلم يمض سوى أيام على تلقيه خبر وفاة أحد أبنائه الذي تبين لاحقاً، بعد مكالمتنا الأولى معه، أنه من المحتمل أن يكون على قيد الحياة.

حسين أبٌ لـعشرة أطفال، ثلاثة منهم يقيمون في مدينة الإسكندرونة التركية، إحدى المدن المتضررة بالكارثة.
عندما كان حسين نائماً في بيته في مدينة كارلستاد، رنّ هاتفه عدّة مرّات حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً. المتصل كان أحد أبنائه في تركيا. وحين رد الأب على هاتفه سمع الكلمات التالية: “نحن نموت. سأحاول الخروج من المبنى والوصول إلى بقية إخوتي في الجوار”، ثم انفصل الخط.
بعد فترة رجع التواصل بين الابن ووالده ولكن الابن لم يكن يحمل إخباراً سارّة حيث أعلمه أن أغلب المباني انهارت والكثير من الأهل والأقارب لم يستطيعوا الفرار.
وبعد ثلاثة أيام من أول هزة تم العثور على، ما اعتقد الجميع أنها جثة محمد أحد أبناء حسين. السبب هو أن المتوفي كان قريبه الذي يشبهه كثيرا. ليتبين لاحقاً وبعد أن كان الأب قد تلقى الصدمة أن ابنه قد يكون لايزال في أحد المستشفيات.
“ويتحدث للكومبس عن حالته جراء ما حدث قائلاً: “إنها حرقة في القلب وأعصاب محروقة. لا أذهب إلى أي مكان، كل ما أفعله هو متابعة الأخبار والتواصل مع بقية أولادي طوال اليوم. اعتقدت بالفعل أن ابني قد توفى. كانت صدمة ولكن آمل الآن أن يتم العثور عليه حياً”.
إلى جانب إبنه المفقود خسر حسين حوالي الـ25 شخصاً من أهله وأقاربه. بعضهم تم إيجاده جثة هامدة والبعض الآخر تم فقد الأمل في العثور عليهم أحياء.
ولكن ما يرهق تفكير الأب ويؤلم قلبه هم الناجون من عائلته الذين في حال يرثى له.
لدى كلٍ من ابني حسين الآخرين، زوجة وثلاثة أطفال، كلهم في حالة تشرد، ويقول في هذا الإطار: “أبنائي وأحفادي الآن في البرد تنقصهم الاحتياجات الرئيسية. إنهم يعانون من سوء التغذية ويتجمدون برداً. لا أعرف كيف لي أن أساعدهم”.

ووفقاً لحسين تعاني عائلته في تركيا من التفرقة فيما يتعلق الأمر بالمساعادات الإنسانية ويقول: “حتى عندما يطلبون المساعدة يسألونهم إن كانوا أتراكاً، فالأولوية في المساعدة هي للأتراك ولكن بين أفراد عائلتي أطفال. إنه وضع كارثي”.
ويذكر أن حسين لازال في تواصل مع من تبقى من أفراد عائلته مشيراً إلى أن وضعهم يزداد سوءاً يوم تلو الآخر حيث أنه لا تجد العائلة طريقة لمغادرة المدينة.
ويختم حديثها لنا بالقول: “أبنائي الآن يعيشون في زريبة للحيوانات ويتم يوميا ترحيلهم من مكان الى آخر”.